الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

خبراء: سرعة حسم علاقة الدرهم بالدولار تساعد في تفادي المضاربات

خبراء: سرعة حسم علاقة الدرهم بالدولار تساعد في تفادي المضاربات
21 نوفمبر 2007 22:38
طالبت أوساط مالية محلية ودولية الجهات المختصة بضرورة الإسراع في حسم قرار علاقة الدرهم الإماراتي بالدولار، وذلك لتفادي الدخول في موجة مضاربات على الدرهم والتي ظهرت أولى بوادرها أمس الأول عندما ارتفع الدرهم إلى أعلى مستوى منذ خمس سنوات مقابل الدولار· وفي الوقت الذي تباينت فيه أراء الخبراء الماليين حول، أسعار سعر صرف الدرهم مقابل الدولار وأثرها في الاقتصاد، اجمع محللون في بنوك عالمية ووطنية، على ان قيمة العملات الخليجية الحالية لا تعكس حقيقة النمو الاقتصادي للمنطقة وخاصة في الإمارات التي تسجل أعلى معدلات نمو، وبالرغم من ذلك فان الدرهم يقيم بأقل من قيمته بما يتراوح بين 20 إلى 25% وفقا للتقارير الصادرة عن مؤسسات عالمية· وقال أسامة حمزة آل رحمة المدير العام لشركة الفردان للصرافة، إن موجة اقتناص الفرص بدأت منذ فترة وتحديدا مع بداية الحديث عن توجه محتمل لفك الارتباط، لافتاً إلى أن عدم حسم مسألة فك ارتباط الدرهم بالدولار وعدم الإسراع في اتخاذ قرار بهذا الشأن خلال المرحلة المقبلة، فإن ذلك من شأنه ان يزيد موجة المضاربات على الدرهم، والتي بدأت تظهر أولى بوادرها مع ارتفاع سعر صرف الدرهم إلى أعلى مستوى له منذ خمس سنوات· وأضاف ان انخفاض قيمة الدولار الأميركي يعد مسألة حساسة في القطاع المالي الإقليمي، حيث انه يخلق ضغطاً كبيراً على الإمارات وبقية دول مجلس التعاون الخليجي التي ترتبط عملاتها بقيمة صرف الدولار الأميركي· ولفت إلى ان التأخر في تحديد الموقف سوف يؤثر سلبا على قرار زيادة رواتب العاملين بالحكومة بنسبة 70% والذي صدر أمس الأول، متوقعا أن يزيد هذا التأخر في حسم العلاقة بين الدرهم والدولار من الضغوط التضخمية الحالية، ما لم يتبع ذلك قرارت اخرى سريعة تتعلق بالسياسة النقدية والايجارات· وأشار آل رحمة إلى ثلاثة سيناريوهات محتملة من وجة نظر الخبراء فيما يتعلق بمسألة علاقة الدرهم بالدولار، حيث يرى البعض ان خطوة إعادة تقييم سعر صرف الدرهم مع الإبقاء على الربط بالدولار، هي الأجدى في المرحلة الحالية لاقتصادات المنطقة التي تسعى إلى طرح عملة خليجية موحدة، إلا ان آخرين يرون انه إذا لم تنجح هذه الخطوة في معالجة التضخم بشكل سريع، سيعاد التقييم مرة أخرى· أما السيناريو الآخر فيدعو إلى فك الارتباط والاتجاه إلى سلة عملات تكون الحصة الغالبة فيها للدولار، لكن معارضي هذا التوجه يرون صعوبة في تحقيقه بهذه السرعة، لان ذلك يتطلب إعادة تأهيل كامل للاقتصاد، وإعادة رسم للسياسات النقدية في الإمارات والمنطقة، باستثناء الكويت التي كانت لديها تجربة سابقة وبنت عليها· إلا ان ماري نقولا الخبيرة الاقتصادية في بنك ستاندرد تشارترد لمنطقة الشرق الأوسط ترى انه يمكن البناء على تجربة الكويت والاستفادة منها في الاتجاه إلى سلة العملات وان يصبح الدولار هو الغالب في هذه السلة· وقالت نقولا ان قرار فك الارتباط أو إعادة تقييم سعر العملات الخليجية هو أمر ضروري في هذه المرحلة، التي تشهد فيها المنطقة معدلات تضخم مرتفعة خاصة في الإمارات وقطر، ولفتت النظر إلى ان إعادة التقييم سوف تساهم إلى حد بعيد في التقليل من التضخم المستورد· من جهته أكد عيسى الأنصاري نائب رئيس شركة الأنصاري للصرافة ان سعر الدرهم حاليا لا يعكس واقع الاقتصاد الإماراتي الذي يحقق أفضل معدلات النمو في المنطقة، معتبراً ان المسؤول الأول عن الضعف الحالي لقيمة الدرهم هو الارتباط بالدولار الأميركي، وقال الأنصاري ان كلفة الاستيراد من الدول الأوروبية واليابان