الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الحمادي: أثر واضح ‏لـ«التربية الأخلاقية» خلال ‏عام من التطبيق

الحمادي: أثر واضح ‏لـ«التربية الأخلاقية» خلال ‏عام من التطبيق
13 مارس 2017 23:46
دينا جوني (دبي) أطلق معالي حسين الحمادي، وزير التربية والتعليم، وعداً لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، ‏أن يكون أثر تطبيق ‏منهج التربية الأخلاقية ظاهراً في المدارس بوضوح خلال ‏عام واحد من التطبيق الشامل، وأكد أن نتائج التقارير الصادرة عن التطبيق التجريبي للمادة في المدارس مرضية للغاية. ‏‏‏وشرح معاليه خلال افتتاح ملتقى مديري المدارس الذي عقد أمس في فندق انتركونتيننتال، بمشاركة 1300 مدير مدرسة، أن بناء الشخصية ليس أمراً سهلاً ويحتاج إلى وقت لزرع الشعور الإدراكي لدى الطلبة، لافتاً إلى أن المنهج يعطي الطالب القدرة على اتخاذ القرار السليم خلال المواقف الحساسة والتحديات التي تواجهه في حياته. ولفت معاليه إلى أن تطوير التعليم له جانب مادي، وآخر معنوي متمثل في صياغة منظومة قيمية وسلوكية للطلبة في المدرسة الإماراتية، ‏أما تقويم المادة، فسيكون من خلال رصد أثرها على الطلبة وطرق تفكيرهم في مناحي حياتهم كافة. وقال معالي حسين الحمادي: إن التربية الأخلاقية ستنعكس بشكل إيجابي على التعليم في الدولة، ونحن ننظر إليها على أنها أسلوب حياة للطلبة. وسيكون تطبيق المادة سلساً وبسيطاً، ويحاكي مختلف الجوانب المهمة في شخصية الطالب. وذكر معاليه أن التربية الأخلاقية هي نتاج لفكر استثنائي لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، كما تعتبر إطاراً معرفياً وقيمياً أصيلاً في منظومتنا التعليمية. وأكدت معالي جميلة المهيري، وزيرة دولة لشؤون التعليم العالي، أن قياس أثر المادة خلال المراحل المقبلة، يشكّل محوراً أساسياً في التطبيق، لافتة إلى أن معيار التطور الشخصي والاجتماعي في إطار التقييم والرقابة الموحّد سيشكّل نقطة ارتكازية في البداية في عملية قياس أفضل ممارسات تطبيق المادة في المدارس. وشددت معاليها خلال مشاركتها على أهمية استدامة التربية الاخلاقية في المدارس، ومشاركة أولياء الأمور فيها. وقالت معاليها: تعتزم الوزارة وضع خطط تشمل المدارس الحكومية والخاصة لدعم أفضل الممارسات في تطبيق المنهج، والاتفاق على المفاهيم الموحّدة لإطار ومعايير تطبيق التربية الأخلاقية، الذي يتميز بالمرونة ومن ثم سيتم إعداد طرق ابتكارية جاذبة لهؤلاء الطلبة. وقالت معالي عهود الرومي وزيرة دولة للسعادة: إن تعليم طلاب المدارس القيم والأخلاق يقلّل بشكل ملحوظ من معدلات الرسوب، ويرفع من القدرات والمهارات الأكاديمية، ولا تقتصر فقط على غرس القيم الطيبة والتسامح في نفوسهم. وذكرت معاليها، أن المدارس هي أفضل المصادر لتحفيز الطلبة وتعليمهم المعارف الحياتية والقيم الأخلاقية، مؤكدة أن الأمم تزدهر بقيمها الأخلاقية، وفي حال تخلت عنها اندثرت وتهاوت. وأشارت إلى أن الإمارات يعيش فيها نحو 200 جنسية مختلفة، وحين يغادر الطلبة لاحقاً إلى بلدانهم سيأخذون معهم القيم التي اكتسبوها في مدارس الدولة، ليكونوا سفراء التربية الأخلاقية في العالم، وبث قيم مبادئ التسامح والطيبة فيها. وأكدت أن حدود منهج التربية الأخلاقية يتخطى حدود الدولة ليشمل العالم أجمع. وقالت معاليها: إن دور الحكومة لا يقتصر فقط على بناء المدارس والمستشفيات والمؤسسات المختلفة، وإنما تقوية