الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

ضعف الدولار يحطم أحلام الأميركيين في أوروبا

ضعف الدولار يحطم أحلام الأميركيين في أوروبا
20 نوفمبر 2007 23:08
برلين-رويترز: عشق اندرو كاري يوما ما الخروج لتناول الغداء والمشروبات في برلين حيث كان يشعر بأنه أكثر ثراء في العاصمة الألمانية مما كان عليه حاله في بلده الولايات المتحدة، لكن مع انخفاض قيمة الدولار حاليا بنحو 20 في المئة عنها منذ أن قدم أول مرة إلى برلين في عام 2005 بات الصحفي الحر البالغ من العمر 30 عاما يعتمد على نمط حياة أقل بذخاً· وقال كاري الذي يعتمد على دخل يتقاضاه كلية تقريبا بالدولار ''اعتدت على التفاخر بأن الحياة في برلين في متناول اليد أما الآن فالإيجار الذي أدفعه يتساوى بالفعل مع الإيجارات في واشنطن ونيويورك·· إنه أمر مفزع للغاية''، وأضاف ''أبذل قصارى جهدي لمحاولة إنفاق مبالغ أقل من اليورو الآن''· ويضر ضعف الدولار وقوانين ضريبية صدرت مؤخرا بالكثيرين من بين نحو 350 ألف أميركي يعيشون في الاتحاد الأوروبي خاصة اولئك الذين يتلقون أجورهم بالدولار، ويشعر بتلك الآثار الطلاب والمهنيون وأرباب المعاشات في برلين وباريس ولندن حيث هبط الدولار إلى أدنى مستوى له في 26 عاما مقابل الجنيه الاسترليني كما يتوقع مسح لرويترز أن يظل فوق مستوى الدولارين مقابل الجنيه خلال الاشهر الستة القادمة· وأضر تراجع الدولار إلى أدنى مستوياته على الإطلاق بدخول متذبذبة بالفعل وأنماط الحياة الخاصة بأولئك الذين يعتمدون على مهن إبداعية ويمتهنون أعمالا حرة، وقالت الكاتبة الاميركية يونيس ليبتون وهي من نيويورك وتقضي أغلب أوقاتها في باريس بصحبة زوجها الفنان كين ابتيكار ''الدولار له تأثير مخيف علينا··· نكسب أموالنا بشكل رئيسي في الولايات (المتحدة) ثم نحولها هنا·· في الأيام القليلة الماضية حولنا 15000 دولار فحققت 10200 يورو وهذا يرهقنا بشدة''، وشاهد الأميركيون الذين يحولون الدولار إلى اليورو تراجع المبالغ التي يحصلون عليها بنحو النصف منذ أوائل عام 2000 عندما كانت العملتان متساويتين في القيمة· ومثل غيرها من الأميركيين في اوروبا تقول ليبتون إنها تشعر بآثار انخفاض الدولار بشكل أكبر عندما تستضيف أصدقاءها أو تخرج لتناول الغداء خارج المنزل وهي أحد أوجه التسلية التي يقبل عليها الكثيرون في باريس· وقالت ''في الماضي كنت أدرك أن سعر الصرف جيد للغاية بالنسبة لنا وكنت أتفاخر بذلك دون الوصول إلى حد الوقاحة·· أما الآن فالأوضاع مختلفة· الأمر لا يساعد على التسلية· آمل أن يتحسن الوضع''· ويقول مكتب الاحصاءات الألماني إن نحو 50 الف أمريكي انتقلوا للعيش في المانيا في عام 2006 ويقول أميركيون يعيشون هناك إن الكثيرين منهم جذبته فنونها وموسيقاها وتاريخها وتكاليف المعيشة المنخفضة نسبيا هنا، ويحتاج الذين يعتمدون على الدخل بالدولار الآن إلى مراقبة نفقاتهم عن كثب ويجدون أنهم ربما لا يقدرون على العيش بشكل مريح، وزاد من معاناة الأميركيين قوانين صدرت العام الماضي رفعت قيمة الضرائب التي يدفعها البعض، وقالت مونيك لويجر وهي مستشارة ضريبية تقيم في برلين لها عملاء أميركيون إنه بينما تؤثر القوانين الضريبية الجديدة بشكل رئيسي على ذوي الدخول المرتفعة إلا أن ضعف الدولار يضر بمن يعملون في الولايات المتحدة ويختارون العيش بعد التقاعد في اوروبا، وتضيف ''اسعار الصرف تضر حقا بأرباب معاشات التقاعد الذين يحاولون العيش في اوروبا على دخل يتلقونه بالدولار· لا يمر اسبوع دون أن يسألني أحد عما يمكنه أن يفعل بخصوص أسعار الصرف· لكن بالطبع ليس بوسعي شيء أفعله''، وتقول جماعات الوافدين إن ضعف الدولار إلى جانب القوانين الضريبية الجديدة ستجعل أوروبا وجهة أقل جذبا للأميركيين الراغبين في العمل بالخارج· وقال كاري ''إذا ازداد الأمر سوءا ··· سأضطر للمغادرة أو التركيز على الحصول على (دخل) أوروبي''، لكن بعض الأمريكيين يعتزمون البقاء حتى إذا أدى ذلك إلى الاعتماد على وجبات منزلية أو عدم شراء ملابس جديدة، وقالت ليبتون في باريس ''أحب العيش في أوروبا· عشت في بلدة صغيرة بالولايات المتحدة ·· لذلك فأي مبرر للبقاء في اوروبا سيظل جيدا ·· حتى إذا كان سيؤدي إلى أضرار مادية، لن يظل الأمر على ما هو عليه· لم يلق (الرئيس الأميركي جورج) بوش بالا على الإطلاق لقيمة الدولار لأن اهتماماته محلية· اهتمامات الأميركيين محلية عموما وأغلبهم لا يدرك حتى قيمة الدولار في الخارج''·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©