الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

ناشرون ومترجمون: مشروع كلمة إنجاز يحلم به القارئ العربي

ناشرون ومترجمون: مشروع كلمة إنجاز يحلم به القارئ العربي
22 نوفمبر 2007 02:37
من بين الكتب الستة التي تم إصدارها ضمن مشروع ''كلمة'' لإحياء الترجمة في العالم العربي الذي تقيمه هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، والذي بدأ مؤتمره أمس ·· كتاب ''العلامة تحليل المفهوم وتاريخه'' لامبرتو ايكو الذي قام المركز الثقافي العربي في بيروت بطباعته بالتعاون مع مشروع ''كلمة'' والذي ترجمه إلى العربية المترجم المغربي سعيد بن كراد الذي عرف بمساهمته الكبرى في ترجمة تاريخ الجنون لفوكو ايضاً وراجع الكتاب المترجم العراقي سعيد الغانمي الذي كانت اسهاماته كبيرة أيضاً في عدة ترجمات مهمة للغة العربية عن الانجليزية· والتقت الاتحاد بـ''حسن ياغي'' مدير ومؤسس المركز الثقافي العربي في بيروت لتحاوره حول الجهود المبذولة والنتائج التي سيحققها مشروع ''كلمة'' في احياء الترجمة في العالم العربي، وخاصة أنه اسهم في طبع كتابين مترجمين ضمن الستة كتب الأولى وهما ''العلامة'' و''كافكا على الشاطئ'' وهل هناك حركة احيائية الآن يمكن ان يعول عليها، وتوقعه الى أي مدى يمكن ان يستمر هذا المشروع الرائد في تفعيله لحركة الترجمة· حوار معرفي يقول حسن ياغي: في البداية إنني متحمس جداً لموضوع الترجمة واعتبر أن الترجمة ليست مجرد نقل ثقافة الى ثقافة أخرى ولا هي حتى في المفهوم الذي ساد لسنوات ''تثاقف'' انها من وجهة نظري حوار معرفي وتواصل وهي اليوم أمر ضروري لأن العالم كما اتجه نحو مفاهيم شبه موحدة لقراءة التراث الإنساني فلا يمكن مثلاً ان نتحدث اليوم عن الخطاب بالمعنى الذي كان عليه الأمر قبل قرن ولا عن قراءة النص ولا عن استعادة الفلسفة دون هذه المفاهيم التي صارت تحكم قراءتنا· عقل متنور كما قال ياغي: أنا في الحقيقة لا أعتقد ان هناك سبيلاً لقلب الأشياء إلا إذا استخدم طرف ما شكل العنف أو السيطرة وهذا ليس مهماً للمشتغلين في المعرفة، لا يوجد أحياء من وجهة نظرنا، هناك تواصل وتراكم، عليك ان تبدأ وان تكون مستعداً دائماً لأن تنتقد تجربتك وغير ذلك يكون ادعاء فارغاً ومجرد أوهام· وأنا شخصياً أطرح هذا السؤال على نفسي أيضاً وليس عندي جواب وأنا عندي رجاء أو أمل بأن خلف هذا المشروع عقلاً متنوراً يدرك ان هذه الاشياء لا تبنيها الخطب بل القناعة الكبيرة والسعي الحثيث من أجل ايجاد اللبنات الأولى أو القاعدة الأولى لبناء هذا التراكم، حتى الآن عندي تخوفات كثيرة بسبب التجارب التي مرت، لكني أقول لنفسي ان ما يدهشني ليس الخيبة، فقد تعودنا على الخيبات، ما يدهشني هو أن نضع أساساً حقيقياً لكي نسير على طريق المشاركة في بناء هذا العالم، وهذا ما أرجوه من ''كلمة''· نظرة إيجابية أما المترجم سعيد بن كراد فيقول: بالتأكيد نظرة ايجابية جداً لأسباب لعل أهمها ما يتعلق باللغة ذاتها، فلا بد من القول بعدم وجود لغة قادرة على تطوير نفسها استناداً الى امكاناتها الذاتية، فالكائن الحي يشهد جزءاً كبيراً من ديناميكيته الداخلية استناداً الى محيط مباشر أو ضمني· وهي الفكرة ذاتها التي تصدق على الثقافة، فاللغة ليست وعاء فارغاً ولا كيانا سلبيا، انها على العكس من ذلك طريقة للرؤية ونمط العيش، وهي فوق هذا وذاك اسلوب في تقطيع المدرك الموضوعي وهو تقطيع يختلف من لغة الى أخرى وهي القضايا التي يعرفها المترجمون كثيراً عندما يجدون أنفسهم أمام مصطلحات لا معادل لها في لغتهم، لا لعجز اللغة بل لقصور الفكر المحلي على تحديد مناطق تحتاج الى تغطية لسانية· وأعتبر الترجمة الاخيرة لكتاب ايكو ''العلامة'' في إطار المشروع المهم الذي تقدمه ''كلمة'' شرفاً لي واعترافاً بمجهوداتي وجهود كل المترجمين العرب· مشروع ''كلمة'' ويعقب المترجم سعيد الغانمي ناظراً الى حركة احياء الترجمة العربية الذي يضطلع به مشروع ''كلمة'' بقوله: يمكن القول ان كل شيء يدور حول الترجمة، فالترجمة ليست عملية نقل للكلمات من لغة الى لغة أخرى وحسب، بل هي جسر يمتد بين ثقافتين، وحين نترجم فإننا لا نفتقر بالقيام على عملية تعرف على الآخر، بل الترجمة تشمل هذا وتفيضا عنه باتجاه التعرف على الذات من خلال الآخر· وبهذا المعنى المعرفي للترجمة نكون جميعاً مترجمين خارجين فوراً من برج بابل اللغات المتعددة·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©