منظومة القيم والأخلاق في المجتمع، بهدف تحقيق الرفاهية والازدهار، وغرس مفاهيم الإيجابية والسعادة في نفوسهم. ولفتت معاليها إلى تجربتها الخاصة التي شملت بعض مدارس الدولة، ضمن خطة 100 يوم من الإيجابية، والتي أظهرت نتائجها أن تغيير السلوكيات السلبية لأي شخص يتطلب 21 يوماً على الأقل، مؤكدة أن كافة المدارس التي شملتها التجربة تغيرت كلياً وبشكل إيجابي. وأكدت معاليها، أن الدولة تسعى إلى جعل السعادة جزءاً لا يتجزأ من القطاع الحكومي، الأمر الذي يساعد تدريس القيم الأخلاقية على تحقيقه، ودعت مديري المدارس إلى التركيز على وضع خطط واستراتيجيات تعزز منظومة القيم والأخلاق في المدارس. وأفادت الدكتورة كريمة المزروعي مستشار المدير العام والمدير التنفيذي لقطاع التعليم المدرسي بالإنابة في مجلس أبوظبي للتعليم، بأنه تتم حالياً دراسة أثر تجربة تدريس التربية الأخلاقية في المدارس التي خضعت للتجربة منذ بداية يناير الماضي، وجمع التغذية الراجعة، مؤكدة أن النتائج الأولية للتغذية الراجعة من الميدان تؤكد حدوث تغير ملموس في سلوكيات وثقافة الطلاب، الأمر الذي انعكس في ارتفاع نسبة الالتزام بالحضور، وسلوكياته بشكل عام تجاه المعلم وبقية الطلبة. وذكرت أن تغيير ثقافة الطلاب يعد أحد أهم التحديات التي تواجه تدريس التربية الأخلاقية في المدارس، كونهم مطالبين بمراجعة المنظومة الفكرية لديهم بشكل كامل. ولفتت إلى أنه روعي في تصميم مادة التربية الأخلاقية أن تكون من دون اختبارات، وتكون عبارة عن مواقف حياتية يقوم بها الطالب، ويكون لها الأثر في سلوكياته وأفكاره، والتعلم القائم على المشاريع، وتقديم الخدمات للآخرين. وأكدت أنه تم وضع الإطار العام للتربية الأخلاقية، بالتعاون بين ديوان ولي عهد أبوظبي، ووزارة التربية والتعليم، ومجلس أبوظبي للتعليم، وهيئة المعرفة والتنمية البشرية في دبي، وتمت مراجعته، وسيتم تطويره بعد تغذيته بنتائج المرحلة التجريبية، والانتهاء من شكله النهائي ليتسنى تعميمه على كافة المدارس الحكومية والخاصة، بدءاً من العام الدراسي المقبل. من جهته، أفاد الدكتور عبد الله الكرم رئيس مجلس المديرين مدير عام هيئة المعرفة والتنمية البشرية بدبي بأن منهج التربية الأخلاقية سيعزز من السلوكيات الإيجابية للطلبة ‏ضمن رحلتهم التعليمية، مشيراً إلى أن الهيئة تعكف على تنفيذ برامج مجتمعية داعمة للمدارس الخاصة في دبي. ‏وأكد الكرم في تصريحات صحفية على هامش ملتقى مديري المدارس أن ‏مشاركة مختلف أطياف المجتمع داخل المدرسة أو خارجها في ممارسات التطبيق الفعلية للمنهاج التربية الأخلاقية، هي ضمانة لبلوغ أفضل النتائج والمخرجات. ‏وحول المهارات المطلوبة لمدير المدرسة لكي يصبح قائدا ناجحا في مجتمعه ،‏أوضحت الشيخة خلود القاسمي، الوكيل المساعد لقطاع الرقابة والجودة في وزارة التربية والتعليم أن هناك 6 مهارات مطلوبة من مدير المدرسة هي أن يكون قدوة في أخلاقه وقيمه لكل فرد في مؤسسته المدرسية، ‏وأن يتمتع بالرؤية الثاقبة، وأن يستشرف المستقبل ويسخر لأجله كل الطاقات والموارد المدرسية كي يحقق طموحات هذا البرنامج من خلال التخطيط السليم ويتجاوز أي عشوائية في التنفيذ. وكذلك تعزيز ‏الاتصال والتواصل ‏من خلال متابعة فريق عمله ومشاركتهم في تنفيذ العمل وتقديم الدعم والتواصل مع ‏المعلمين والمتعلمين، وتلمس ‏احتياجاتهم. ‏ومن المهارات أيضاً، إدارة الأزمات، سواء التي تظهر داخل المجتمع