الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

كتاب ألماني جديد يرصد التاريخ المشترك بين العرب وأوروبا

كتاب ألماني جديد يرصد التاريخ المشترك بين العرب وأوروبا
1 مايو 2009 00:52
صدر حديثا في ألمانيا عن دار نشر كولهامر بمدينة شتوتجارت كتاب جديد للمستشرق الألماني الفريد شليشت تحت عنوان '' العرب وأوروبا •• 2000 عام من التاريخ المشترك بين الشرق والغرب''، والذي يسلط الضوء على الصراعات واختلافات الرؤيا بين العرب وأوروبا خلال ألفي عام• وقد قام الفريد شليشت المتخصص في الدراسات الشرقية والمستشار الثقافي في وزارة الخارجية الألمانية في كتابه بدراسة الاحتكاكات الأولية في العصور العربية والأوروبية القديمة، وأتبع ذلك بالفتوحات الإسلامية التي وصلت حتى أسبانيا، كما ركز أيضا على تحليل الحروب الصليبية والمواقف التي لا تتماشى مع الدين، وقام بوصف العلاقة بين ''الشرق'' و''الغرب'' من فترة الخلافة العثمانية حتى أحداث الحادي عشر من سبتمبر عام 2001 م • وتناول المستشرق الألماني في كتابه فترة الاستعمار كإحدى أهم محطات الصراع العربي الأوروبي، وبينما كان مصطلح الاستعمار يُفسر تلقائيا بالرقابة والسيطرة الأجنبية فنّد شليشت الآثار الإيجابية الأولية، منها الاندماج في السوق العالمية والازدهار الاقتصادي والتقدم الثقافي، بيد أن ذلك تبدل بسرعة وأصبحت أوروبا تنظر إلى العالم العربي على أنه مسرح لمصالحها الشخصية ولم يعد بعد شريكا لها، وذلك لأن أوروبا تعني بالنسبة للعالم العربي تحديا وارتباكا وخطرا وفرصة لإنعاش الفكر والاستفزاز الثقافي، ثم أتبع الكاتب ذلك بدراسة الصراع الشرق أوسطي كعبء كبير على العلاقات الأوروبية العربية في القرن العشرين، وأكد أن الصراع الشرق أوسطي لم ينتج بأي حال من الأحوال من الصراع الديني أو العقائدي ولكن من الصراع حول الأرض بين الفلسطينيين والإسرائيليين• وفي هذا السياق انتقد شيلشت ألمانيا بوصف أن ''الظلم الذي وقع على اليهود الألمان أدى إلى ظلم الفلسطينيين••• ولم يشأ المرء الانتباه لذلك ••••• وصرف المرء بكل سهولة الأنظار عن 'ضحية الضحايا'''، ويرى شيلشت أن سياسة ألمانيا الخارجية استطاعت مع الوقت أن ''تتخلص من قيودها''، وأصبح النقد يُوجّه إلى السياسة الإسرائيلية دون التفكير الدائم في شبح الماضي النازي• ولم يغفل المستشرق الألماني في كتابه التركيز على الإسلام في أسبانيا ، ومرّ في هذه الفترة مرور الكرام على الآثار السيئة التي خلّفتها الفتوحات الإسلامية وحروب استرداد أسبانيا، وألقى الضوء على المؤثرات الدائمة للحكم العربي الإسلامي الطويل على التاريخ الأسباني المليء بالصراعات والتبادل الثقافي• ويرى الكاتب أن التطور الآخر للعالم العربي لا يمكن فهمه دون أخذ التأثير الأوروبي بعين الاعتبار، وتمكن من خلال التأثير الأوروبي فقط أن يدرك كيف ترقّى الضابط محمد علي ليصبح أهم رجل في مصر والذي كان على قناعة أن الشرق لا بد أن يتعلم من الغرب، فهذه القناعة جعلته يستطيع التخلص من المعايير والتقاليد المألوفة وأن يشق طريقا جديدة لتخليص مصر من الرقابة العثمانية، ويقول شليشت إن تقدّم مصر لم يكن ممكنا دون التأثير الأوروبي عليها وبهذا ''أصبحت أوروبا لأول مرة قدوة في بلد عربي ونموذجا للتجديد والتغلب على الرجعية، كما وصف الكاتب العلاقات الحالية بين العرب وأوروبا على أنها خليط بين التعاون والمواجهة، ويرى أن ''الحوار الثقافي'' والإرهاب و''الأصولية الإسلامية'' والبحث عن الهوية الشخصية أضحت اليوم موضوعات تحدد معالم الشرق والغرب، كما أن ''الرجوع إلى الإسلام نتج كرد فعل تجاه النفوذ الأميركي الأوروبي''، موضحا أن العلاقة بين العرب والأوروبيين تتسم بالمتناقضات بين تعاون وشك وبين حروب وتحالف وبين تبادل ورفض
المصدر: برلين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©