محمد حامد (دبي) - يؤكد خبراء الكرة الأوروبية أن حمى الإصابات التي حاصرت النجم الهولندي روبن فان بيرسي خلال فترات طويلة من مسيرته الكروية جعلته يخسر فرص الوقوف كتفاً بكتف مع ليونيل ميسي نجم البارسا وكريستيانو رونالدو هداف الريال، كما تسبب ابتعاد فريقه السابق أرسنال عن الظفر بالبطولات سواء المحلية أو القارية منذ عام 2005 في ابتعاده عن دخول أجواء المنافسة على لقب أفضل لاعب في العالم مع «ليو» و «سي آر7»، وهو الأمر الذي يجعل هداف اليونايتد والدوري الإنجليزي في قمة الترقب والدافعية لزيارة الشباك الملكية في قمة الليلة، واستغلال الفرصة الذهبية لإثبات الذات، والدخول في تحد خاص مع «الدون» رونالدو.
وفي المقابل يحمل رونالدو أحلام وطموحات الملايين من عشاق الريال في مواصلة المسيرة القارية وصولاً إلى معانقة اللقب الأوروبي العاشر الغائب عن خزائن النادي منذ عام 2002، وعلى الرغم من عشقه لفريقه السابق مان يونايتد، إلا أنه قرر تنحية هذه العواطف جانباً، وتقديم أفضل ما لديه لمساعدة الريال على تحقيق نتيجة إيجابية تجعل مهمته في مباراة العودة بمسرح أحلام أولد ترافورد أكثر سهولة.
وقد أكد نجوم الكرة الأوروبية، وعلى رأسهم رود فان نيستلروي نجم اليونايتد والريال السابق، وأولي سولسكاير نجم الشياطين الحمر المعتزل، وجاري نيفيل نجم الكرة الانجليزية ومساعد المدير الفني لمنتخب الأسود الثلاثة أن حسم القمة الأوروبية بين الريال واليونايتد مرهون بلحظة عبقرية من الهداف البرتغالي رونالدو، أو النجم الهولندي روبن فان بيرسي.
المقارنة بين رونالدو وفان بيرسي تؤشر إلى وجود العديد من الأمور المتشابهة والمشتركة بينهما، وعلى رأسها المواصفات الجسدية، وطول القامة المتطابق «186 سم»، والمرحلة العمرية لكل منهما، فالفارق بينهما لا يتجاوز عام ونصف، كما أن بداية المسيرة الكروية لكل منهما تكاد متزامنة»في بداية العقد الماضي»، ويضاف إلى ذلك أن كل منهما حقق نجاحات لافتة مع فريق محلي في بلده، ثم انطلق إلى خوض تجربة الاحتراف في الدوري الإنجليزي، سواء مع اليونايتد أو أرسنال.
ويضاف إلى الأشياء المشتركة بينهما، أن فيرجسون المدير الفني لليونايتد هو الذي جلبهما إلى صفوف الشياطين الحمر، وتغزل في قدرات كل منهما، حيث أكد أن رونالدو أفضل من زيدان وفيجو، كما أشار إلى أن فان بيرسي يستحق دخول قائمة أفضل الصفقات التي أبرمها طوال فترات توليه مقاليد الإدارة الفنية للنادي الإنجليزي.
وتتشابه طبيعة المركز والدور الذي يقوم به كل منهما داخل الملعب، خاصة أنهما أقرب إلى الجناح، ولكنهما بمرور الوقت أصبحا أكثر فعالية من رؤوس الحربة، كما يجمع بينهما التألق اللافت في بطولتي الدوري في إنجلترا وإسبانيا خلال المواسم الماضية، فهما في صدارة الهدافين أو على مقربة منها على أقل تقدير.
