السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

محمد بن زايد يطلق رسمياً مشروع كلمة للترجمة إلى العربية

محمد بن زايد يطلق رسمياً مشروع كلمة للترجمة إلى العربية
22 نوفمبر 2007 02:16
أطلق الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة مساء أمس مشروع ''كلمة'' الرائد في عالم الترجمة والذي يهدف إلى زيادة عدد خيارات الكتب أمام القراء باللغة العربية· وأكد الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في كلمة له خلال حفل إطلاق مشروع ''كلمة'' في عالم الترجمة بفندق قصر الإمارات بأبوظبي مساء أمس ألقاها نيابة عن سموه، سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية أن هذه المبادرة الطموحة غير ربحية وانطلقت جذورها لتمويل نشاطات الترجمة والنشر والتوزيع للأعمال الكلاسيكية والمعاصرة ذات الجودة العالية من اللغات الأخرى إلى اللغة العربية· وأضاف سموه ''إنه في أبريل الماضي وخلال حفل تكريم الفائزين بجائزة الشيخ زايد للكتاب، قلنا إن المسؤولية الثقافية في العالم العربي قضية مركزية وحيوية لنا جميعا، وأكدنا أن الحراك الثقافي الفاعل الذي تشهده أبوظبي ما هو إلا بداية الغيث للمساهمة بدورنا في خارطة المشهد الثقافي الإقليمي والدولي''· وأوضح سموه أنه منذ ذلك الحين والمشاريع الرائدة التي تطلقها هيئة أبوظبي للثقافة والتراث متواصلة، معربا سموه عن ثقته وتفاؤله في إمكانية تأسيس نهضة علمية ثقافية عربية تشمل مختلف فروع المعرفة البشرية، يمثل الكتاب فيها حجر الزواية والمرتكز· ولفت الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في سياق كلمته إلى ما ورد في تقرير التنمية البشرية من أن المعرفة هي الفريضة الغائبة في الوطن العربي، وأن متوسط الكتب المترجمة لكل مليون عربي هو أقل من كتاب واحد في كل عام، بينما يبلغ أكثر من 500 كتاب لكل مليون شخص في المجر مثلا· ونوه سموه إلى أنه في حين تترجم الدول العربية ما يزيد عن 400 كتاب سنويا، فإن هذا الرقم ورغم تزايده فإنه لا يمثل إلا خمس ما تترجمه اليونان مثلا، ويكاد لا يذكر الرقم العربي خجلا أمام ما تترجمه إسبانيا في عام واحد، إذ تترجم أكثر من 10 آلاف كتاب في السنة· وقال سموه ''ازاء ذلك وحرصا منا على العمل لنشر المعرفة والتواصل مع العالم، فإننا نطلق مشروع ''كلمة'' لتفعيل حركة الترجمة إلى اللغة العربية عن مختلف العلوم والمعارف الإنسانية وسد الفجوة في المكتبة العربية الناجمة عن القصور في المواكبة السريعة لحركة النشر في الغرب· وأكد الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أن هذا المشروع يأتي وفق معايير وآليات دقيقة تستند في الأساس إلى جدوى الكتاب المرشح للترجمة للمجتمع وللثقافة العربية، معربا عن سعادته باصدار أولى ثمرات هذا المشروع مع إطلاق ''كلمة'' وهي عبارة عن أول ستة كتب تمت ترجمتها بالفعل· وأكد سموه أنه في الوقت نفسه عزم ''كلمة'' على أن لا يمر العام إلا وقد تخطى حاجز ترجمة المائة كتاب كمرحلة أولى· وقال الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في كلمته التي ألقاها سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، إن نشر العلم والثقافة لا يمكن أن يتم إلا من خلال تفعيل حركة الترجمة ونقل المعرفة والتفاعل مع ثقافات الأمم الأخرى، داعيا سموه الجميع إلى العمل على وضع استراتيجيات فاعلة لتعزيز الثقافة العربية بما يسهم وبشكل حقيقي في توفير متطلبات نهضتنا التعليمية والثقافية وفي بناء الحضارة الإنسانية· الحضور حضر حفل الإطلاق معالي محمد أحمد البواردي الأمين