المدرسي، أو من خارجه ‏والتعامل معها بكل كفاءة، و‏مهارة الريادة والمبادرة، والابتكار والإبداع من خلال خلق‏ بيئة إبداعية للمتعلمين. وشارك في الدورة الافتتاحية من ملتقى مديري المدارس، والتي أقيمت تحت شعار «نحو بلورة مستقبل التربية الأخلاقية في دولة الإمارات»، مجموعة من كبار المسؤولين والخبراء في قطاع التعليم من داخل الدولة وخارجها، من بينهم، معالي حسين إبراهيم الحمادي، وزير التربية والتعليم، ومعالي جميلة سالم المهيري، وزيرة الدولة لشؤون التعليم العام، ومعالي عهود الرومي، وزيرة دولة للسعادة، ومعالي الدكتور علي راشد النعيمي، مدير عام مجلس أبوظبي للتعليم، ومحمد خليفة المبارك، رئيس مجلس إدارة هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، وسيف غباش مدير عام هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، والدكتور عبد الله الكرم، رئيس مجلس المديرين ومدير عام هيئة المعرفة والتنمية البشرية في دبي، وعمر سيف غباش، سفير دولة الإمارات في روسيا، والشيخة خلود بنت صقر القاسمي وكيل الوزارة المساعد لقطاع الرقابة في وزارة التربية والتعليم، بالإضافة إلى عدد من كبار الشخصيات والمتحدثين. محمد المبارك: ترسّخ الهوية الوطنية في نفوس الطلبة قال محمد خليفة المبارك رئيس مجلس إدارة هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة في كلمته بالجلسة الحوارية، بعنوان «ما الذي ستقدمه التربية الأخلاقية لدولة الإمارات» التي شاركت فيها معالي عهود بنت خلفان الرومي وزيرة دولة للسعادة: «نثمن الرؤية الثاقبة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، في إطلاقه مادة «التربية الأخلاقية» لما يعنيه ذلك من حرص سموه على تعزيز مناهج التعليم وترسيخ الهوية الوطنية والمنظومة الأخلاقية في نفوس الطلبة، كما نشكر سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان، نائب رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، لما يبذله من جهد في متابعة تنفيذ هذه المبادرة، وصولاً إلى تحقيق أهدافها التي تصب في خدمة الوطن وريادة أبنائه». وأضاف، «تمثل منظومة القيم والأخلاق السامية أبرز سمات الشخصية الإماراتية، وإننا في الإمارات ننهج مساراً واضحاً، مسترشدين بحبنا لوطننا وولائنا لقادتنا، ويتطلب هذا المسار منا أن نستمع للآخر، ونحترمه، ونتفاعل معه بإيجابية وتعاون، والهدف في المحصلة دفع مسيرة التنمية والنهوض ببناء الوطن». وتابع: «لا يقلّ دور المعلمين والتربويين أهميةً عن دور الأسرة الدائرة الأقرب للأطفال، وتسهم على نحو فعال في تشكيل شخصياتهم وصقل مهاراتهم وتعزير الأخلاقيات الرفيعة والسامية. وعليه فإن معلمي التربية الأخلاقية مطالبون باستعمال أحدث الوسائل وأجدد المناهج والمعارف لصقل تجربة أجيال المستقبل العلمية والتعليمية في عالم سريع التحوّل، وأن يكونوا ملهمين في بناء بصمتهم الإيجابية التي لا تنسى». علي النعيمي: التعليم المتكامل يقترن بالأخلاق قال معالي الدكتور علي راشد النعيمي، مدير عام مجلس أبوظبي للتعليم: «إن التعليم المتكامل يجب أن يقترن بالأخلاق والخصال الحميدة، فمن خلال المدرسة والأسرة والمجتمع، يمكننا تزويد الطلبة في دولة الإمارات بالمبادئ والسبل التي تجعل منهم قادة المستقبل. وإننا فخورون بقيادتنا الرشيدة التي وفرت لنا كل الدعم للمشاركة في العملية التنموية لدولة الإمارات، من خلال الاهتمام ببناء الإنسان وتنشئته على