وفقاً للتاريخ والبطولات، يتقدم ريال مدريد وبايرن ميونيخ ترشيحات الخبراء والنقاد للتأهل إلى نهائي أبطال أوروبا، على حساب مانشستر سيتي وأتلتيكو مدريد. لكن التاريخ لايلعب دائماً، والألقاب السابقة لاتكفي للقب جديد في كرة القدم، ففي أحيان كثيرة تهزم سيناريوهات المباريات خيال المؤلف والناقد والخبير.. ولايكفي أيضاً هذا الإقحام للتفاؤل الذي يشبه الشعوذة، إذ يرى الإنجليز أن مانشستر سيتي فرصته كبيرة للفوز باللقب، لأن مانشستر يونايتد فاز بدوري الأبطال قبل أمم أوروبا 2008، ولأن تشيلسي أحرز الكأس قبل أمم أوروبا 2012.. وهذا مانشستر سيتي يخوض الدور قبل النهائي قبل أمم أوروبا 2016..
نحن في زمن رونالدو وميسي. لكن هل ريال مدريد هو رونالدو فقط، أم أنه فريق متكامل؟
هو فريق. ويملك خط هجوم يتميز بالسرعة والحركة. فبجانب رونالدو، نجد بنزيمة وجاريث بيل. ولاشك أن رونالدو هو المطرقة التي تضرب مرمى المنافس. وإيقافه يعطل أحد أهم تروس آلة التهديف المدريدية.. فكيف يمكن إيقاف رونالدو؟
لايفل رونالدو إلا القوة البدنية والسرعة. وعلى الرغم من نهاية عصر الرقابة رجلاً لرجل، وظهور تكتيك الرقابة بالمنطقة، حيث يخضع النجم المتميز للحصار والاحتواء كلما دخل إحدى مناطق الفريق، على الرغم من هذا التطور، لن يوقف رونالدو سوى رقيب يتعامل معه كحارس شخصي، يكون قريباً له مثل رباط الشورت الذي يرتديه. أو يكون ظله.. تاركاً مسافة تسمح بتعويض الفارق في السرعة.. ثاني لاعب في ريال مدريد يستحق الرقابة الصارمة هو بنزيمة، الذي يقتحم منطقة الجزاء كثيراً، ويلعب في داخلها، ويشكل خطراً كبيراً. فهو ليس جناحاً مثل رونالدو، وإنما رأس حربة. فيما أرى أن جاريث بيل طائراً يحلق وسرعته مشهودة ومعروفة، لكنه يتحول إلى قطار سريع لايخرج عن قضبانه لنقص مهاراته الفردية.
إيقاف ميسي ورقابته تختلف عن رقابة رونالدو، والفارق يعود إلى إمكانات ميسي وقدرات رونالدو. فالنجم الأرجنتيني عنده موهبة السيطرة على الكرة والجري بها في أضيق المساحات، ولايحتاج إلى مساحة مثل رونالدو. ولإيقاف ميسي، عليك أن تحرمه من تسلم الكرة.. لأنه يفعل بها ما لايمكن توقعه. بينما إيقاف رونالدو يكون بحصاره وتضييق المساحات أمامه، ومواجهته بحارس يملك سرعته نفسها. فهو إذا لم يجد طريقاً يمر منه، سوف يلجأ إلى طريقة واحدة للمراوغة لايغيرها أبداً، وباتت محفوظة.. هل يحفظها السيد بيللجريني؟
عدد اليوم
