الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

سفاري شرق أفريقيا تشكو ندرة السياح

سفاري شرق أفريقيا تشكو ندرة السياح
1 مايو 2009 00:21
يبدو أن منطقة شرق أفريقيا بكل ما تزخر به من شواطئ رملية بيضاء وطقس استوائي دافئ وساحات هائلة تتجول فيها بعض أندر أنواع الحيوانات، قد بدأت تفقد جاذبيتها أمام الزوار من الأوروبيين والأميركيين بسبب معاناتهم من الركود والبطالة كنتيجة للأزمة المالية العالمية، وهو الأمر الذي ألقى بظلاله على العديد من الدول في المنطقة والتي تعتمد اقتصاداتها بشدة على السياحة. وبالنسبة لمعظم الأشخاص في النصف الشمالي من الكرة الأرضية فإن شرق أفريقيا مازالت تعتبر وجهة نائية وباهظة التكاليف والأولى التي يتوجب إسقاطها من قائمة العطلات المحتملة في أوقات الأزمات المالية. على أن السياحة تعتبر ثالث أكبر مصدر للعملات الأجنبية في كينيا خلف قطاعي البستنة والشاي، إلا أن المخاوف بدأت تساور الاقتصاديين من أن انخفاضاً حاداً في أعداد الزائرين سوف يوجه ضربة قوية للايرادات ويلحق أضراراً جسيمة بالشركات والأعمال التجارية المحلية التي توفر الوظائف. وظلت السياحة توفر 400 ألف وظيفة على الأقل في كينيا وتخلق أكثر من 600 ألف وظيفة إضافية أخرى بطريقة غير مباشرة وفقاً لأرقام وزارة السياحة الكينية، والآن فإن معظم الأعمال التجارية باتت متخوفة من إمكانية تسريح العديد من الوظائف، إذ يقول سامسون أبينا مساعد المدير في منتجع مارا سيرينا لرحلات السفاري «إن أول من سيتم التخلص منهم هم العمالة غير النظامية في القرى المجاورة، فقد أدت الأزمة المالية أصلاً في العالم الماضي الي تسريح عدد يتراوح ما بين 20 و30 عاملاً مؤقتاً». أما ريتشارد سيجال رئيس البحوث الاقتصادية في مصرف يو بي ايه كابيتال المتخصص في الشؤون الافريقية، فقد ذكر من جانبه أن هنالك اتفاقاً عاماً على أن قطاع السياحة في شرق أفريقيا سوف يعاني من انخفاض بنسبة 15 في المئة في الأعمال التجارية، ويشير الخبراء إلى أن دول كينيا وتنزانيا وموريشيوس وسيشل سوف تعاني أكثر من غيرها، نظراً لأهمية السياحة في الدخل القومي وتوفير الوظائف في هذه الدول. ومضى سيجال يقول «أعتقد أن عاصفة هوجاء من الأنباء السيئة سوف تضرب ايرادات العملة الصعبة في شرق أفريقيا»، ويذكر أن أعداد الزوار إلى كينيا انخفضت بمعدل 30.5 في المئة في العام الماضي إلى مستوى 729 ألف سائح فقط بسبب أعمال العنف الدموية التي أعقبت الانتخابات الرئاسية المثيرة للجدل. وإلى ذلك فإن الجهود المضنية الرامية الى زيادة الترويج والتسويق قد فشلت فيما يبدو في كبح جماح التراجع بسبب التباطؤ الاقتصادي العالمي، ويذكر أن المجموعة الأكبر من الزوار الذين يفضلون قضاء العطلة في كينيا وبنسبة بلغت 42.3 في المئة من الإجمالي ظلوا يأتون من القارة الأوروبية وفقاً لإحصائيات البنك المركزي في الدولة. ولكن رقم الزوار الأوروبيين شهد انخفاضاً بنسبة 46.7 في المئة في العام الماضي إلى مستوى 308.23 زائر، لذا فقد لجأت كينيا إلى خفض الرسوم الخاصة بتأشيرة السياح بالنسبة للبالغين من الزوار من 50 دولاراً إلى 25 دولاراً أميركياً فقط، إلا أن وزارة السياحة مازالت لا تتوقع أن تـــؤدي هــــذه الخطوة إلى تحسن في أعداد الزوار في هذا العام. وحتى الآن فإن الأزمة الاقتصادية قد أسفرت عن إلغاء من 30 إلى 50 في المئة من الحجوزات التي استهدفت الستة أشهر الأولى من هذا العام في تنزانيا الدولة التي تستضيف جبال كلمنجـــاروالشاهقة وتحفل بالعديد من الشواطئ الرائعة في زنجبار، علماً بأن معظم السياح القادمين إلى أرخبيــل زنجبـــار يأتون عادة من إيطاليا الدولة التي تأثرت بشدة من آثار التباطؤ الاقتصادي. وقد تراجعت أعداد السياح الإيطاليين بمعدل 20 في المئة إلى 41.610 زائراً في العام الماضي، بينما هوى إجمالي أعداد الزوار العالميين بنسبة 10 في المئة الى مستوى 128.440 زائراً وفقاً لأرقام المفوضية العليا للسياحة في تنزانيا، بل إن كافة الأعمـــال التجارية المحلية ابتداء من صيادي الأسماك وحتى الحرفيين من مصنعي التحف والتذكارات أضحوا يعانوا الأمرين بسبب إحجام السياح عن الشراء والإنفاق. عن «انترناشونال هيرالد تريبيون
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©