«الاتحادية العليا» تقضي برفض تسجيل العلامة التجارية «مكة كولا»

إبراهيم سليم (أبوظبي) - قضت المحكمة الاتحادية العليا، برفض تسجيل العلامتين التجاريتين “مكة كولا” و “MAKKA COLA” استنادا على أن مدينة “مكة” مدينة مقدسة لها طابع ديني تضم إلى جانب الكعبة مشاعر دينية أخرى كالمزدلفة، ومنى، وجبل عرفات، وكل هذه المشاعر أضفت على مكة الطابع الديني الذي علقت به أذهان الناس، ولذلك يحظر تسجيل أية علامة تجارية مرتبطة بها عملا بقانون العلامات التجارية. وينص المشرع الإماراتي على حظر تسجيل أية علامة تجارية مرتبطة بـ “مكة”، عملاً بالمادة 513 من قانون العلامات التجارية رقم 37 لسنة 1992 ، والتي تنص على أنه لا يسجل كعلامة تجارية أو عنصر منها “مكة”، وكذلك “العلامات المماثلة أو المشابهة للرموز ذات الصبغة الدينية المحضة”. وتشير وقائع الدعوى القضائية إلى أن المطعون ضده الأول وهو شركة “مكة كولا” كان قد أقام دعوى أمام القضاء الاداري في أبوظبي طالبا إلغاء وبطلان القرار الإداري الصادر عن إدارة التسجيل التجاري برفض تسجيل علامته التجارية والأمر بتسجيلها. كما طالب المطعون ضده الأول برفض تسجيل العلامة التجارية للمطعون ضده الثاني وهو شركة (MAKKA COLA)، وقال شارحاً لدعواه أنه يملك العلامة التجارية (MAKKA COLA) وقد تم تسجيلها في عدة بلدان في العالم، وأنه لما تقدم بطلب تسجيل ذات العلامة عارض المطعون ضده الثاني في هذا التسجيل فأصدر قسم العلامات التجارية القرار المذكور برفض التسجيل. كما أقام المطعون ضده الثاني دعوى مماثلة طالبا إلغاء قرار لجنة العلامات التجارية برفض تسجيل علامته التجارية “مكة كولا”، وإصدار شهادة بتسجيلها، وقال شارحاً لدعواه أنه يملك العلامة التجارية المذكورة والمسجلة أيضاً بعدة بلدان بالعالم وأصبحت لها شهرة عالمية تجاوزت حدود البلد الأصلي، وأنه تقدم بطلب تسجيلها بسجل وزارة الاقتصاد، فأصدرت لجنة العلامات قرارا بالقبول بشرط عدم المطالبة بحق حصري وخاص بخصوص الكلمة “مكة”، باعتبار هذا الاسم من الأسماء الجغرافية، و أن الكلمة “كولا” من الأسماء شائعة الاستخدام، وبعد نشر قرار الإدارة في مجلة العلامات والصحف المحلية اعترض المطعون الأول ضده على هذا القرار، وبعد الإجراءات أصدرت لجنة العلامات قرارا برفض تسجيل العلامتين، باعتبار أن لهما صبغة دينية، وقضت محكمة أبوظبي الاتحادية الاستئنافية بإلغاء حكم أول درجة الصادر في الدعويين. وتم الطعن على حكم “الاستئناف”، ورأت “الاتحادية العليا” برئاسة القاضي مجدي زين العابدين محمد وعضوية القاضيين الدكتور أحمد الصايغ ومحمد عبدالرحمن الجراح أن أسباب الحكم تعتبر مشوبة بالفساد في الاستدلال إذا انطوت على عيب يمس سلامة الاستنباط، ويتحقق ذلك إذا استندت المحكمة في تكوين عقيدتها إلى أدلة غير صالحة من الناحية الموضوعية للاقتناع بها أو استخلصت النتيجة من مقدمات أو وقائع على خلاف المقتضى العادي للأمور. ولما كان ذلك، وكان الثابت أن الكعبة، وإن كانت مشعرا من مشاعر الاسلام، وتوجد بمدينة مكة التي تعتبر بلدة من بلاد المملكة العربية السعودية، فإن هذه الأخيرة تضم بجانب الكعبة كعلم عام مشاعر دينية أخرى كالمزدلفة، ومنى، وجبل عرفات وكل هذه المشاعر أضفت على مكة الطابع الديني علقت بها أذهان الناس، وقضت برفع تسجيل العلامتين التجاريتين “مكة كولا”و “MAKKA COLA”.