القيم الإنسانية المشتركة». وأضاف معاليه: «يمتد تأثير العاملين في المجال التعليمي إلى خارج المدرسة، وتعد هذه هي المرة الأولى التي يجتمع فيها كبار الإداريين من مختلف مدارس الدولة تحت سقف واحد، ومن خلال فتح باب الحوار مع خبراء القطاع التعليمي في دولة الإمارات، يمكننا ضمان تطبيق سلس لمنهج التربية الأخلاقية في جميع المدارس». غباش: التواصل مع الطلاب يخلق علاقات إيجابية قال سيف سعيد غباش، مدير عام هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة في الجلسة الحوارية بعنوان «الأخلاق خارج قاعة الدراسة»: «التواصل بين المعلمين والطلاب خارج الفصول الدراسية يخلق علاقات إيجابية، مما يجعل المعلمين قدوة لأبنائنا. هؤلاء الشباب، الذين هم قادة المستقبل، أكثر ذكاءً في طريقة تعاملهم مع المعلومة واستفادتهم منها، فهم مدفوعون بحب المعرفة والبحث، وأفضل وسيلة لتواصل المعلمين معهم هو أن يظهروا لهم تقديرهم لقدراتهم في التعلم باستمرار». وتابع: «مثّل المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، القدوة الأمثل، وهذا ما يتوجب على المعلمين الوعي به جيداً، حيث يستطيعون الاستفادة في العملية التربوية من الوثائق المحفوظة عنه بالصوت والصورة، ويمكنهم أن يتعلموا كيف كان هذا القائد العظيم قادراً على استشراف المستقبل المشرق لدولة الإمارات العربية المتحدة منذ بداية التأسيس». «أبوظبي للتعليم»: «التربية الأخلاقية» ترسّخ ثقافة الخير والتطوع دبي (وام) أكد مسؤولون في مجلس أبوظبي للتعليم، أهمية برنامج التربية الأخلاقية ودوره في ترسيخ ثقافة العمل التطوعي والخير لدى الأجيال الناشئة. وقال محمد سالم الظاهري المدير التنفيذي لقطاع العمليات المدرسية بمجلس أبوظبي للتعليم، إن دولة الإمارات سباقة في تطبيق برنامج التربية الأخلاقية على مستوى دول المنطقة، مشيراً إلى أن هذا البرنامج يشكل نقلة نوعية في العادات والتقاليد وترسيخ قيم العمل التطوعي والخير، فالتربية الأخلاقية مكملة لشخصية الإنسان الإماراتي القائمة على الخير والتسامح. وأوضح أن ملتقى مديري المدارس وفر قناة تواصل مثالية مع قادة المدارس لشرح أهمية تطبيق مادة التربية الأخلاقية ودورها في تحقيق تطلعات القيادة الرشيدة والأهداف التنموية للدولة والأجندة الوطنية لرؤية الإمارات 2021. وأكد المهندس حمد الظاهري المدير التنفيذي لقطاع المدارس الخاصة وضمان الجودة في مجلس أبوظبي للتعليم، أن تطبيق مادة التربية الأخلاقية في المدارس يسهم في تنشئة أجيال واعية وواعدة تلبي طموحات القيادة الرشيدة ودولة الإمارات، وتحقق أهداف أجندتها الوطنية لتكون واحدة من أفضل دول العالم وفق رؤية الإمارات 2021. وأشار إلى أن ملتقى مديري المدارس في دبي - الذي ركز على آليات تطبيق مادة التربية الأخلاقية في المدارس - شكل مناسبة فريدة جمعت نخبة من المتحدثين والمتخصصين في مجال التربية الأخلاقية وعدداً كبيراً من مديري المدارس الحكومية والخاصة بالدولة، لافتاً إلى أن الملتقى شكل كذلك منصة مثالية لعرض أفضل التجارب والممارسات المختلفة في الدول الأخرى التي تطبق برنامج التربية الأخلاقية. وأعرب عن التطلع إلى تدريس مادة التربية الأخلاقية في جميع مدارس الدولة، سعياً لتحقيق طموحات قيادة الدولة الرشيدة بتنشئة كوادر وطنية قادرة على مواكبة مسيرة التنمية المستدامة للدولة في شتى المجالات.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©