والبلدان التي لا تُسعر بضائعها بالدولار، ارتفعت ما بين 10 إلى 15% مع استمرار هبوط الدولار الأميركي· من جانبها أشارت مونيكا مالك المحللة الاقتصادية في مؤسسة إي إف جي - هيرمس إلى أن هناك توقعات تسود السوق بأن الدرهم هو العملة الأكثر ترشيحا من بين العملات الخليجية الأخرى لأن تقتفي أثر العملة الكويتية، وأضافت أن السوق يراهن على مثل هذه الإمكانية، مضيفة ان الأسعار الآجلة أظهرت أي الرهانات التي تراهن السوق عليها· وقالت مؤسسة ''ميرلينش'' العالمية في تقرير لها ان أسعار العملات في دول مجلس التعاون الخليجي يتم تداولها تحت قيمتها بما يتراوح بين 24% و73% بفعل التكديس في فوائض التوفير، متوقعة ان تشهد عملتا دولة الإمارات العربية المتحدة وقطر إعادة تقييم أو الارتباط بسلّة من العملات على المدى القصير· وقالت المؤسسة ان القرار الذي اتخذه مجلس الاحتياط الاتحادي بتخفيض الفائدة وضع دول التعاون الخليجي في حيرة وهي كيف توازن بين العملة والهدف التضخمي، مشيرةً الى ان المضاربة المتزايدة التي أحاطت بارتباط عملات دول التعاون الخليجي بالدولار قد ارتفعت عندما خفض الاحتياط الاتحادي معدل الفائدة بما مجموعه 75 نقطة أساس في الشهرين الماضيين· ويرى التقرير ان ردّ فعل بعض المصارف المركزية في دول التعاون الخليجي عقب تخفيض الاحتياط الاتحادي لمعدل الفائدة 50 نقطة أساس في 18 سبتمبر، أوحى بأن هناك اهتماماً إزاء ارتفاع الضغوط التضخمية في الداخل، فالسعودية لم تجارِ أول خفض بالفائدة وكذلك البحرين وعُمان، بينما الإمارات العربية المتحدة خفضت الفائدة بمعدل 15 نقطة أساس، لكن كل تلك البلدان، ما عدا عُمان، جارت الاحتياط الاتحادي إثر تخفيضه الفائدة 25 نقطة أساس في 31 أكتوبر، مع ان السعودية اتخذت إجراءات من أجل تخفيف الأثر التوسعي على الاقتصاد الداخلي· تأثير محدود على التضخم قال تريستان كوبر المحلل المالي في وكالة التقييم الائتماني ''موديز'' إن تغيير قيمة عملة الإمارات لن يؤثر بشكل كبير في معدل التضخم في دول مجلس التعاون الخليجي والذي يتجاوز 10% حالياً· وأضاف ان محركات التضخم في الإمارات تتمثل في سرعة الهجرة إليها وارتفاع الإنفاق الحكومي والقيود على المعروض خاصة في قطاع العقارات والبناء، وأشار إلى ان سياسة ربط عملات دول المجلس بالدولار مازالت ناجحة، بشرط أن يكون هناك استقرار مالي في الدول الأعضاء، لافتا إلى ان رفع قيمة العملات الخليجية أمام الدولار سيقلل من عائدات البترول، الذي يقيم بالدولار، ويقلل أيضاً من قيمة الأصول التي تملكها هذه الدول في الخارج لأنها مقيمة بالدولار· وأوضح انه في ظل ارتباط عملات دول مجلس التعاون بالدولار، وانخفاض الأخير 21% أمام اليورو خلال 4 سنوات فقد ارتفعت أسعار الواردات إلى الخليج مما عزز من معدل التضخم ورفعه· فك الارتباط ضروري دبي - الاتحاد: قال بنك سيتي جروب ان دولة الإمارات العربية المتحدة الأقرب لاتخاذ مبادرة فك ارتباط عملتها الدرهم بالدولار الأميركي ومعها المملكة العربية السعودية، وذلك في الوقت الذي اعتبر فيه البنك ان فك الارتباط ضرورة ولكنه غير كاف· وقال البنك في تقرير له صدر أمس ان الجدل الحاصل حول اعادة التقييم مازال غير واضح، لان تكاليف وفوائد هذا القرار غير معلومة، الا ان التضخم الداخلي وتغيرات الظروف العالمية ربما قد تقود نحو اعادة التقييم· ولفت التقرير الذي حصلت ''الاتحاد'' على نسخة منه ان الاتجاه إلى سلة عملات مشتركة ليس النقطة التي بلا رجعة، اذ انه في حال استعاد الدولار قوته مجددا فان التضخم في الخليج سيعود إلى النقطة التى يمكن خلالها السيطرة عليه، وان المنطقة بامكانها دائما العودة إلى الارتباط بالدولار·
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©