الأمم المتحدة: مليون مشرد في الصومال

أعلنت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة أن عدد المشردين داخليا في الصومال بلغ الآن نحو مليون صومالي، حيث قفز العدد عقب الاشتباكات العنيفة الاخيرة التي أدت إلى فرار 200 ألف شخص من ديارهم خلال الاسبوعين الماضيين فقط· فقد نزح زهاء 600 ألف شخص من العاصمة مقديشيو منذ الإطاحة بالمحاكم الاسلامية على أيدي الحكومة الانتقالية في مطلع العام الحالي، الأمر الذي أثار موجة تمرد دامية راح ضحيتها مئات الاشخاص وهي تعد السبب في هذا النزوح الجماعي· كما شرد 400 ألف آخرون منذ اندلاع الحرب الاهلية في ·1991 وقالت مفوضية شؤون اللاجئين إن المشردين الذين يعيش معظمهم في مخيمات عشوائية على بعد نحو 30 كيلو مترا من العاصمة، يواجهون ظروفا معيشية ''رهيبة''· وأضافت المفوضية أنه في حين أعرب أغلب الصوماليين عن شعورهم بالأمان في مدينة أفجوي التي تقع مباشرة على مشارف مقديشيو إلا أن الجانب الأمني صار يمثل هاجسا بالنسبة لهم عقب الانفجار الذي أودى بحياة ستة أشخاص الاحد الماضي· من جهة أخرى دعا أعضاء مجلس الأمن في الأمم المتحدة الى تشكيل قوة حفظ سلام للصومال على الرغم من وجهة نظر أبرز مسؤول في المنظمة الدولية بأن تصور مثل تلك القوة غير واقعي في الوقت الحالي· وقال مارتي ناتالجاوا سفير اندونيسيا ورئيس مجلس الأمن للصحفيين إن المجلس اطلع على الموقف في الصومال وعبر عن ''قلقه البالغ إزاء الموقف السياسي والأمني والانساني المتدهور''· وقال إن اعضاء المجلس اعترفوا بالحاجة الى ''دعم مالي وإمداد وتموين ودعم فني أكبر'' لقوة حفظ السلام التابعة للاتحاد الافريقي التي نشرت حتى الآن 1600 جندي من القوة الكلية المزمعة التي تصل الى ثمانية آلاف· وقال ناتالجاوا ''أكد اعضاء المجلس ايضا على الحاجة الى استمرار تطوير خطط طوارئ لنشر قوات حفظ سلام محتملة من قبل الأمم المتحدة كجزء من استراتيجية معززة ومتكاملة للأمم المتحدة في الصومال''· وهاجم متمردون يطلقون القنابل اليدوية قوات حفظ السلام الأوغندية في مقديشو رغم أن متحدثا باسم قوة الاتحاد الافريقي قال انها لم تتعرض لخسائر في الأرواح· ووقع الهجوم على قوات الاتحاد الافريقي في الوقت الذي قالت فيه منظمة محلية غير حكومية ان 470 مدنيا لاقوا حتفهم في القتال في مقديشو منذ اكتوبر· ويرابط نحو 1600 من قوات حفظ السلام الأوغندية في المدينة منذ مارس لدعم حكومة مؤقتة هشة يؤيدها الغرب والأمم المتحدة واثيوبيا القوة الاقليمية· وقال دبلوماسي في الأمم المتحدة إن المجلس أقر بأن الظروف غير تعد مواتية على الارض في الوقت الحالي لنشر قوات حفظ سلام تابعة للامم المتحدة، ولكن من الأهمية بمكان إعداد خطط لكي يتسنى لنا القيام بذلك عندما يصبح ممكنا· وقال الدبلوماسي ''علينا أن نكون مستعدين حيث يجب ان نبدأ في وضع خطة للعمل الذي يمكن أن نقوم به بدلا من أن نرى مشاكل في اجراءات لا يمكن ان نقوم بها''· وأضاف أن أعضاء المجلس يريدون ان تتوجه بعثة التقييم الفني الى الصومال في اقرب وقت ممكن ولكنه لم يحدد موعدا· وتابع ''نحن جميعا نتفق على ان قوة حفظ سلام يتعين ان تنتشر عندما تكون الظروف مواتية· وما نحتاج الى العمل عليه الآن هو كيف نحقق هذه الظروف''· وفي تقريره الى مجلس الأمن خلال الشهر الجاري قال بان إن المجتمع الدولي يجب ان يدرس بدائل للصومال مثل ''تحالف من الراغبين'' ولكن ناتالجاوا قال انه ليس واضحا من الذي يرغب في الانضمام لمثل ذلك التحالف·