الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

عيد استقلال حزين ومتشائم في لبنان

عيد استقلال حزين ومتشائم في لبنان
23 نوفمبر 2007 02:43
غابت مظاهر الفرح والابتهاج عن لبنان أمس في عيد استقلاله الـ64 وحلت مكانها أجواء تشاؤم وقلق على المستقبل في ظل الوضع السياسي المتأزم بفعل الفشل في التوافق على اسم رئيس جديد للجمهورية مع انتهاء المهلة الدستورية اليوم الجمعة· ومرت المناسبة حزينة وسط تجمد حتى عبارات التهنئة بالعيد بين اللبنانيين· فيما وحدهم شهداء الاستقلال تسلموا أكاليل الزهور على أضرحتهم ونصبهم التذكارية، لكن من دون أي احتفال في أنحاء لبنان· وألغي العرض العسكري الذي كان يقام سنويا· فيما جال قائد الجيش ميشال سليمان على رأس وفد من مجلس القيادة على الرؤساء اميل لحود ونبيه بري وفؤاد السنيورة مهنئاً· واحتفلت قيادات المناطق العسكرية بالعيد بعروض عسكرية رمزية ووضعت أكاليل الزهور على نصب الجندي المجهول وسط تأكيد سليمان على دور الجيش في صون الأمن والاستقرار والحفاظ على المؤسسات العامة والخاصة واعتبار أي اعتداء خيانة وطنية وكل سلاح يوجه الى الداخل سلاح خائن· في وقت نظمت جمعية ''فرح العطاء'' مسيرة صامتة رفعت خلالها العلم اللبناني وشعارات مؤيدة للاستقلال قرب نصب الجندي المجهول في المتحف الى ساحة الشهداء في وسط العاصمة· وعززت الشرطة والجيش الإجراءات الأمنية في بيروت على وقع شائعات فسرها المحلل السياسي جورج علام بأنها تعبير عن حالة يأس وخوف كاملين· وقال صاحب محل في أحد أحياء بيروت ''إما أن ننتخب رئيسا أو نواجه المجهول''· وقال طالب مقرب من زعيم ''القوات اللبنانية'' سمير جعجع ''ما من احد يريد حربا·· الفكرة مرعبة جدا جدا''· فيما قالت ليلى صعب الموالية للزعيم الدرزي وليد جنبلاط: ''لا المعارضة ولا الاكثرية تريد الحرب لكن الاطراف أدركت أن ثمة إمكانية لاندلاع العنف في الشوارع·· لقد ثبت أن فتيل العنف قابل للاشتعال في بيروت بسرعة وانه يمكن أن يتحول بسهولة إلى حريق شامل يجتاح البلاد بأسرها''· وقال سامي حداد وهو طالب موال للقيادي المعارض النائب ميشال عون: ''اننا نخاف على مستقبل هذا البلد ولا يزال لدينا علامة مشجعة تتمثل في الجيش لحمايتنا''· وقالت ساندرا هادشيتي وهي معتدلة ''إن اللبنانيين صاروا بعد الحرب التي استمرت 16 عاما أكثر ادراكا لنتائج الحروب الاهلية لكن الحروب يمكن أن تندلع على يد قادة يعوزهم الاحساس بالمسؤولية ولا يستطيعون أن يتخلوا عن مصالحهم الشخصية من اجل بلدهم وشعبهم''· فيما استبعد ثلة من المحللين السياسيين من بينهم الكاتب البريطاني روبرت فيسك إمكانية اندلاع حرب أهلية طالما ظل الجيش متحدا، وقال فيسك ''لقد نضج اللبنانيون بعد سنوات حربهم الطويلة''· ووصفت دراسات حديثة لبنان بانه بات بلد الشيوخ، مشيرة الى أن متوسط عمر القاطنين فيه بات أكثر من 40 عاماً، وارجعت أسباب هذه الظاهرة إلى هجرة الشباب المتنامية والمثيرة للقلق حتى أن المرجعيات السياسية جعلت من ملف الهجرة ملفا سياسيا يتم استثماره بامتياز· ولا توجد إحصائيات مؤكدة حول عدد المهاجرين ولا أماكن تواجدهم، فثمة من يقول إن عددهم 16 مليوناً، لكن هذا الرقم مبالغ فيه كثيرا· إلا أن الاعتقاد السائد أن عددهم يبلغ 11 مليونا في حين أن عدد المقيمين في لبنان من اللبنانيين لا يزيد عن أربعة ملايين نسمة· وأشار ''مركز دراسات الانتشار اللبناني'' الى انه بعد حرب يوليو 2006 هناك نحو 60,5% من اللبنانيين المقيمين أبدوا رغبتهم في الهجرة وأن 80 % منهم من حملة المؤهلات العليا والماجستير·
المصدر: بيروت
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©