الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«مهرجان دبي وتراثنا الحي».. عودة للماضي بسحره وأصالته

«مهرجان دبي وتراثنا الحي».. عودة للماضي بسحره وأصالته
20 ابريل 2016 08:32
موزة خميس (دبي) عملت هيئة دبي للثقافة والفنون على استدعاء عبق الماضي بما فيه من عادات وتقاليد أصيلة، وحرف تقليدية وأكلات شعبية وأهازيج لتعزيز الوعي لدى الجمهور إزاء التراث المادي والمعنوي للدولة، وذلك تزامنا مع اليوم العالمي للتراث الموافق 18 من أبريل من كل عام، فكانت عودة استثنائية إلى الزمن الجميل، للتعريف بقيم الدولة الأصيلة وعاداتها وتقاليدها العريقة، مع تقديم صورة إيجابية للسياح عن جوانب التراث البري والبحري، وأيضا للتمتع بتجربة فريدة لتعلم الحرف الإماراتية التقليدية بأيادٍ وطنية، تتخللها ورش تراثية حية تقام أمام الزوار. حرف إماراتية وفي أرجاء حي الشندغة التاريخي تتردد الأهازيج الشعبية ويستمتع المشاركون بالفعاليات الترفيهية المستوحاة من تراثنا العريق، وقد كانت الانطلاقة مساء أمس الأول الأحد، حيث شهد جميع الحضور عودة إلى الماضي بعبقه وسحره، حيث انطلق مهرجان دبي وتراثنا الحي تحت مسمى «اقربوا»، بحيث يحمل كل يوم من أيام الأسبوع مسمى مختلفا يدل على ما يعرضه من أنشطة وفعاليات، وسوف يستمر بفعالياته حتى السبت المقبل. وتوزع في أرجاء قرية التراث ما يقارب 40 حرفياً من مختلف أنحاء الإمارات، يمثلون البيئات والحرف البحرية والساحلية والجبلية والبدوية.. حيث قال سعيد النابودة مدير عام هيئة دبي للثقافة والفنون بالإنابة: مهرجان دبي وتراثنا الحي يهدف إلى توحيد جهود الحرف الإماراتية على مستوى الدولة تحت سقف واحد، وأيضا تعريف المجتمع بجميع شرائحه بأهمية هذه الحرف ونقلها للأجيال القادمة، ونحن نأمل أن تسهم فعاليات المهرجان في إحياء موروثنا الثقافي في ذاكرة الأجيال، ويسرنا أن نشهد إقبالا لافتا من الشباب، ما يؤكد الرسالة الأساسية للهيئة التي تحرص من خلال تنظيم مثل هذه المبادرات التراثية التوعوية على نشر التراث الإماراتي، والحفاظ عليها في أوساط الأجيال الجديدة من مواطنين وعرب وأجانب مقيمين داخل الدولة. جسور حضارية فاطمة لوتاه مدير إدارة مراكز دبي للتنمية التراثية، توضح: تهدف مبادرتنا إلى الحفاظ على التراث للأجيال المقبلة، وتعزيز الوعي العام بالقيم والعادات والتقاليد الإماراتية الأصيلة، وبناء الجسور الحضارية بين المجتمع الإماراتي وسائر المجتمعات الأخرى. أما صالح الحمادي مدير القرية، فقال: يمكن للزائر أن يقوم بجولة في أرجاء السوق الشعبي، للاطلاع على الحرف التقليدية كصبغ الملابس وخياطتها على الكرخانة أو ماكينة الخياطة، وصناعة الكحل والنعل التراثية وهناك الوسم، والمشاركة في ورش متنوعة مثل ورشة صناعة العرايس والألعاب التراثية للبنات، وورشة صناعة الألواح الجبسية والبراويز التراثية مثل الأبواب والشبابيك، إضافة إلى الورش البحرية كصناعة الألياخ والدوباية والشاشة والأحبال وفلق المحار، وأيضا يتخلل المهرجان حرف تقليدية ومنها الحرف البدوية مثل صناعة السمن والجامي واليقط وحرفة النول والغزل، والحرف الجبلية مثل طحن الحب على الرحى، وصناعة الفخاريات والدبس، إلى الحرف الساحلية «المهاواه» وهي أهزيج خاصة بتنويم الطفل، وصناعة الحناء وغيرها، وستتضمن الفعاليات أيضا مسرح سوف يستضيف يوميا مجموعة من الفقرات المتنوعة، ومنها لقاءات مع حرفيين ومختصين بالتراث ومجالس شعرية، وعروضا ممتعة لمجموعة من الفرق الشعبية والطلبة والطالبات من مراكز دبي للتنمية التراثية. بيئة جبلية ومن جانبه، يقول مالك علي الحبسي نائب رئيس مجلس الإدارة في جمعية الحبوس للفنون والتراث الشعبي: قمنا بجلب كل ما يعكس البيئة الجبلية وحياة قبيلة الحبوس، ومنها الأسلحة القديمة والخناجر والسكاكين، وأيضا كل الأدوات التي أستخدمها الإنسان في حياته اليومية، ولأن حياتنا اعتمدت على الزراعة فمنذ قديم الزمان تعتبر زراعة القمح بمثابة قدوم حياة جديدة بالنسبة للمزارع، ويستخدم القمح لصنع العديد من الأطباق اليومية، مثل العصيدة التي تمزج بالتمر أو دبس التمر، كما يطحن القمح بواسطة الرحى ليصبح دقيقاً لخبز السفاع وهو الخبز المعروف لأهل الجبل، ونحن هنا نعرض صوراً مصغرة عن تلك الحياة للوفود الأجنبية من مختلف الجنسيات، وأيضا ليعرف أبناء الإمارات من الأجيال الجديدة طبيعة حياة الأجداد من القبائل العريقة. صناعة الأدوات البحرية قال عبدالله آل علي من الفجيرة: نعمل يوميا على صناعة الأدوات البحرية منها، القراقير والشوش، (جمع شاشة) وهي سفينة صغيرة، يتم صنعها بمواد من الطبيعة وخاصة من النخلة، وأيضا نصنع الألياخ بالمواد الطبيعية، كما كان أجدادنا يصنعونها، ونستخدم أجزاء من النخلة لإنتاج مواد لسبر أغوار البحر، ولدينا قرية في الفجيرة، يقصدها طلاب المدارس في زيارات، للتعرف على الجانب الحرفي الخاص بالبحر، ونحن اليوم نطلع العالم من خلال المهرجان على التراث الإماراتي بمختلف أشكاله. دكان تراثي أحمد علي صاحب دكان تراثي منذ 20 عاما، قال: هذا الدكان الذي يتوقف عنده الكثيرون، كان مؤسسة والدي ووالدتي، وهو مخصص لبيع كل ما له علاقة بالماضي من حلويات وموالح ومنتجات عضوية، مثل اليقط والهمبا الأخضر المملح والحلويات القديمة، كما نقوم بعرض المنتجات السعفية ومنها ما يتم اليوم إنتاجه بصورة مصغرة كي يمكن لأي إنسان حمله معه، مثل ميداليات البرقع والمهفة وغيرها.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©