الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

نصّ نصّ لحسن حجّاج·· ثقافة الحياة اليومية

نصّ نصّ لحسن حجّاج·· ثقافة الحياة اليومية
23 نوفمبر 2007 23:20
أقامت صالة ''الخط الثالث'' في دبي أمس الأول معرضاً للفنان الفوتوغرافي المغربي حسن حجّاج بعنوان ''نصّ نصّ''، وهي مجموعة من الصور الفوتوغرافية التقطها الفنان· والفنان يعني بعبارة ''نصّ ونصّ'' معناها الذي يستعمل في المغرب لطلب فنجان من القهوة الممزوج مع الحليب ''نصف قهوة ونصف حليب''، إذ إن استعمال هذه العبارة النموذجية الشائعة في مقاهي ''مراكش'' يجسّد عالم حجّاج الذي تتعايش فيه ثقافة الشوارع في المدن والحياة اليومية، بدءاً بشباب مدينة ''مراكش'' الذين يمتطون الدراجات النارية وصولاً إلى رجال مدينة ''فيس'' الذين يدخنون السجائر، وتصوّر أعمال حجّاج المواطنين الشباب الذين يتخذون ''أوضاعاً'' خاصة في شوارع المغرب· إنها تلتقط، في الوقت نفسه، نظرة الغربيين النمطية إلى شعوب أفريقيا الشمالية· الثقافة المزدوجة ولد حجّاج في ''لاراشي'' في المغرب عام ،1961 ووصل إلى لندن في خضم ''ثقافة النوادي'' الصاعدة في بريطانيا· إذ انغمس في عالم الموسيقى وأسلوب الـ''ريغي''، وموسيقى الـ''هيب هوب'' والموسيقا العالمية، وبدأ يدمج التأثيرات الثقافية الشعبية المنبثقة من تجاربه الثقافية المزدوجة؛ من خلال عمله في مجال تصميم الأقمشة والأثاث، بدأ ''حجّاج'' يبتكر سلعاً هجينةً مثل عباءات التمويه، وشباشب ''غوتشي''، وغطاءات الرأس ''الغترة''، والجلاّبيات المشبعة بالشعارات· وفي بداية الثمانينات، بدأ حجّاج يعود إلى المغرب، وفي الوقت نفسه تقريباً، اشترى آلة تصوير وبدأ يلتقط صوراً للشوارع وللأسواق الانتقائية في المغرب، مصوّراً المغاربة العاديين الذين كان يلبسهم تصاميمه لوشاحات ''لوي فيتون'' غير الأصلية - ومحضّري الأرواح في أخويّة ''غناوا'' الصوفيّة يتكئون على جدران الطين، كما لو أنهم يقلّدون ''الأوضاع'' التي تصدر في نسخة أفريقيا الشمالية من مجلّة ''فوغ''· هنا يأخذ حجّاج النماذج الأوروبية النمطية لعالم أفريقيا الشمالية ويحوّلها إلى احتفال بصريّ في إطار ما يسمّيه ''السوق من منظور مختلف''· ويضع بعد ذلك اللمسة النهائية على صوره من خلال وضعها في إطار مغربي فريد من نوعه: إن إطارات الدراجات المعاد تدويرها، وعلب الطعام المحفوظ أو البطاريات المستعملة التي يجدها في الأسواق المغربية، توضع حول الصور، فتؤطّر أعماله على طريقته الخاصة والاستثنائية· يصنع الفنان بنفسه كلّ إطار من الإطارات البارزة، كلّ إطار وحده، في إشارة إلى التعايش بين القديم والجديد· وبصفته مصوّراً لشوارع المدن، يستعمل حجّاج تصوير الأزياء كأداة بصريّة تتعايش فيها ثقافة الاستهلاك القديمة والجديدة، الأصلية والمصنّعة، والآتية من الشرق ومن الغرب، مبتكرةً تجاورات بصريّة ملأى بالتناقضات الاجتماعية· ومن خلال إعادة تدوير وإعادة تخصيص وإعادة تفويض النماذج الغربية النمطية الخاصة بأفريقيا الشمالية، ابتكر الفنان عالماً جماليّاً قويّاً واحتفالياً يشبه، إلى حدّ كبير، موسيقى الـ''هيب هوب'' البصريّة: فهو لا يمزج بين أفريقيا والغرب، لكنه، بالأحرى، ينطق بصوت جيل لم يعد قادراً على التمييز بين أفريقيا والغرب· الموضة المتحرّكة ومن مشاريع ''حجّاج'' الحديثة، تجدر الإشارة إلى نزل يدعى ''رياض ييما''، وهو فندق قديم في ''مراكش'' زيّنت فيه حجر النوم الخمس، والبهو، والسطوح بالأثاث والمنتجات التي صمّمها حجّاج· كما عرضت أعماله على الصعيد الدولي في عدد كبير من المعارض البارزة، بما في ذلك في لندن وباريس والمغرب، خاصةً في إطار معرض ''الموضة المتحرّكة''، في متحف ''فيكتوريا وألبرت'' في لندن؛ وفي معرض ''الخليط الأفريقي''، في صالة عرض ''هايوارد'' في لندن، ومعرض ''الفنون البصريّة الأفريقية'' الحديث، في المتحف البريطاني، في لندن· نظمت هذه المعارض كافة في عام ·2005 ويعيش الآن الفنان ويعمل متنقلاً بين لندن وبين مراكش في المغرب· ويستمر المعرض حتى 13 ديسمبر المقبل·
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©