قررت الحكومة المصرية في اجتماعها أمس برئاسة الرئيس حسني مبارك ذبح جميع قطعان الخنازير الموجودة في مصر والتي يقدر عددها بنحو 350 ألف خنزير حفاظا على سلامة الشعب المصري من مخاطر انتشار فيروس انفلونزا الخنازير•وقال وزير الصحة المصري الدكتور حاتم الجبلي عقب الاجتماع ''إنه تقرر اعتبارا من اليوم (أمس) البدء في ذبح كل قطعان الخنازير الموجودة في مصر وبأقصى طاقة ممكنة للمذابح بعد توقيع الكشف البيطري عليها للتأكد من خلوها من أي أمراض''• وأضاف انه تم -خلال الاجتماع- عرض الموقف الوبائي الحالي بالنسبة لانتشار المرض الذي يسمى خطأ ''بانفلونزا الخنازير''، حيث إن المرض الحالي هو مرض جديد تماما مركب من فيروسات مختلطة من الانفلونزا التي تصيب البشر، وتلك التي تصيب الطيور، وانفلونزا الخنازير، أي أن المرض الحالي ليس له علاقة بمرض انفلونزا الخنازير المعروف بيطريا• وأشار الى انه تم استعراض الموقف على مستوى العالم ومدى انتشار هذا المرض، وكذلك تفعيل الاجراءات التي سبق أن وضعتها مصر في عام ،2006 والمتمثلة في الخطة القومية لمواجهة مرض إنفلونزا الطيور لافتا الى أنه تم البدء في تفعيل هذه الخطة اعتبارا من يوم السبت الماضي، وسيتم تنفيذها في مراحلها المختلفة بما يتماشى مع مراحل تطور المرض في حال تحوله الى مرحلة وباء عالمي• وقال الجبلي انه تقرر زيادة التوعية الاعلامية بهذا المرض، من خلال خطة وحملة اعلامية واسعة النطاق، كما تم الاتفاق على مضاعفة الطاقة الانتاجية من الأقنعة الوقائية ودواء ''تاميفلو'' وسيتم مضاعفة انتاج مصنع القوات المسلحة من الأقنعة الواقية ليصل الى مائة مليون قناع مقابل 30 مليون حاليا، ومضاعفة كميات دواء ''التاميفلو'' في مصر ليصل الى 5 ملايين جرعة خلال الاسابيع القليلة القادمة• وأوضح أن أيا من دول العالم لم تقدم على إعدام الخنازير كوسيلة احترازية، حيث إن المشكلة تكمن في انتقال المرض عبر البشر وليس الخنازير، والخطورة تكمن في دخول اشخاص حاملين للفيروس قبل أن تظهر عليهم اعراض المرض لذلك تم تشديد الاجراءات الرقابية الاحترازية في كافة المنافذ المصرية وعلى الحدود من خلال زيادة اعداد الاطباء في هذه المنافذ، فضلا عن تدريب اطقم الضيافة بالطائرات على سرعة اكتشاف والابلاغ عن أية حالات يشتبه في أن تكون حاملة للمرض•وقال الجبلي إنه تم بالفعل اعتبارا من يوم السبت الماضي التنسيق مع وزارة السياحة لمتابعة أفواج السائحين القادمين لمصر من أماكن الإصابة بالمرض بخاصة المكسيك بشكل يومي وابلاغ المديريات الصحية المعنية عن أية حالات اشتباه• وشدد على ضرورة اتخاذ جميع الاجراءات الاحترازية الضرورية عند السفر للخارج خاصة للمناطق التي ظهر بها المرض أو لمناطق التجمعات البشرية الكبيرة وسيتم تشديد الاجراءات في مصر في حال انتقال المرض من المرحلة الرابعة الحالية الى المرحلة الخامسة والسادسة الوبائية• ونفى الجبلي وجود مصل حتى الآن للوقاية من هذا الفيروس الجديد الذي ظهر للمرة الأولى في 18 مارس الماضي• وحول ما اذا كانت هناك خطة للتعامل مع الخنازير في المرحلة التي تلي عملية الذبح، قال وزير البيئة المهندس ماجد جورج إن هناك تصورا محددا لنقل مزارع الخنازير في مصر الى خارج الكتلة السكانية، مشيرا الى أنه يتم حاليا توصيل كافة المرافق لضمان اقامة هذه الصناعة بشكل علمي وصحي يتناسب مع المعايير الدولية للبيئة• وأوضح وزير الزراعة أمين أباظة انه في ظل قرار ذبح الخنازير وليس اعدامها فلن تكون هناك تعويضات حيث سيتم حفظ لحوم هذه الخنازير في ثلاجات لتباع بعد ذلك، وبالتالي لن تكون هناك خسارة مادية لأصحابها•وأكد أن المراقبة المستمرة لقطعان الخنازير منذ ثلاث سنوات لم تثبت ظهور أية اصابة حتى الآن وبالتالي فإن الحكومة بقرار الذبح إنما تتخذ خطوة احترازية لضمان عدم حدوث أي تطور سلبي في المرحلة القادمة• من جانب آخر قالت جماعة الإخوان المسلمين المحظورة قانونا في مصر إن ''انفلونزا الخنازير أخطر من القنبلة الهيدروجينية''• وطالب الإخوان المسلمون في الصالون السياسي للكتلة البرلمانية للجماعة الذي عقد الليلة قبل الماضية تحت عنوان ''انفلونزا الطيور والخنازير•• كوارث وحلول'' بسرعة إعدام جميع الخنازير الموجودة في مصر، كحل عاجل للوقاية من فيروس انفلونزا الخنازير''• وقال الشيخ السيد عسكر عضو الكتلة إنه ''من فضل الله علينا في شريعة الإسلام إن كل ما أحله الله فهو طيب، وكل ما حرمه فهو خبيث''• وأضاف ''إننا قد ندرك حكمة التحريم وقد لا ندركها، وتأتي الأيام لتثبت ذلك عمليا ، مؤكدا أن شريعة النصارى في تلك القضية هي شريعة اليهود التي تحرم أكل الخنزير''
عدد اليوم