حيرة النجوم
قبل قمة الليلة دخل نجوم الكرة العالمية في سباق الإشادة بقدرات رونالدو، وبراعة فان بيرسي وسط إجماع على أن أي منهما يمكنه حسم المواجهة الملتهبة لمصلحة فريقه، فقد أكد أولي سولسكاير في تصريحات نقلتها الصحف البريطانية أن فيرجسون ومورينيو يعرفان بعضهما جيداً، مشيراً إلى أن كل فريق يعد كتاباً مفتوحاً للفريق الآخر، مما يجعل الأنظار معلقة بالنجم الذي يمكنه صناعة الفارق.
أما رود فان نيستلروي نجم اليونايتد والريال السابق والذي تتشابه مسيرته الكروية مع رونالدو الذي لعب للفريقين أيضاً، وهو في الوقت ذاته مواطن فان بيرسي، مما يؤهله للحكم جيداً على كل منهما، فقد قال لصحيفة «ماركا» الإسبانية: «نتيجة قمة الريال واليونايتد مرهونة بالحالة التي سوف يظهر عليها رونالدو أو فان بيرسي».
وسبق لرونالدو أن ساعد مانشستر يونايتد على إحراز اللقب الأوروبي عام 2008، عندما أحرز هدفا في نهائي موسكو بمرمى نادي تشيلسي اللندني. ويسعى الآن جاهدا لتكرار هذا النجاح مع ريال مدريد. وكان ريال مدريد دفع 96 مليون يورو «4ر128 مليون دولار» لضم رونالدو من مانشستر في عام 2009، وانتقد كثيرون، وبينهم كبير أساقفة مدينة برشلونة، الصفقة ووصفوها بأنها تبذير لا قيمة له في وقت الأزمة.وشكك آخرون في أن يتمكن اللاعب البرتغالي يوماً ما من إثبات أنه يستحق كل هذا الثمن، ولكن بعد تسجيله 136 هدفاً لريال مدريد حتى الآن، أصبح من يشككون في جدوى الصفقة قلة.
واستخدمت صحيفة «آس» الإسبانية أمس الأول مثلاً شعبياً في إسبانيا لتبرير صفقة ضم رونالدو، يعطي معنى: «الغالي دائماً يستحق ما يدفع فيه»، بسبب جودته العالية. والتقى رونالدو أمس الأول مع نجوم ريال مدريد السابقين فرانسيسكو جينتو وبيري وإميليو بوتراجوينو وأمانسيو في مباراة ترفيهية قصيرة ودردشة. وبعدها أشاد النجوم المخضرمون برونالدو وأشاروا إلى أهميته الكبيرة بالنسبة لفريق ريال مدريد الحالي.
وقال أمانسيو الذي كان من هدافي مباراة نهائي 1966 الأوروبي ليقود ريال مدريد للفوز على بارتيزان بلجراد: «إن عدد الأهداف الكبير الذي سجله خلال فترة وجيزة كهذه يثبت أنه يتمتع بقدر هائل من الإمكانات». ووصف بيري، أحد أبطال نهائي 1966 أيضاً، رونالدو بأنه «اللاعب الأكثر اكتمالاً في العالم في الوقت الراهن».
أما جينتو، الذي كان لاعباً بفريق ريال مدريد خلال ألقابه الستة الأول بدوري الأبطال، فقد أكد أن «رونالدو يبدو رائعا في الملعب، ولكم كنت أود أن ألعب معه». وقال بوتراجوينيو أحد مسئولي ريال مدريد الإداريين الكبار حاليا: «إن طموح رونالدو أحد أهم فضائله، فهو يريد تطوير نفسه دائما، ويتعامل مع كل مباراة على أنها تحدي شخصي له». وكان من بين من أشادوا برونالدو أيضاً زميله السابق بمانشستر يونايتد جاري نيفيل الذي وصف اللاعب البرتغالي بأنه «مستأسد»، وبدا نيفيل مبهوراً تماماً بأهداف رونالدو الثلاثة في مرمى إشبيلية.
عدد اليوم
