واجه مستخدمو وسائل النقل العام في منطقة باريس الكبرى وحركة القطارات في أنحاء فرنسا أمس يوماً جديداً من الفوضى المرورية واضطراب خدمات النقل العام في الوقت الذي يستعد فيه أعضاء النقابات العمالية بهذا القطاع للتصويت على قرار إنهاء الإضراب المستمر منذ ثمانية أيام· وتم تسيير واحد من كل 3 أو 4 قطارات مترو أمس، في حين تعمل شبكة الحافلات العامة بنسبة 70% من طاقتها الطبيعية تقريباً على حد قول شركة ''آر·أيه· تي· بي'' لشبكة مترو الأنفاق فى باريس وهو ما يمثل تحسنا طفيفاً في قطاع النقل العام· في الوقت نفسه، ذكرت شركة ''إس·إن·سي·إف'' أن حوالي اثنين من كل ثلاثة قطارات فائقة السرعة ''تي·جي·إف'' بدأت تعمل اليوم في الوقت الذي تعود فيه حركة القطارات على الخطوط الطويلة والمحلية إلى حالتها الطبيعية ببطء· وكانت المفاوضات بين ممثلي الحكومة الفرنسية وعمال النقل العام المضربين قد بدأت أمس الأول، وقال مسؤولون نقابيون إن أعضاء نقابات العمال صوتوا في 48 نقابة فرعية على العودة إلى العمل بعد أن بدأت أمس الأول مفاوضات حول إنهاء الإضراب· وتتمثل الشرارة التي أشعلت هذا الإضراب في اعتزام الحكومة إدخال تغييرات على نظام التقاعد، ستلغى بموجبها امتيازات تقاعد خاصة يتمتع بها حوالي نصف مليون عامل في قطاعي النقل والطاقة، ووفقاً لتقديرات حكومية فإن الإضراب كلف الاقتصاد الفرنسي حتى الآن أكثر من 400 مليون يورو· وامتدت أمس اضطرابات تعديلات التقاعد من فرنسا إلى اليونان، فقد بدأت نقابات الأطباء وموظفى البنوك والصحفيين في اليونان أمس سلسلة من الإضرابات احتجاجا على تعديلات نظام التأمينات الاجتماعية·
ودعا موظفو البنوك والعاملون في قطاع الرعاية الصحية الأعضاء في صندوق التأمين الاجتماعي باليونان إلى إضراب عن العمل لمدة يومين في حين سيواصل المعلمون والصحفيون إضرابهم حتى يوم 27 نوفمبر الحالي الأمر الذي سيؤدي إلى اضطراب صدور الصحف ونشرات الأخبار في الإذاعة والتلفزيون· وذكرت نقابة الصحفيين القوية في اليونان أنها ستشارك أيضا في الإضراب العام باليونان يوم 12 ديسمبر المقبل وهو ما يمثل رسالة واضحة عن استياء اليونانيين من سياسات الحكومة اليمينية المحافظة التي أعيد انتخابها منذ شهرين فقط· وقال يانيس باناجوبولوس رئيس نقابة جي·إس·إي·إي أكبر نقابة عمالية في اليونان إن العمال اليونانيين وكذلك اصحاب المعاشات استمدوا حماسهم للمشاركة في الإضراب من حركة الاحتجاجات العمالية الراهنة في فرنسا ضد تعديل نظام التقاعد أيضا· وتعارض النقابات العمالية في اليونان خطط تعديل نظام التقاعد التي يقولون انها ستؤدي إلى زيادة سن التقاعد وتقليل مستحقات ملايين العمال الذين سيحالون إلى التقاعد في المستقبل· كان وزير العمل اليوناني فاسيليس ماجيناس قد كشف عن هذه التعديلات الأسبوع الماضي وتتضمن اعادة تنظيم صناديق التقاعد في اليونان من أكثر من 100 صندوق إلى 8 صناديق فقط·
عدد اليوم
