الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

مواقع إخبارية: تزايد أطماع الدول في استضافة مونديال 2022

2 مارس 2018 03:31
دينا محمود (لندن) في ظل تزايد فرص اتخاذ الاتحاد الدولي لكرة القدم الـ(فيفا) قراراً وشيكاً بنقل بطولة كأس العالم المقررة عام 2022 من قطر، يتزايد عدد الدول الراغبة في استضافة هذا الحدث الرياضي الكبير، الذي حصلت الدوحة على حق تنظيمه في ملابسات مشبوهة قبل أكثر من سبع سنوات. فبعد أيامٍ من تأكيد وسائل إعلام ألمانية أن الـ«فيفا» صار على شفا إعلان سحب المونديال من الدويلة المعزولة، وأن إنجلترا والولايات المتحدة من بين البلدان المرشحة بقوة لإقامة هذه البطولة على أراضيها، دخلت إندونيسيا على الخط عبر تصريحاتٍ لقيادي بارز فيها أكد أن بلاده تشكل منافساً لا يُستهان به على الإطلاق في هذا المضمار، وأن لديها من المقومات الكافية لإتاحة الفرصة لها لتنظيم بطولة ناجحة، لا تقل عن تلك التي يمكن أن تُقام في أيٍ من دول العالم الأخرى الراغبة في احتضان المنافسات. وفي تصريحاتٍ نقلها موقع «نترال نيوز» الإخباري الإندونيسي، قال برنارد هالوهو الأمين العام لحركة «المنزل 98» الشبابية البارزة في إندونيسيا إن هذا البلد الآسيوي «سيستضيف على الأرجح كأس العالم 2022، بدلاً من قطر». وبلهجةٍ واثقة أكد هالوهو - الذي تُوصف حركته بأنها ذات توجهاتٍ إصلاحية على الساحة السياسية الإندونيسية - أن هناك الكثير من الأسباب «التي تدعم» إمكانية حدوث هذا الاحتمال، وذلك في إشارة واضحة إلى ما تشهده الساحة الكروية الدولية في الوقت الراهن من تصاعد الأصوات المُطالبة بتجريد النظام القطري من حق استضافة النسخة بعد المقبلة من كأس العالم، في ظل الفضائح والشبهات المحيطة بهذا الملف. ففي الآونة الأخيرة، كُشِف النقاب عن المزيد من الأدلة التي تثبت تقديم حكام الدوحة رشاوى إلى العديد من أعضاء اللجنة التنفيذية لـ(فيفا) لضمان حصول الملف القطري على العدد الكافي من الأصوات لترجيح كفته في التصويت الذي جرى أواخر عام 2010 لتحديد الدولة المُضيفة لبطولة 2022، وهو ما أدى في نهاية المطاف إلى أن يتغلب عرض قطر على نظيره المقدم من دولٍ أكثر خبرة بتنظيم مثل هذه البطولات الكبرى مثل الولايات المتحدة واليابان وكوريا الجنوبية، مما أثار حالة من الذهول على الساحة الدولية. وفي التصريحات التي أدلى بها في جاكرتا، أضاف القيادي الإندونيسي إلى هذه الأسباب حالة العزلة الشديدة التي تعاني منها قطر في الوقت الراهن، في ظل المقاطعة المفروضة عليها عربياً وإقليمياً بقيادة الدول العربية الأربع الداعمة لمكافحة الإرهاب (السعودية والإمارات ومصر والبحرين) منذ مطلع شهر يونيو من العام الماضي، لحمل النظام الحاكم في الدوحة على التخلي عن سياساته الطائشة والمُزعزعة للاستقرار. وقال هالوهو في هذا الشأن إن ثمة فرصةً «لأن يراجع الـ/‏فيفا/‏ اختياره لقطر» في ضوء «التطورات غير المواتية على صعيد الوضع السياسي» لها«في إشارة منه إلى العزلة المفروضة على هذا البلد. كما لفت الانتباه إلى الألاعيب التي لجأت إليها الدوحة لسرقة تنظيم المونديال إلى حد «تورطها.. فيما يتعلق بقضية رشوة الرئيس السابق للاتحاد الدولي لكرة القدم ». واعتبر القيادي الإندونيسي البارز أن هذه العوامل توفر «فرصةً ذهبية لبلاده» لكي تقدم عرضاً لتنظيم كأس العالم 2022، في ظل قرب حسم مصيره بشكلٍ نهائي، وتزايد المؤشرات على أن نقله من قطر لم تعد سوى مسألة وقت. وكانت مجلة «فوكس» الألمانية قد أكدت قبل أيامٍ قليلة أن الـ «فيفا«سيتخذ بنهاية فصل الصيف المقبل قراره النهائي بشأن ملف بطولة 2022 المثيرة للجدل، وهو ما أثار ذعراً واسع النطاق في أروقة النظام القطري ووسائل الإعلام الممولة منه على