حين رأيته توقعت أني مع شخصية دبلوماسية أو نجم من النجوم الذين امتلأت بهم سماء المجتمع في الآونة الأخيرة، فعطره النفاذ وملابسه الأنيقة أثارت فضولي·· إلا أنني حين اطلعت على الكادر الخاص به تبخر كل ما رسمته مخيلتي عن مهنة هذا الرجل، ففي بند المهنة كتب·· ''رجل أعمال''·
أصابتني الدهشة الشديدة من ذلك، فهي المرة الأولى التي أرى فيها هذا المسمى الوظيفي، إلا أن ذلك اللفظ لم يقع غريبا على مسامعي، فلقد مر بي في العديد من المواقف·· ليس أقرب من ما تعرض له بعض الزملاء من وقائع النصب والاحتيال على يد البعض ممن يطلقون على أنفسهم لقب ''رجل أعمال الباطن''·· الذين لا يفقهون في مهنة الأعمال إلا المطالبة بالنقود بسبب وبغير سبب، وليس أغرب من شخص يحادثك من برج عاجي بناه من ''لا أعماله'' وهو لا يعرف هل سيكفي ما في جيبه من نقود لشراء وجبة العشاء! أو كيف سيقضي الليلة في غرفة يتقاسمها مع خمسة أشخاص لا يستطيع النوم فيها سوى واقفٍ!
وتساءلت في قرارة نفسي: لماذا لا تقنن تلك المهنة ويوضع لها شروط ومعايير رقابية وتتولى مسؤولية الإشراف على ممتهنيها جهة حكومية مسؤولة تستطيع تقوية دورها الفعال في البناء الاقتصادي، وأن تصل بتلك المهنة المهمة إلى قدر عال من الشفافية نستطيع من خلاله معرفة محترف المهنة من مدعيها، فلا يُظلم عندئذ رجال الأعمال الحقيقيون·· وحتى يحدث ذلك لن أدهش لو وجدت ناطور البناية التي أسكنها إذا طلبت منه شيئا يجيبني: عفواً·· أنا رجل أعمال!
سامح الليثي
عدد اليوم
