الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الريف يضخ دماءً جديدة إلى عالم الأعمال السوري

الريف يضخ دماءً جديدة إلى عالم الأعمال السوري
23 نوفمبر 2007 23:02
رغم افتقار الريف السوري إلى الخدمات ومعاناته من استمرار الهجرة إلى المدن مع تردي احوال الزراعة في بعض المناطق وغياب البنى التحتية، فإن عدداً من النساء بدأن في شق طريقهن نحو عالم الأعمال من هذا الريف· وكانت ليلى حمدان قروية بسيطة تكسب قوت يومها بالكاد قبل ان تنشئ مشغلا بدعم من مركز تنمية محلي لتطريز ألبسة وملاءات عليها رسومات مستوحاة من أساطير المنطقة؛ وأشكال هندسية مبهمة لمن يراها للمرة الأولى تقول ليلى انها تمثل حروفا ورموزا للحب والحياة والازدهار من مدينة اوغاريت القديمة على ساحل المتوسط· وليلى شريكة في مشروع مشغل (الورد غان) نفس اسم مملكة أسطورية حكمتها امرأة تحب الأزياء· وتقول الأسطورة إن الملكة بوغيت كانت تعتبر الخياطين ومصممي الأزياء من علية الشعب، وتشير ليلى إلى المطرزات التي تمثل قصصا وحكايات من تاريخ المملكة البائدة، فرمز مشابه لاحد الحروف الانجليزية يعني الفارس والمثلث يمثل الملكة، وقالت ليلى: ''اشعر اني احد أولائك الخياطين الأسطوريين للملكة، كنت اعمل في الخياطة وحدي لأتمكن من ان أساعد زوجي في المصروف والآن العمل يكبر واستطيع ان اجني مالاً أكثر''، ومنذ أشهر قررت ليلى مع أربع نساء من قرى مجاورة التجمع لانشاء المشغل بمساعدة مركز أعمال المرأة الريفية الذي يقدم المشورة والتدريب والتأهيل لأكثر من 600 امرأة في عين التينة وثماني قرى اخرى· وتعتبر منطقة عين التينة والقرى المحيطة بها من اكثر المناطق اهمالا على الساحل السوري حيث تدنى عدد سكانها بضعة الاف يعمل اغلبهم في الوظائف الرسمية او في البناء، وقال فجر غضبان احد مسؤولي المركز الذي ساهم الاتحاد الاوروبي في تمويله ''لا يوجد هنا أي من اشكال الورش الاسرية أو الادخار الشخصي مما يزيد صعوبة عملنا، كان الناس هنا يظنون اننا اتينا لنؤمن لهم وظائف، لم يكونوا مستعدين بعد لفكرة الدخول في مجال الأعمال الحرة''· ويقدم المركز دورات بأجور لا تتجاوز ثلاثة دولارات للمنتسبة يعمل من خلالها على تحسين قدرات نساء الـــقرى في مجال ادارة الاعمال الخاصة والاسرية الصغيرة، ويساعد المركز النساء في هذه المنطقة الفــــقيرة من خلال ورش عمل وقروض لإنشاء مشاريع متــنوعة من تصنيع الحلي والحرير والالبسة إلى صناعة الصابـــون والعسل والجبن معتمدا على عمالة متخصصة في التواصل مع المجتمع الريفي وتدريب النساء على المهن اليدوية وإعداد الدراسات المالية· وقالت ميادة دللاله الشابة التي تلقت تدريبا في المركز وحصلت على قرض لإنشاء مركز للكمبيوتر في قريتها بستا إن المشاريع الحرة لا تزال تعاني من صعوبة في الاستمرار بالمناطق الفقيرة، وحاولت ميادة تشغيل مركزها ولكن غياب وسائل المواصلات وخطوط الهاتف جعله خاويا اغلب الوقت مما دفعها إلى اعطاء دروس خصوصية في محاولة لتأمين اقساط القرض· وبالرغم من الصعوبات فإن مدير المركز ألفريد سعادة يعتبر المشروع خطوة هامة نحو تحسين مستوى المعيشة لسكان الريف· وقال: ''انها تجربة مختلفة وواعدة ومزدهرة· ان لتمكين المرأة اثراً ايجابياً على الحياة الاجتماعية وعلى الحراك الاقتصادي في هذه المنطقة''·
المصدر: سوريا
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©