فنانون من الخليج يجتمعون في همسات الصحراء

افتتح أمس الأول في قاعة الغاف للفن التشكيلي في أبوظبي المعرض التشكيلي ''همسات الصحراء'' والذي يستمر حتى 29 من الشهر الجاري بمشاركة تسعة فنانين خليجيين من الإمارات وهم: سلمى المري بـ3 لوحات، وعزة القبيسي بلوحتين، وسمية السويدي بلوحتين، وخليل عبدالواحد بـ4 لوحات، ومهرة المنصوري بـ4 لوحات، وجلال لقمان بلوحته الوحيدة والكبيرة المعنونة باسم تمثال العدم، ومن الكويت نادية المناعي بـ6 لوحات، ومن البحرين محمد كانو بـ5 لوحات، ومن قطر فاطمة الشيباني بلوحة واحدة· (28) لوحة جمعت توجهات مختلفة ومدارس تشكيلية متعددة، تمايزت في الرؤى وزوايا النظر إلى طبيعة الفن وتشكلاته·· كانت لوحة جلال لقمان المسمـــاة بـ(تمثــــال العدم) قد تجـــاوزت في حجمها الـ209 * 190 سم، وكانت لوحات نادية المانع بلوحاتها الست قد رسمت بحجم 205 * 26,5 سم، أما أصغر الأعمال فقد قدمتها عزة القبيسي بـ(18 * 49 سم)· الرسم وجماليات الصفة امتزجت في معرض ''همسات الصحراء'' والتشكيل الرمزي مع التجديد، كلها عبرت عن أفكار وتوجهات هؤلاء الفنانين الذين جاؤوا ليقدموا أعمالاً تجريبية عالمية فيها من الشفافية (بأعمال عزة القبيسي المصاغة بمهارة عالية) الشيء الكثير مع صدمة التشكل الرمزي في أعمال محمد كانو· كذلك في أعماله بالأبيض والأسود التي رمّز فيها لأفكار كثيرة فبدت صادمة تثير التساؤلات· أما سلمى المرّي فكان التجسيم عبر الأشكال ذات الأوجه الدائرية في لوحاتها الثلاث بامتزاج الأخضر البارد في لوحتين والأحمر الفاقع الحار في لوحة بدأت تناغم رؤى وأجناس ذات تساؤلات كونية· أما فاطمة الشيباني فقد أرادت أن تقول الشيء الكثير في لوحتها الضاجة بتحطيم الأشياء وميوعتها التي أرادت أن تعبر عن الذات التي تريد أن تقول الكثير·· العالم لديها ملون واللون يقول الأشياء الكثيرة· ربما يتوقف المتلقي أمام لوحتها مستفسراً عن هذا الضجيج والوحشية في تشكل العالم لديها· كذلك جلال لقمان في لوحته (تمثال العدم) التي ضمن فيها قصيدة للشاعر حارب الظاهري التي يقول فيها: ''تمثال شاخص بلا جدوى/ يحتضنك سرفد المدى/ تنتظرك عرى المسافات/ على حافة خطوتك البليدة/ يشتد صمتك بلا رؤى/ ووقع الدروب''·· إنه تمثال يقف مشرعاً يديه بل مصلوباً فلا يؤدي أي مهمة سوى مهمة عدمه اللامتناهي·· تلك هي أعمال هؤلاء الفنانين التسعة الذين تجمعوا في ''همسات الصحراء'' ليهمسوا بصمت أشبه بالريح·