السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

أبو سعيد الاصطخري.. القاضي الزاهد

1 مارس 2018 23:17
القاهرة (الاتحاد) يوصف أبو سعيد الاصطخري بأنه «شيخ الشافعية» في مدينة بغداد، نشأ وعاش زاهداً في الدنيا، ولم يكن يهمه شيء سوى مرضاة الله تعالى، وكان من بين القلائل الذين وضعوا بعض المصنفات التي تتعلق بالقضاء وآدابه وقواعده. هو القاضي الجليل، أحد كبار أئمة المذهب الشافعي، الحسن بن أحمد بن يزيد الإصطخري، المكنى بـ «أبو سعيد»، ولد سنة 244 هجرية في بغداد، وظل لسنوات عديدة مجتهداً في طلب العلم والمعرفة في جميع فروع العلم الديني من فقه وقرآن وحديث ولغة وتفسير، وتتلمذ على يد كبار علماء عصره. عُرف أبو سعيد الإصطخري بالتقوى والورع والزهد، وقد قيل إن قميصه، وعمامته، وطيلسانه، وسراويله، كان كله من شقة واحدة، وقال الشيخ أبو إسحاق: كان أبو سعيد الإصطخري ورعا، زاهدا، متقللاً من الدنيا، وقال عنه عبد الرحمن بن خلدون: كان موصوفاً بالزهد والقناعة، وقال أبو إسحاق المروزي: لما دخلت بغداد، لم يكن بها من يستحق أن يدرس عليه إلا ابن سريج، وأبو سعيد الإصطخري. تولى أبو سعيد الإصطخري قضاء «قم» - إحدى مدن إيران - وولي أيضاً حسبة بغداد، فأحرق مكان الملاهي، وكان يدور في الأزقة على بغلته يتفقد ما يتعلق بوظيفة الحسبة، وكان حريصاً على تأدية وظيفته في القضاء والحسبة على الوجه الأكمل، كما عينه الخليفة المقتدر قاضياً على «سجستان» - منطقة تقع في شرق إيران ويقع قسم منها في جنوب أفغانستان - وعندما وجد معظم أنكحتهم تتم من دون ولي أبطلها عن آخرها. وقد استفتاه الخليفة القاهر بالله أبو منصور محمد بن المعتضد بالله في الصابئين، فأفتاه بقتلهم لأنهم يعبدون الكواكب، فعزم الخليفة على تنفيذ فتوى الإصطخري، ولكنه تراجع بعد ذلك. وضع القاضي أبو سعيد الإصطخري عدة مؤلفات ومصنفات في مجال القضاء، أبرزها كتاب «الأقضية»، والذي قال عنه ابن الجوزي: لم يصنف مثله في بابه، كما ألف كتاب «الشروط والوثائق والمحاضر والسجلات»، وكتاب «أدب القضاء». تتلمذ على يد الإصطخري العديد من كبار العلماء أمثال محمد بن المظفر، والدارقطني، وابن شاهين، وأبو الحسن بن الجندي، وآخرون. توفي أبو سعيد الإصطخري في شهر جمادى الآخرة سنة 328 هجرية عن عمر يناهز الثمانين عاماً.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©