الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«المالد» احتفال بذكرى مولد سيد البشر

«المالد» احتفال بذكرى مولد سيد البشر
14 فبراير 2011 21:12
المولد النبوي الشريف هو يوم مولد رسول الإسلام محمد بن عبد الله ويكون في 12 ربيع الأول من كل عام. حيث يحتفل به المسلمون في معظم الدول الإسلامية، ليس باعتباره عيدًا، بل فرحاً بولادة نبيهم رسول الإسلام محمد بن عبد الله. وتبدأ الاحتفالات من بداية شهر ربيع الأول إلى نهايته، وذلك بإقامة مجالس تنشد فيها قصائد مدح النبي”صلى الله عليه وسلم”، ويستعرض في هذه الدروس جوانب من السيرة النبوية الشريفة، وعادة ما يقدم فيها الحلوى والطعام. (أبوظبي) - فن “المالد” أحد أشكال الأناشيد الدينية الإسلامية في مجتمع الإمارات. ويتكون من صف من الجالسين يحملون بأيديهم طبولاً ضخمة يلوحون بها في الهواء ويضربون عليها، فتنبعث نغمة موحدة، ويتخللها نشيد ديني. ويتحدث عن سيرة الرسول ـ صلى الله عليه و سلم ـ في مواجهة هذا الصف يجلس عدد من المنشدين، وقد تلاحقت أكتافهم ويتمايلون يمينا وشمالا وهم يرددون وراء المنشد كلمات عن الرسول – صلى الله عليه و سلم - و آل الرسول – صلى الله عليه و سلم - . وهؤلاء المنشدون هم الجانب المكمل لهذه اللوحة. وهناك ثلاثة شروط لابد من توفرها أداء فن المالد، وهي: أولا: النص .. وهو عبارة عن منظومة طويلة موضعها قصة النبي محمد عليه الصلاة والسلام و السيرة النبوية العطرة. ثانيا:المنشد.. وعادة ما يكون من الفقهاء الذين تتوفر فيهم القدرة على فهم السيرة وحفظها عن ظهر قلب، وجمال الصوت وحلاوة النبرة. كذالك لابد من لن تتوفر فيه صفة القيادة للفريق المؤدى للفن . و يسمى المنشد “بالمنظم”. ثالثا: المنشدون.. وهؤلاء ينقسمون إلى مجموعتين، الأولى حملة الدفوف”الطيران”، ويقومون بالضرب عليها برفقة المنشد، وأحيانا يشاركون في الإنشاد، والمجموعة الثانية، ويكون عددها أكثر من الجماعة الأولى، حيث يقوم أفرادها بترديد البيت الذي يمثل “لزمة للنشيد” كله. أما المناسبات التي يقام فيها “ المالد “ فهي متعددة، وأهمها الأفراح والأعراس، ولا يكاد عرس يخلو من فن “ المالد “. كذالك يقام في بعض المناسبات الاجتماعية الأخرى كحالات ختان الأطفال والوفاء بالنذور. .. وينقسم فن “المالد” إلى قسمين، الأول وتـتلى فيه السيرة النبوية، وأما الثاني فهو المالد الذي يتلى فيه ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم. ويكثر أداء قصيدة “ البردة “الأم “ للبوصيري “ و قصيدة “ نهج البردة “ لأحمد شوقي، وبعض قصائد شعراء الصوفية، و يتضمن الأداء في فن “ المالد “ قصيدة يتبعها تواشيح، والفصل الواحد يحتوي على أكثر من قصيدة دينية، وأكثر من “ توشيح”. وعادة يبدأ المنشد في القصيدة، ومن ثم يبدأ التوشيح الذي تردده جماعة المنشدين بكاملها ومعهم المنشد بينما تطلق مجموعة “الرداية” صياحاتها مثل “اللاهو- هاه - ها” وذلك على الإيقاع الديني عادة ما بين ساعتين إلى ساعتين ونصف، وتؤدي الفرقة خلالها أربعة أو خمسة فصول، ولا مانع من مشاركة بعض الحضور إذا كانت لديهم دراية بأداء من” المالد خطب وقصائد يرجع المسلمون الذين يحتفلون بالمولد النبوي بداية الاهتمام بهذا اليوم إلى الرسول الكريم ـ عليه الصلاة والسلام ـ نفسه حينما كان يصوم يوم الاثنين من كل أسبوع، ويقول “هذا يوم ولدت فيه”، وذكر الإمام السيوطي أن أول من احتفل بالمولد النبوي بشكل كبير ومنظم هو صاحب أربل الملك المظفر أبو سعيد كوكبرى بن زين الدين علي بن بكتكين، والذي وثقه علماء السنة بأقوالهم. وعادة ما كان هذا الاحتفال يتنوع في مظاهره، فمنهم من يجعله مجرد اجتماع تقرأ فيه قصة المولد النبوي الشريف، أو تقدم فيه خطب وقصائد، ومنهم