السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

كابوس التأمين

21 نوفمبر 2007 22:44
يعدّ التأمين صناعة اقتصادية متحضرة عندما تلتزم كل الأطراف المشاركة فيها بمفاهيمها الحقيقية؛ ولكنّه يتحوّل إلى ضريبة قسرية أو ''أتاوة'' تفرض على المؤمّن عندما تتهرب شركة التأمين من مسؤولياتها· وهذا بالضبط ما يحدث في معظم شركات التأمين العاملة في الإمارات وخاصة منها تلك التي تتخصص بالتأمين على السيارات· ولن يختلف الأمر إن كان التأمين شاملاً أم مشروطاً بحالات محددة للإصابة بالضرر؛ ففي الحالة الأولى يدفع صاحب البوليصة سنوياً 5% من قيمة السيارة لظنّه أنه سيحصل في مقابل هذا المبلغ الباهظ على الشعور ''بالأمان'' ضدّ النتائج المادية والجسدية للحوادث التي قد تقع في أية لحظة، إلا أنه سرعان ما يتأكد من أن شعوره هذا لم يكن أكثر من مجرّد وهم عندما يتعرض لأول حادث· ففي هذه الحالة يكون عليه أن يهدر الكثير من الوقت بين شركة التأمين والوكالة التي اشترى منها السيارة بعد أن يكون قد تعطل عن عمله لعدة أيام وهو يلاحق معاملته العسيرة· ونادراً جداً ما يخرج صاحب سيارة من هذه المعمعة إلا وهو مقتنع كل الاقتناع من أن معظم شركات التأمين ليست أكثر من صناديق لتحصيل الضرائب من النوع الذي يخلق في النفس مشاعر الإحباط بدلاً من مشاعر الأمان والطأنينة لدى ملاك السيارات· ويمكن لكل من عايش التجارب مع شركات التأمين على السيارات في أوروبا أن يطلع على الوظائف الحقيقية لهذه الصناعة الحساسة، وحيث تعمل تلك الشركات على تعويض المتضرر بشكل كامل من دون أن يدخل في معمعة المعاملات والتعقيدات البيروقراطية المملّة· المحرر adnanod@maktoob.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©