الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أجهزة «الكمبيوتر الدفتري» تتراجع أمام هجوم الكمبيوتر اللوحي

أجهزة «الكمبيوتر الدفتري» تتراجع أمام هجوم الكمبيوتر اللوحي
14 فبراير 2011 21:20
لو سألك سائل: ما أعظم تطور شهده علم الكمبيوتر خلال السنة الماضية؟، فسوف يغفر لك لو أنك نسيت أن تجيبه بأنه جهاز الكمبيوتر المحمول أو “الدفتري” netbook، الذي انخفض سعره في بعض الأحيان إلى نحو 300 دولار. والآن، وفي هذا الزمن الذي تتغيّر فيه الأشياء وأولوياتها بسرعة عجيبة، بدأ الكمبيوتر اللوحي هجمته القويّة ليحتل مكانته في قمّة اهتمامات المجتمع الافتراضي. وتقود هذا الهجوم أجهزة مثل “آي باد” من شركة “آبل”، وسلسلة من الطرازات المختلفة من الكمبيوترات اللوحية الجديدة مثل تلك التي تنتجها “سامسونج” و”ديل” و”ريسيرتش إن موشن” و”هيوليت باكارد”. عدنان عضيمة (أبوظبي) - قبل أقل من سنتين، وفي عام 2009 بالتحديد، كان الخبراء ينظرون إلى أجهزة “النيتبوك” باعتبارها القوّة المزلزلة التي هزّت الأرض، وهي التي امتلكت القدرة الكافية لتغيير اقتصاديات العمل والإنتاج؛ وكانت تقود صناعة برمجياتها شركات رائدة مثل إنتيل ومايكروسوفت. وفي ذلك العام، قفزت مبيعات أجهزة “النيتبوك” إلى القمّة لتصل إلى 7.5 مليون جهاز في الولايات المتحدة وحدها، وإلى 34 مليون جهاز في العالم؛ إلا أن هذا المدّ القوي لأجهزة النيتبوك بدأ بالانحسار التدريجي خلال عام 2010. وأثبتت إحصائيات حديثة أن مبيعات أجهزة “النيتبوك” في موسم أعياد الميلاد ورأس السنة لعام 2010، انخفضت بنسبة 38? عما كانت عليه في موسم أعياد عام 2009. ويرى الخبراء أن قصّة “النيتبوك” تقدم للمدراء التنفيذيين والمحللين الاقتصاديين دروساً حول القدرة الهائلة على الابتكار والاختراع التي تميّز العصر الحديث، وعن الاستراتيجيات الصناعية الجديدة التي تسود الأسواق. ولعل مما يثير التساؤل والاستغراب أن تراجع الإقبال على أجهزة “النيتبوك” حدث قبل ظهور “آي باد” في شهر أبريل الماضي، والذي يعدّ أول كمبيوتر لوحي على الإطلاق، كما أن أجهزة الكمبيوتر اللوحية والنيتبوك لا تنتمي إلى فئة واحدة. ويمكن تصنيف أجهزة الكمبيوتر اللوحية في فئة الكمبيوترات المحمولة الفخمة التي يزيد سعرها عن 500 دولار. ويشير بعض الخبراء إلى أن تراجع مبيعات أجهزة “النيتبوك” لا يعني أنها ماتت، بل إنه يعني أن ما بيع منها أشبع حاجة المستهلكين. ولا بدّ من التذكير هنا بأن أجهزة الكمبيوتر اللوحية تشهد بداية عصرها لا نهايته؛ وتتسابق الآن كبريات الشركات المتخصصة بصناعة الأجهزة الإلكترونية على تطويرها وتخفيض أسعارها في إطار التنافس على سوقها. ويقول المحلل وولتر موسبيرج في مقال نشره في عدد الأمس من صحيفة “وول ستريت جورنال”: “لو أنك حظيت بكمبيوتر لوحي بسعر جهاز الهاتف المحمول ويمكنه العمل بالسرعة الكافية لتشغيل تطبيقات ووظائف الجيل الرابع من شبكات اتصالات الهواتف الخليوية، فلا شك أنك سوف تقفز لاغتنام هذه الفرصة النادرة”. ويشير موسبيرج إلى أن شركة “ديل” لصناعة الأجهزة الإلكترونية، تتعاون الآن مع شركة “تي- موبايل” لتنفيذ هذه الفكرة. وهذا ما دفعهما إلى إطلاق الكمبيوتر اللوحي “ديل ستريك 7” Dell Streak 7 في الأسواق بسعر 200 دولار مع عقد مجاني لتقديم خدمات المحتوى لمدة سنتين. ويمثل “ستريك 7” المحاولة الثانية من شركة “ديل” لمنافسة الكمبيوتر اللوحي “آبل آي باد” الذي يباع بسعر 500 دولار لنسخة الأساس. وهو من دون شك الكمبيوتر اللوحي الأخفض ثمناً على الإطلاق. كما أنه الجهاز اللوحي الأول الذي يمكنه أن يعمل بسرعة البث الخليوي الخاص بتكنولوجيا الجيل الرابع. وهو يشبه كافة الأجهزة اللوحية المنافسة لـ”آي باد” في نظام التشغيل الذي يعمل به وهو “جوجل أندرويد”. ويضاف إلى ذلك أنه مجهّز بتقنية “واي- فاي” للاتصال بشبكة الإنترنت. ومن الميزات الأخرى لـ”ديل ستريك 7” أنه يعمل بمعالج بالغ التطوّر والسرعة من طراز “نفيديا تيجرا 2”، وهو المعالج الناجح الذي سيجد طريقه إلى العديد من طرازات الكمبيوتر اللوحية الجديدة التي ستظهر خلال العام الجاري. ويبدو من الواضح أن سرعة السباق نحو أسواق الكمبيوترات اللوحية أدت إلى ظهور عيوب خطيرة في تصنيعها. ومن ذلك مثلاً أن موسبيرج عمد إلى اختبار أداء “ديل ستريك 7” فاستنتج بأن الجهاز يستحق أن يكون على هذا المستوى من انخفاض السعر، ويقول في وصفه: “إن انخفاض مستوى وضوح صور شاشته ذات السبع بوصات، وبطاريته ذات العمر القصير، وبرمجياته غير الدقيقة، تدعو جميعاً إلى الشعور بالإحباط”. ولعل مثل هذا الاختبار يؤكد على القيمة التشغيلية العالية لأجهزة الكمبيوتر اللوحية الناجحة وعلى رأسها “آبل اي باد” و”سامسونج جالاكسي تاب” حتى لو كان سعرها أعلى. ولا شك أنها هي التي ستطيح بعصر الكمبيوتر المحمول أو “اللاب توب” برمّته.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©