مستوى العالم، والتي حاولت الزعم - نسبةً إلى مصادر مُجهلة - أن الاتحاد الدولي أكد أن بقاء المونديال في الدوحة أمر محسوم، وهو ما لم يُبت فيه بعد بطبيعة الحال. واستعرض زعيم حركة «المنزل 98» الإندونيسية الأسباب التي تجعل بلاده مرشحاً قوياً لنقل منافسات البطولة المقررة بعد أقل من خمس سنوات إليها. ومن بين هذه العوامل، أنها تتمتع بطقس مواتٍ لا تسوده أحوال جوية متطرفة أو مُناخ استوائي كـ «دولٍ آسيوية أخرى مثل اليابان وكوريا الجنوبية.. أو أستراليا». بالإضافة إلى ذلك، أشار هالوهو إلى الشعبية الكبيرة التي تحظى بها كرة القدم في إندونيسيا «بخلاف دولٍ أخرى»، وذلك في غمزٍ واضح من قطر التي لا يُعرف لها تاريخٌ كروي أو اهتمامٌ حقيقي باللعبة، اللهم إلا محاولات نظامها الحاكم لاستغلال الساحرة المستديرة لتحقيق مآربه على الساحة الدولية، وتبييض سجله الحافل بتمويل التنظيمات الإرهابية واحتضان دعاة التطرف والكراهية، فضلاً عن إقامة علاقاتٍ مع الأنظمة الديكتاتورية والدموية في العالم مثل النظام الإيراني. وأضاف القيادي الإندونيسي الإصلاحي بالقول إن من بين نقاط قوة بلاده كذلك كمستضيفٍ محتمل لكأس العالم 2022 كونها»أكبر دولة من حيث عدد المسلمين على مستوى العالم. وفي إشارة واضحة إلى ما لحق بصورة الإسلام من تأثيراتٍ سلبية جراء الدعم الذي يقدمه نظام تميم بن حمد للإرهابيين، قال هالوهو إن بوسع إندونيسيا «عندما تحل محل قطر، نقل رسالة الإسلام.. عن السلام عبر كرة القدم». ولم يتردد القيادي الإندونيسي في التأكيد كذلك على جاهزية جاكرتا من الناحية العملية لاستضافة كأس العالم، مُشيراً إلى أن لديها البنية التحتية اللازمة لإقامة مثل هذه البطولة الكبرى. وقال في هذا الصدد إن لدى إندونيسيا «12 ملعباً رياضياً منتشرة بين منطقتي سومطرة وبابوا، وتفي بالمعايير الدولية طبقا لتقييم الاتحاد الدولي لكرة القدم». ولم يكشف هالوهو عما إذا كانت السلطات الإندونيسية قد بدأت في إجراء اتصالاتها مع الـ «فيفا» بشأن استضافة مونديال 2022 أم لا، ولكنه أشار - في التصريحات التي نقلها موقع «نترال نيوز» إلى أن الاتحاد الإندونيسي للكرة سيتقدم بعرضٍ مشترك مع تايلاند لتنظيم بطولة كأس العالم لعام 2034، وهو ما يؤكد سعي جاكرتا الجاد لاحتضان الحدث الكروي الأبرز على وجه الأرض. وتزامنت هذه التصريحات الإندونيسية اللافتة مع تقريرٍ نشره موقع «ذا سبن» الأميركي المعني بأخبار الرياضة، وأشار فيه إلى أن قطر ربما تلعب دوراً في خسارة الولايات المتحدة فرصتها لاستضافة كأس العالم لكرة القدم، وذلك للمرة الثانية على التوالي، بعدما أخفق عرض واشنطن في نيل حق تنظيم مونديال 2022. وقال الموقع - في تقريرٍ أعده دان ليونز - إن الدولة الأكبر في العالم، التي تقدمت بعرضٍ مشترك مع كندا والمكسيك لتنظيم بطولة عام 2026، ربما تدفع ثمن التحقيقات التي أجرتها لكشف ممارسات الفساد المستشرية في الـ «فيفا»، والتي قادت كما هو معروف إلى كشف شبكة واسعة من العلاقات المشبوهة، التي ضمت أسماء بارزة على الساحة الكروية الدولية، مثل الراحل خوليو جرندونا الرئيس السابق للاتحاد الأرجنتيني لكرة القدم والنائب السابق لرئيس الاتحاد الدولي للعبة، بجانب نيكولاس لويز الرئيس السابق لاتحاد أميركا الجنوبية للكرة وهو من باراجواي، والبرازيلي ريكاردو تيشيرا الذي استقال من اللجنة التنفيذية لل«فيفا» في مارس 2012. وأشار ليونز في تقريره إلى أن التحقيقات الأميركية التي جرت في هذا الصدد أدت إلى الإطاحة بـ«بلاتر» في عام 2015، قائلاً إنه من غير المستغرب أن يكون ذلك الرجل «داعماً للملف المغربي» لاستضافة كأس العالم المقررة بعد أكثر من ثمان سنوات.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©