من يصنع الطعام والحلوى وغير ذلك، ويقدمها لمن يحضر، ومنهم من يقيمه في المساجد، ومنهم من يقيمه في البيوت. ويقول ابن كثير: “كان يعمل المولد الشريف في ربيع الأول ويحتفل به احتفالاً هائلاً، وكان شهماً شجاعاً بطلاً عاقلاً عالماً عادلاً وأكرم مثواه. كما يقول ابن خلكان في ترجمة الحافظ أبي الخطاب ابن دحية: «كان من أعيان العلماء ومشاهير الفضلاء، قدم من المغرب فدخل الشام والعراق واجتاز بإربل سنة أربع وستمائة فوجد ملكها المعظم مظفر الدين بن زين الدين يعتني بالمولد النبوي فعمل له كتاب (التنوير في مولد البشير النذير)، وقرأه عليه بنفسه فأجازه بألف دينار»[14]. وقد اعتاد المسلمون منذ قرون على الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف بتلاوة السيرة العطرة لمولده عليه الصلاة والسلام، وذكر الله، وإطعام الطعام والحلوى حُباً في النبي صلى الله عليه وسلم وشكراً لله تعالى على نعمة بعث النبي صلى الله عليه وسلم برسالة الإسلام. ومن البدع الحسنة الاحتفال بمولد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهذا العمل لم يكن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولا فيما يليه، إنما حدث في أوائل القرن السابع للهجرة، وأول من أحدثه ملك إربل وكان عالما تقيًّا شجاعا يقال له المظفر. أئمة السنة وردت نصوص كثيرة لعلماء السنة يجيزون فيها الاحتفال بالمولد النبوي. السيوطي، الذي قال: “عندي أن أصل عمل فيقول السخاوي، عن المولد النبوي:”لم يفعله أحد من السلف في القرون الثلاثة، وإنما حدث بعدُ، ثم ما زال أهل الإسلام من سائر الأقطار والمدن يعملون المولد ويتصدقون في لياليه بأنواع الصدقات ويعتنون بقراءة مولده الكريم، ويظهر عليهم من بركاته كل فضل عميم”. أما ابن الحاج المالكي، فقال: “فكان يجب أن نزداد يوم الثاني عشر في ربيع الأول من العبادات والخير شكرا للمولى على ما أولانا من هذه النعم العظيمة وأعظمها ميلاد المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم”. وقال أيضا: “ومن تعظيمه صلى الله عليه وآله وسلم الفرح بليلة ولادته وقراءة المولد”. ويرى الحافظ عبد الرحيم العراقي، إن اتخاذ الوليمة وإطعام الطعام مستحب في كل وقت فكيف إذا انضم إلى ذلك الفرح والسرور بظهور نور رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الشهر الشريف ولا يلزم من كونه بدعة كونه مكروها فكم من بدعة مستحبة قد تكون واجبة”. كما ينقل الحافظ شمس الدين ابن الجزري، عن الحافظ السيوطي قوله: “ثم رأيت إمام القراء الحافظ شمس الدين ابن الجزري قال في كتابه المسمى “عرف التعريف بالمولد الشريف” ما نصه: قد رؤي أبو لهب بعد موته في النوم فقيل له: ما حالك؟ فقال: في النار إلا أنه يخفف عني كل ليلة اثنين، وأمص من بين أصبعي ماء بقدر هذا- وأشار لرأس أصبعه -، وأن ذلك بإعتاقي لثويبة عندما بشرتني بولادة النبي صلى الله عليه وسلم وبإرضاعها له. فإذا كان أبو لهب الكافر الذي نزل القرآن بذمه جوزي في النار بفرحه ليلة مولد النبي صلى الله عليه وسلم به فما حال المسلم الموحد من أمة النبي صلى الله عليه وسلم يسر بمولده ويبذل ما تصل إليه قدرته في محبته صلى الله عليه وسلم، لعمري إنما يكون جزاؤه من الله الكريم أن يدخله بفضله جنات النعيمة”. أما أبو شامة “شيخ النووي”، فيقول: “ومن أحسن ما ابتدع في زماننا ما يُفعل كل عام في اليوم الموافق لمولده صلى الله عليه وآله وسلم من الصدقات، والمعروف، وإظهار الزينة والسرور، فإن ذلك مشعرٌ بمحبته صلى الله عليه وآله وسلم وتعظيمه في قلب فاعل ذلك وشكراً لله تعالى على ما منّ به من إيجاد رسوله الذي أرسله رحمة للعالمين”
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©