العام للمجلس التنفيذي وسعادة محمد خلف المزروعي مدير عام هيئة أبوظبي للثقافة والتراث وزكي نسيبة نائب رئيس هيئة أبوظبي للثقافة والتراث وعدد من رجالات الثقافة العرب والأجانب وممثلي دور النشر العربية والعالمية وعدد من أصحاب السعادة السفراء· أبوظبي تمهد الطريق عرضت هيئة أبوظبي للثقافة والتراث خلال حفل الاطلاق فيلما وثائقيا بعنوان ''أبوظبي تمهد الطريق'' يعرض تاريخ الترجمة العربية بجميع مراحله، وصولا إلى وقتنا الحالي والتحولات الكبيرة التي شهدتها العلوم المختلفة، مشيرا إلى أهمية اللغة العربية كلغة المحادثات الافتراضية والنظرية، مركزا على الدور الذي سيلعبه مشروع ''كلمة'' في تطوير وتحديث مستوى الترجمة في عالمنا العربي· آفاق إحياء الترجمة في الوطن العربي ·· الواقع والطموح حلقة نقاشية تؤكد على أهمية الترجمة في توحيد المعارف عقدت صباح أمس حلقة نقاشية في قصر الإمارات ضمن مؤتمر مشروع كلمة للترجمة الذي تقيمه هيئة أبوظبي للثقافة والتراث اشترك فيها كل من خالد الحروب ''مدير مركز كامبرج للاعلام العربي'' وحسن ياغي ''مدير المركز الثقافي العربي - بيروت'' ومارون نعمة ''المدير التنفيذي لدار الكتب الشرقية'' ودينيس جونسون ديفر ''مترجم'' وجين هيك ''مؤلف'' وكريم ناجي ''الرئيس التنفيذي لمشروع كلمة''· وكان محور النقاش حول آفاق إحياء حركة الترجمة في الوطن العربي· عملية إبداعية تحدث في بداية الحلقة النقاشية الكاتب خالد الحروب ''مدير مركز كامبرج للإعلام العربي'' حول الترجمة وما تؤديه في خلق مناخ فعلي داخلي بحيث أصبح العرب ينتجون معرفتهم الداخلية· كذلك الأمر بالنسبة الى ترجمة النتاج العربي الى أوروبا· وان الدرس الأهم اعتبار المترجم رأس هذا المشروع برمته لذلك علينا ان نهتم به كما ذكر في الافتتاحية بأن المأمون كان يكافئ المترجم بوزن كتابه ذهبا· وأضاف الحروب ان اسم المترجم يجب ان يوضع على الغلاف وهو انتقاد يوجه للكتب الستة المترجمة والدرس الأهم وقلة المترجمين وان وعي المترجم ضرورة في محاولة لان نكثر من المترجمين بإنشاء مدارس لهم ما دامت الترجمة هي نصف المشوار وان الترويج هو عملية إبداعية وخلق وسائل للترويج عند العرب ضرورة لكي يتم الالتفات الى الكتاب وقراءته ما دمنا نعيش ثورة تلفزيونية مهمة تساعدنا على الترويج معرفيا· آفاق الترجمة ثم تحدث في الجلسة النقاشية حسن ياغي حول آفاق الترجمة في العالم العربي وطبيعة الترجمة وأهميتها بقوله: نحن نسير بين حدين وهما حد ما يتغير في العالم وحد ما كنا عليه قبل فترة قصيرة وهذا الأخير يؤدي الى الخيبة حيث نظرنا الى الماضي ولم ننظر الى المستقبل ومشروع الترجمة هو إقامة الحاضر وأسأل ''ما هي الترجمة''؟ أتمنى ان نواجه الأسئلة المهمة هو ان درس الترجمة هو درس التواصل مع العالم وليس حواراً مع الآخر·· نحن نترجم لمحاولة فهم الآخر، الآخر لا يترجمنا ليفهمنا ولذا اجد ان الترجمة ليست محاولة فهم الآخر بل هي التعرف على الآخر·· أردت ان أتحدث عن موضوع الترجمة الأساسي الذي أفهمه ان الترجمة حوارية يواجه به عالمان مختلفان أساسيان ليتفاهما وان يتواصلا ويتفاهما وان فضيلة المترجم هو ما يبذله من جهد باحترام ما يقول الغير· حوار ثقافتين ويضيف: نجد اليوم دراسات حول انتروبولوجيا الترجمة، والترجمة ليست عملية نقل تقني بل هي ثقافة اجتماعية نفهم منها طبيعة المجتمع لذا أجد ان الترجمة هي حوار ثقافتين لا لغتين· ليست القضية قضية بيان لغوي بل هي إفهام لغوي·· العرب هم الذين أطلقوا على أرسطو المعلم الأول ولذا فإن التعرف على الآخر ضرورة وعليه يصبح انتاج المعرفة ضرورة والترجمة تقع بين شرطي الأمانة والإيضاح، انها ضرورة لبناء العقل لكي نفهم ما نحن عليه ونتواصل مع الآخر·· ان السؤال ماذا نترجم ولماذا في محاولة البحث عن كنز الحضارة ؟ ثم تحدث مارون نعمة مؤسس وعضو اتحاد الناشرين لكتب الأطفال بقوله: انني انطلق من كلام زملائي ان الترجمة العربية في لبنان تزامنت مع عنصرين مهمين أولهما عنصر العولمة الذي جعل القراء ينفتحون على كافة الثقافات حيث تحول المجتمع القارئ الى مجتمع مستهلك أصبحنا الآن ندرك أكثر من السابق ونتعرف على اللغات عن طريق الترجمة: ان حركة الترجمة الى اللغة العربية ساعدت على الانتقال ليس من النخبة بل الى المكونات الاجتماعية· الانتقال من لغات متعددة الى اللغة العربية هو تواصل شعبي· وان العامل الثاني هو مواكبة الناشرين لهذه الحركة ''العولمة'' والناشر له الوضع الأساسي لنقل هذه الرغبة بالتعرف على لغات وثقافات العالم· واكب الناشرون عنصر العولمة من خلال شراء حقوق النشر باللغة العربية ومواكبة المعارض المهنية من سنة الى أخرى وهذا ما يغنينا عن شراء حقوق النشر· وعملية الاختيار تخضع لعوامل اقتصادية وفردية أي ان هناك دائماً مشكلة وهي كيف نقوم باختيار هذا العنوان أو ذاك· ويقول عن مشروع ''كلمة'' انه يمثل إحياء لحركة الترجمة فالسفارة الفرنسية تقيم الآن مركزاً للترجمة بسبب تأثيرات هذا المشروع ولذا لا بد ان تتوجه الترجمة لتحكمها مجموعة قوانين وهي الحفاظ على حقوق الملكية الفكرية للترجمة وإبرام اتفاق إطار بين لبنان والدول الأجنبية وتأسيس مدارس مهنية للترجمة وتأسيس شركة توزيع مستقلة· حياة وترجمة أما المتحدث الثالث فكان دينيس جونسون ديفز الحاصل على جائزة الشيخ زايد للكتاب في دورتها الأولى وكان قد ترجم أكثر من 30 كتاباً وفي هذا الصدد أقام معه ــ أثناء الندوة ــ خالد الحروب حواراً حول مجيئه الى الأرض العربية حيث قال إنه جاء مع والده وزار السودان وذهب الى انجلترا وكان عمره 12 عاماً ثم رجع الى مصر وكان يدرك ان هناك أدباً عربياً مهماً وقد ترجم لمحمود تيمور عام 1946 وتكلم عن اهتمامه بالحركة الأدبية العربية الجديدة حيث نشر أول ترجمة لمجموعة قصص عربية تضم يوسف إدريس وغسان كنفاني ونجيب محفوظ عام 1967 وانها أهملت من الحكومات العربية آنذاك أما الآن فقد تغير كل شيء وان النصوص التي أحبها هي نصوص ''الطيب صالح'' وهي ''موسم الهجرة للشمال'' و''عرس الزين'' وان أكثر الترجمات التي أتعبته هي الشعر وكان صديقا لغسان كنفاني ودرويش وبدر شاكر السياب· وقد ترجم أنشودة المطر ولم ينشرها· وحول مأسسة (من مؤسسة) حركة الترجمة من العربية إلى الانجليزية قال دينيس يمكن ان يحصل ذلك فالمهم ان القارئ يجب ان يكتب شيئاً يتوجه إليه القارئ الأوروبي·· وطبعاً لا بد ان يكتب الكاتب العربي لنفسه وليس للآخر· تبادل الثقافات المتحدث الأخير جين هيك قال: أتشرف بالظهور في مشروع ''كلمة'' ان مشروع الترجمة مهم في تبادل الثقافات وهذا المشروع سوف يقيم الأسس الواعية التي تقف عليها حركة الترجمة الى العربية وعليه فإن التأسيس ضرورة وان محمود حداد الذي ترجم كتابي يشكر على جهده المبذول في هذا الإطار والفاعل والأساسي وان السؤال البسيط الذي يتبادر الى ذهني هو مدى فاعلية ان تترجم الكتب الى العربية فأجيب ان جهود المترجمين العرب وبخاصة حداد ولستة أشهر ستسهم في بناء جزء من ثقافة مهمة هي الثقافة العربية التي لا بد ان تتعرف على كل الثقافات العالمية وعليه فإن هذا المشروع انطلاقة جديدة تحسب في لحظات التاريخ المهمة·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©