الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

«آه يا أرضي الحبيبة» يضيع في المطبخ و«العقاب» يقتل الحب الأناني

«آه يا أرضي الحبيبة» يضيع في المطبخ و«العقاب» يقتل الحب الأناني
1 مارس 2018 23:12
السيد حسن (الفجيرة) لا أدري، هل يمكن لمسرح المونودراما أن يكون حكياً وحسب، وإذا كان كذلك، فأين إذاً سنجد المتعة في الفرجة؟ وفي أي موقع سنلتقي مع الممثل ونشاركه أفراحه وأتراحه؟ العرض السوري «آه يا أرضي الحبيبة» من تأليف وإخراج أمير نزار الزغبي وتمثيل الفرنسية كورين جابر، جاء مطابقاً للعرض الكويتي «غلطان في النمرة» الذي سبق عرضه قبل يوم واحد من هذا العرض، ماثله في الحكي الخالي من الأداء الحركي والتشخيصي، فقط حكي. وبرغم من أهمية الموضوع وخصوصية المأساة، فإن النص كان سيد الموقف على خشبة المسرح، وقد قرأته لنا كورين جابر على المسرح وسط ديكورات تقليدية وأداء تقليدي. مطبخ وكِبة يبدأ المشهد في مطبخ دسّت البطلة جسدها داخله، وهي تصنع المأكولات السورية الشعبية مثل الكبة وغيرها، ثم تبدأ في سرد حكايتها وما يحدث من مآسٍ بشعة في سوريا الحزينة، وقد أهمل المخرج إهمالاً كبيراً أحد أهم خصائص مسرح المونودراما، وهو التعبير الحي وتقمص الشخصية بكل تحولاتها وأطوارها وانتكاساتها، التشخيص لما تقول، ولو اكتفت بالتشخيص وإظهار الحزن والفرح والمعاناة في حركاتها على خشبة المسرح لكان أفضل بكثير من الكلام المقولب الذي قرأته علينا، فقد عانى المتابع للمسرح العربي من تخمة الشعارات وفظاظتها وتكرارها، وهو بحاجة إلى المشاعر والأحاسيس التي باتت مفتقدة في مجتمعاتنا. لعب المخرج على اللغة المقروءة، وأهمل كل شيء مقابل ذلك، فجاء العرض هزيلاً وفجاً ومنفراً للبعض، وقد خرج المشاهدون تترا، فقد ملوا وضجروا بما يقدم لهم على فضاء المسرح، أشياء ليس فيها إبداع ولا أداء، كان من الممكن أن يكون أفضل من ذلك لو تروى ودقق ودخل في صلب النص مباشرة من دون حكي ممطوط واستطراد مبغوض. هموم الوطن عرض «آه يا أرضي الحبيبة» تاه في متاهات المطبخ والطبخ والأكلات الشعبية، وتناسى بشكل قاطع هموم الوطن ومآسيه التي كتب من أجلها، ولا تبرير لإقحام البطن في مآسٍ يعيشها السوريون في بقاع الدنيا كافة، حاول المخرج الإمساك بالخيط أكثر من مرة، إلا أن خيط العمل زاغ عنه، بل وقطع مع بداية العرض. العقاب قدمت أذربيجان على مسرح دبا الفجيرة عرضها المونودرامي «العقاب» تأليف تامارا فالبيفا، وإخراج مهربيان الأكبرزادي، وأداء كامالا حسينوفا. ويتناول النص جدلية «الحب» فيوضاته الملهمة، إخفاقاته المدمرة، حينما يسيطر الحب على القلب والمشاعر والأحاسيس، هنا باتت شخصية العرض منزوعة القرار، تسير على غير هدي، فقد أنساها هذا الحب الدنيا بما فيها، وحينما تسيطر الأنانية تحت مسمى الحب، يكون المآل بشعاً وغير إنساني.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©