السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

إبراهيم الخالدي يقرأ الحكاية في الشعر النبطي

إبراهيم الخالدي يقرأ الحكاية في الشعر النبطي
1 مايو 2009 00:32
نظمت أكاديمية الشعر التابعة لهيئة أبوظبي للثقافة والتراث أمس الأول في المجمع الثقافي بأبوظبي محاضرة بعنوان ''الحكاية في الشعر النبطي بين الوهم والفائدة التاريخية'' قدمها إبراهيم حامد الخالدي الباحث الكويتي في الموروث الشعبي، بحضور عدد من الأدباء والكتاب، والمهتمين بالتراث الثقافي الشعبي• وفي تقديمه للأمسية قال الناقد سلطان العميمي مدير أكاديمية الشعر: إن جهود الباحث إبراهيم الخالدي بدت واضحة في ميدان التراث الشعري العربي الشعبي• وحفرياته توثق الأحداث التاريخية وتصوب للكثيرين• وأشار العميمي إلى إصدارات الخالدي في مجال الموروث الشعبي والتي أهمها ''المستطرف النبطي''، و''طواريق النبط'' و''المعلقات النبطية''، و''المصور البدوي''، و''الجامع المختصر للعزاوي''، و''الألقاب عند البدو والحضر''• واستهل إبراهيم الخالدي محاضرته بمقدمة عن تاريخ الشعر النبطي وقال: ''عندما كان الشاعر النبطي في بداية ظهور هذا الشعر ''قبل ابن خلدون بزمن'' يبدأ قصيدته بالفعل المضارع ''يقول''، فإنه كان يعبر عن رؤيته للقصيدة كرسالة لابد لها من أن تبدأ باسم المرسل، وفي إطار هذه الرسالة ارتبط الشعر بفن الحكاية منذ وجوده، فمحتوى الرسالة كان يحوي المشاعر والأخبار والحكايات أحياناً، ولنا في ملاحم ''هوميروس'' دلائل قديمة على هذا الارتباط بين الشعر عموماً، وبين فن الحكاية، ولم يكن الشعر العربي بعيداً عن أجواء الحكاية في عصره الجاهلي والعصور الذي تلته• وأضاف'' بالنسبة للشعر النبطي، فإننا نجد هذا الترابط يتأكد فعلياً من خلال المعرفة بأن أقدم النماذج النبطية التي وصلتنا كانت مرتبطة بسير قصصية مثل السيرة الهلالية ورحلة الضياغم وسيرة الزير سالم وغيرها• وتطرق الخالدي إلى مفهوم وجذر ''السالفة'' حيث أشار إلى أن كثيراً من القصائد النبطية القديمة تلتصق بحكايات وسوالف ومناسبات تقدم تفاسير تكون ضرورية أحياناً للتفاعل مع النص، وفهم كثير من تفصيلاته ورموزه وفي أحيان كثيرة يجنح الخيال بالرواة إلى اختراع خرافات وارتكاب أوهام لا علاقة لها بالقصيدة• وعزا الباحث مصطلح السالفة إلى كونها ترديداً لحادثة سلفت أي مضت وقال: ''ومن هنا فالمستمع يفترض مصداقيتها وفعلية حدوثها من باب التبجيل للموروث ولكل ما هو قديم''• ثم تطرق الخالدي إلى خصائص الرواية الصادقة والكاذبة وقال: ''إن السالفة تنقل في الغالب مشافهة، فدقتها، وصدقيتها تعتمد على دقة وصدقية رواتها المتعاقبين، أما كذبية الرواية فتدخل لدى الرواة من باب ''تمليح السالفة'' وهو التبرير الشعبي الموروث للزيادات''• وأشار الخالدي إلى موضوع تقييم السالفة التي يرى أنها تتم عبر ''المقارنة بين مختلف الروايات للسالفة الواحدة، وربط السالفة بسياقها التاريخي والتفكر في منطقية أحداثها ومطابقتها لواقع الحال وطبائع الأمور• وأكد أن متلقي الرواية يجب ألا يسلم بحرفية النص المروي له إن وجد فيه اختلالاً واضحاً كما أن عليه أن يقيم الراوي المأخوذ عنه الرواية من حيث ''قوة الذاكرة، ورجاحة العقل واتساع المعرفة وأمانة النقل وقربه الزمني والجغرافي من السالفة المروية''• وتحدث الباحث عن أوهام السالفة وانتقد من خلال هذا المفصل العديد من السوالف التي لم تؤرخ بشكل دقيق حيث تداخلت في تفسيرها الأحداث لدى من تناولها من الكتاب وانتقد كتاب ''الإبل في التراث الشعبي الفلسطيني'' للباحث سليم عرفات المبيض الصادر عام 1993 عن الهيئة المصرية للكتاب وكتاب ''الشعر البدوي في الجزيرة العربية'' للمؤلف العراقي جواد أحمد العامل الصادر عام 2009 عن الدار العربية للموسوعات• وأكد الباحث و ضمن مفاصل عنوان دراسته على الفائدة التاريخية للمروية من حيث المعلوماتية ومناسبتها للقصيدة كوثيقة تاريخية ليست منزهة عن الشك، وطرح مفهوم الاعتماد على القصيدة تاريخياً عبر تساؤلات منها هل يصح الاعتماد على حكايات الآباء والأجداد كمصدر موثوق لأحداث تاريخية؟ ثم تطرق الباحث إلى مستويات الحكاية التي فصلها إلى المستوى الأول باعتبار نص الحكاية مقدمة للنص الشعري• والمستوى الثاني أن تروي الحكاية داخل القصيدة بشكل قصصي والمستوى الثالث أن تحتوي القصيدة على إشارة تحيل إلى قصة معروفة دون تفصيلها• وناقش الحضور مع الباحث مجمل هذه الطروحات، ثم كرمت أكاديمية الشعر الباحث لجهوده في ميدان البحث الأصيل
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©