الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

قراءة نقدية لنص مسرحي جديد لصالح كرامة

قراءة نقدية لنص مسرحي جديد لصالح كرامة
21 نوفمبر 2007 22:49
أقامت جماعة الأدب في اتحاد كتاب وأدباء الإمارات فرع أبوظبي أمس الأول بمقره في المسرح الوطني بأبوظبي أمسية نقدية لنص جديد للمسرحي الإماراتي صالح كرامة معنون بـ''حاول مرة أخرى'' الصادر عام ·2007 قدم الكاتب سامح كعوش قراءة نقدية للنص المسرحي بعنوان ''حاول مرة اخرى'' تحكي مشهديات الخيانة والقتل عبر التاريخ· يقول كعوش في قراءته إن نص كرامة يشابه الصرخات الشهيرة على خشبة المسرح الشكسبيري منذ هاملت أو قبله بقليل، وهو يؤكد موهبة الاقتدار على ابتداء السرد على الخشبة بالدهشة والغرابة، فالحياة -كما يصورها الكاتب- تختزل بين جدران اربعة لزنزانة لا تتسع لأكثر من مشاهد درامية متلاحقة تتميز بالتحفيز الذهني للمشاهد والفلاش كلقطة تراجيدية صادمة· وارتأى كعوش أن نص ''حاول مرة اخرى'' يقوم على حركات ثلاث: الأولى تقوم على الاستعادة الزمنية لحادثة القتل نفسها، والثانية تقوم على الحوار بين البطلة بايا والمحامي توفيق، والثالثة تقوم على الحوار بينها وبين صديقتها ''بنينا''، وأن هذه الحركات الثلاث تشترك في مساحة زمنية متقاربة تكاد لا تفرق بينها سوى دقائق قليلة وعلى مساحة مكانية اكثر ضيقا لا تتعدى المساحة المفترضة لزنزانة انفرادية لا تتسع لأكثر من سرير للسجينة ''بايا''·صالح كرامة من منظور سامح كعوش قد استمد عناصر بنية النص الحكائية من موقفين زمنيين يجتمعان عند نقطة حاضرة تتمحور حول شخصية فرد هي شخصية ''بايا'' السجينة التي ترفض الاستسلام للعالم الممزق قيماً وأخلاقاً· ثم قرأ صالح كرامة فصلا من النص المسرحي ''حاول مرة اخرى'' بطريقة استحوذت على اهتمام الحضور ذات أفق مسرحي، جسد من خلال تغيير القراءة صوتياً التي حاول أن يجسد طبيعة شخوصه وعوالمهم النفسية وطرائق ''الحكي'' لديهم بما يمثل بنية هذه الشخصيات كل على حدة· النص الحكائي يتحدث عن سجينة اسمها ''بايا'' اتهمت بقتل زوجها وهي ذات وعي تمردي يقوم أساسا على عدم رغبتها في الخروج من السجن بالرغم من كل مساعي محاميها لإخراجها حيث أقنعت المحامي بأن هذا السجن هو عالمها الرحب حيث دخل معها في لعبة السجن عندما يتحدث عن سجنه النفسي، انه نص مأساوي وتنتهي الحكاية بزيارة صديقتها التي خانتها مع زوجها·· الوداع الأخير بين الصديقتين يخلص الى حكمة أن السجن لدى ''بايا'' هو الحياة·· وأن السؤال حول من هو السجين والسجان وان فكرة السجن ليس المكان بعينه بقدر ما هو ''الذات'' التي تشعر بأزمة وجودية· يقول صالح كرامة إن هذا النص اقرب الى مسرح ''خوان آرتو'' وهو قد ركز في نهايته على العفوية للوصول الى الفعل المسرحي، وارتأى بعض الحضور ان النص يستدعي في أذهانهم مسرح ''تشيخوف'' الذي يحفل بالعناصر المتأزمة·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©