الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مطلوب فورا... مشاركون في أنابوليس

مطلوب فورا... مشاركون في أنابوليس
21 نوفمبر 2007 22:46
اعترفت إدارة ''بوش'' علنا يوم الثلاثاء الماضي، بأنها قد وجهت دعوات رسمية لأكثر من أربعين دولة ومنظمة، تأمل في حضورها لمؤتمر السلام المنتظر والمزمع عقده في ''أنابوليس''- بولاية ماريلاند الأميركية الأسبوع المقبل· يقول المراقبون إن الوقت الطويل الذي مر قبل أن يقدم مسؤولو وزارة الخارجية الأميركية على هذا الاعتراف، يعكس من ناحية مدى إحساس إدارة ''بوش'' بأن ما تقدم عليه ينطوي على قدر كبير من المقامرة من ناحية، كما يعكس من ناحية أخرى عدم وضوح المحصلة النهائية المرغوبة من المؤتمر في ذهنها من ناحية أخرى· فحتى ظهيرة الثلاثاء الماضي، كان مسؤولو وزارة الخارجية الأميركية، لا يزالون يجرون مفاوضات مع نظرائهم العرب، حول ما إذا كانت السعودية وسوريا سترسلان وزيري خارجيتهما للمؤتمر، أم أنهما ستكتفيان بإرسال مبعوثين أقل درجة· وقال مسؤولو الإدارة الأميركية إن الرئيس ''بوش'' قد اتصل هاتفيا بالعاهل السعودي الملك ''عبدالله بن عبد العزيز'' لكي يضمن دعمه للمؤتمر، ولكي يحاول بشكل خاص الحصول على تأكيد منه بأن العائلة المالكة السعودية، سوف تكون ممثلة في هذا المؤتمر من خلال حضور الأمير ''سعود الفيصل'' وزير الخارجية شخصيا· والإصرار على حضور الأمير ''سعود الفيصل'' شخصيا يعد في نظر المراقبين أمرا في غاية الأهمية، وذلك من أجل ضمان التزام عربي على مستوى معين بعملية السلام، خصوصا وأن العائلة المالكة السعودية، لم ترغب في منح موافقة واضحة لمؤتمر ''أنابوليس''، قبل أن تضمن أولا أن المحادثات التي ستتم في إطار هذا المؤتمر ستكون جوهرية، وأن إسرائيل ستقدم تنازلات حقيقية خلالها تشمل-ضمن أشياء أخرى- تجميد المستعمرات كخطوة أولى تمهد لانسحاب إسرائيلي من الأراضي العربية التي احتلتها في حرب حزيران ·1967 قال'' جوردون دي· جوندرو'' -المتحدث باسم البيت الأبيض-: إن الرئيس ''بوش'' والملك ''عبدالله'' تبادلا وجهات النظر بشأن العملية الجارية بين الإسرائيليين والفلسطينيين والمجتمع الدولي''، أما ''ديفيد ويلش'' -مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى- فقال: إن وزيرة الخارجية ''كوندوليزا رايس'' قد أرسلت دعوة لكل من وزير الخارجية السعودي الأمير ''سعود الفيصل''، والسوري ''وليد المعلم'' وأن قرار المشاركة من عدمه يتوقف على كل دولة من الدولتين· وأضاف ''ويلش'' إلى ما سبق قوله إنه شخصيا يشعر بالأمل ويتوقع التوصل إلى نتائج إيجابية من هذا المؤتمر''· وقال دبلوماسي عربي لديه إطلاع على المفاوضات الجارية في الوقت الراهن -طلب عدم ذكر اسمه بسبب قيود البروتوكول الدبلوماسي: إنه يرجح حضور الأمير ''سعود الفيصل'' لمؤتمر أنابوليس''· وفي معرض تعليقه على احتمال مشاركة سوريا في المؤتمر قال السيد ''ويلش'': ''بالطبع لن نغلق الميكروفون إذا ما أراد السيد ''المعلم'' -الذي قلما يتواصل مع المسؤولين الأميركيين الرسميين بسبب السياسة التي تنتهجها الإدارة حيال سوريا- أن يلقي كلمه''؛ ويذكر في هذا السياق إن المسؤولين الإسرائيليين أنفسهم قد طالبوا الإدارة الأميركية بدعوة سوريا، وأن عددا من المسؤولين الأميركيين قد قالوا -وإن بشكل غير علني- إنه سيكون من الخطأ استبعاد سوريا من هذا المؤتمر· وإذا ما جلس المسؤولون السعوديون مع الإسرائيليين فإن ذلك سيكون حدثا نادرا فيما يتعلق بالمحادثات الجارية بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وإن كان يجب أن يشار في هذا السياق إلى أن السفير السعودي السابق في الولايات المتحدة ''بندر بن سلطان بن عبد العزيز'' كان قد حضر مؤتمر مدريد في خريف عام 1991 ولكن بصفة مراقب وليس كمشارك رسمي· من المعروف أيضا أن المملكة العربية السعودية لم تعترف بإسرائيل حتى الآن، على الرغم من أن المسؤولين السعوديين قد حثوا الرئيس ''بوش'' على الدفع بقوة من أجل حل قضية السلام الإسرائيلي - الفلسطيني· ويتوقع أن يؤدي المؤتمر الذي سيبدأ في العاصمة الأميركية واشنطن في السادس والعشرين من نوفمبر الحالي، ثم ينتقل إلى مدينة ''أنابوليس'' بولاية ''ماريلاند'' في اليوم التالي مباشرة إلى تدشين مفاوضات الوضع النهائي بين الإسرائيليين والفلسطينيين والتي تشمل موضوعات عودة اللاجئين، ووضع مدينة القدس، وتفكيك المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية، والحدود النهائية للدولة الفلسطينية، وهي الموضوعات العويصة والمعلقة منذ زمن طويل بين الطرفين، والتي كانت سببا في عرقلة مفاوضات السلام منذ عام 1979 الذي تم فيه توقيع معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية· وقد علق ''مارتين أنديك'' -السياسي الأميركي المحنك والخبير بشؤون الشرق الأوسط على المؤتمر- بقوله: ''لقد حانت اللحظة التي ينبغي فيها وضع الإطارات على الطريق، والولايات المتحدة تريد حقا من الدول العربية أن تشارك في هذا المؤتمر، وتبارك عملية السلام بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني''· أما الرئيس المصري ''حسني مبارك'' فقد أعطى دعمه الكامل للمؤتمر المزمع عقده، ورفع منسوب الآمال بين المسؤولين الإسرائيليين بشأن مشاركة عربية أكبر في المؤتمر، وذلك في التصريحات التي أدلى بها في نطاق المؤتمر الصحفي الذي عقد بعد انتهاء المحادثات التي جرت بينه وبين رئيس الوزراء الإسرائيلي ''إيهود أولمرت'' في منتجع شرم الشيخ المصري المطل على البحر الأحمر؛ وعلق دبلوماسي إسرائيلي هو ''مارك ريجيف'' على تصريحات مبارك بقوله: ''نأمل أن يكون موقف مصر معبرا عن موقف معظم الدول العربية''· وترى إسرائيل أن الدعم العربي لعملية السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين يعد أمرا في غاية الأهمية، خصوصا من أجل إضفاء المزيد من الشرعية على وضع الرئيس الفلسطيني ''محمود عباس''· هيلين كوبر - إيزابيل كيرشنر محررتان في الخدمة الخارجية ينشر بترتيب خاص مع خدمة نيويورك تايمز
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©