الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

كوريا الشمالية... رسائل «التجربة الثالثة»

12 فبراير 2013 23:49
أجرت كوريا الشمالية أمس الثلاثاء تفجيراً تحت الأرض لما أسمته بسلاح نووي «مصغر»، مختبرة بذلك تكنولوجيا يمكن من الناحية النظرية تركيبها على صاروخ طويل المدى قادر على تهديد الولايات المتحدة. وقد أكدت بيونج يانج التجربة بعد ثلاث ساعات تقريباً على النشاط الأرضي غير الاعتيادي الذي رصد بالقرب من الموقع الجبلي الذي تجري فيه كوريا الشمالية تجاربها النووية. وجاء التفجير الأخير في أعقاب أسابيع من تهديد أطلقه النظام في بيونج يانج ببناء قدراته النووية والقيام بتحرك «ذي توتر عال». فبعد سلسلة من الأنشطة التي رصدت في موقع التجارب الذي شهد تجربتين في السابق، الأولى في عام 2006 والثانية في عام 2009، عمدت كوريا الشمالية مؤخراً إلى إزالة أغلب المعدات والأشخاص من محيط الموقع في إشارة واضحة إلى أن التجرية على وشك الانطلاق، وذلك وقفاً لما أفادت به وكالة الأنباء الرسمية في كوريا الشمالية. فيما قال مسؤول ياباني بأن الولايات المتحدة كانت على علم منذ الإثنين الماضي بأن تجربة قد تكون على وشك الانطلاق، وقد رصدت مصادر أميركية جيولوجية هزة أرضية بدرجة 4.9 في حوالي الساعة 12 ظهراً بالتوقيت المحلي في كوريا الشمالية. ويعتبر التفجير التجربة الأولى التي تقوم بها البلاد تحت حكم القائد الشاب، كيم يونج أون، كما تعتبر أوضح إشارة إلى أن القائد الذي ينتمي إلى الجيل الثالث يفضل على غرار والده وجده، مواجهة الولايات المتحدة وحلفاءها بدلا من صناعة السلام معهم. وحتى قبل تأكيد بيونج يانج لتجربتها الأخيرة دعا مجلس الأمن الدولي لعقد اجتماع طارئ في وقت لاحق من اليوم نفسه، حيث نوهت اليابان إلى رد فعل دولي «حازم»، قائلة إنها ستنظر في إمكانية فرض المزيد من العقوبات على بيونج يانج. ويُرتقب أن ينصب التركيز خلال الاجتماع القادم لمجلس الأمن على الصين مرة أخرى باعتبارها الحليف الأوثق لكوريا الشمالية، لا سيما وأن مسؤوليها حاولوا خلال الأسابيع الأخيرة إقناع كوريا الشمالية بالكف عن التجارب النووية وعدم إجراء تجربة ثالثة تزيد من حدة التوتر الدولي. ويأتي التفجير النووي الأخير قبل أسبوعين من تنصيب رئيسة كوريا الجنوبية الجديدة، بارك جون-هاي التي سبق أن قالت إنها مستعدة للانخراط بحذر مع جارتها الشمالية بعد خمس سنوات من العلاقات الاقتصادية والدبلوماسية المحدودة بين البلدين. وبإجراء التجربة في الأيام الأخيرة لرئاسة «لي موينج-باك» يقول المحللون إن الشمال فيما يبدو أراد إصدار تذكير أخير للنتائج المنتظرة للسياسة المتشددة التي اتبعها الرئيس الكوري الجنوبي المنتهية ولايته. ففي عهده لم تكتف كوريا الشمالية بإجراء تجربتين نوويتين، بل أطلقت أيضاً ثلاثة صواريخ، بالإضافة إلى تنفيذ هجومين على الجنوب. ورغم الضغوط الدولية المشددة الممارسة على بيونج يانج للتخلي عن برنامجها النووي، اعتمدت كوريا الشمالية على السلاح النووي باعتباره جوهر قوتها العسكرية، حيث أكد المراقبون أن التجربة الأخيرة تندرج في إطار رغبة كوريا الشمالية تحسين قدراتها في مجال الأسلحة النووية الصغيرة ذات القدرة التفجيرية العالية، وهو ما يسمح لها في النهاية بتركيب تلك الأسلحة على الصواريخ العابرة للقارات، وجاء التفجير أيضاً بعد شهرين من إطلاق كوريا الشمالية لصاروخ بعيد المدى ووضعه في المدار حول الأرض، ذلك التفجير الذي قالت بيونج يانج إنه لأغراض علمية دفع مجلس الأمن الدولي إلى تعزيز عقوباته على الشمال. وحسب التقديرات الأولية والملاحظات التي أبداها الخبراء، تشير التحليلات إلى أن التفجير النووي الأخير هو أقوى من سابقيه بعدما سجل هزة أرضية بدرجة تتراوح مابين 4.1 و4.5، وبحسب ما نقلته والوكالة الرسمية لكوريا الشمالية عن وزارة الدفاع وصلت القوة الأولية للتفجير الأخير إلى 10 كليوطن مقارنة بحوالي 12 إلى 20 كليوطن الذي وصله تفجير هيروشيما، وهو اختلاف كبير عن التفجيرات السابقة لكوريا الشمالية التي لم تكن تتجاوز 7 كليوطن. اللافت أن كوريا الجنوبية ورغم المعارضة العلنية لمسؤوليها للتجارب النووية التي تجريها الجارة الشمالية، أكدوا في الأيام الأخيرة أن تجربة ثالثة ستكون مهمة للتعرف إلى القدرات التكنولوجية الحقيقية لكوريا الشمالية. ويذكر أن الشمال اتخذ قراراً قبل سنوات بالتخلص تدريجياً من برنامج البلوتونيوم والاعتماد على تخصيب اليورانيوم كبديل. ورغم بقاء بعض مخلفات البلوتونيوم لدى كوريا الشمالية، يرى المحللون أن التجارب القادمة في المجال النووي ستقتصر على اليورانيوم عالي التخصيب، ويفضل اليورانيوم على البلوتونيوم، لأن منشآت هذا الأخير يسهل رصدها، حسب «سيجفريد هيكر»، عالم الذرة الذي قام بزيارة إلى المنشأة النووية بكوريا الشمالية عدة مرات، حيث أكد أن البلوتونيوم يعتمد على وجود مفاعل كبير وأي نشاط في المفاعل يمكن رصده من قبل الأقمار الصناعية، لكن المحللين الأجانب لم يكونوا يعرفون شيئاً عن منشأة تخصيب اليورانيوم في كوريا الشمالية إلى غاية الجولة التي قام بها «هيكر» عام 2010، حيث اصطحبه الوفد المرافق إلى منشأة وشاهد ألفي جهاز طرد مركزي قادرة على إنتاج يورانيوم منخفض التخصيب لأغراض الطاقة، أو عالي التخصيب للأسلحة. ورغم تأكيد المسؤولين الكوريين الشماليين للزائر بأن أجهزة الطرد المركزي موجهة لأغراض سلمية، إلا أنه وكما قال «هيكر» لا يمكن التحقق من ذلك. تشيكو هارلان كوريا الجنوبية ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©