نواز شريف يعود من منفاه خلال 5 أيام

كشف رئيس حزب الرابطة الاسلامية الباكستانية راجا ظفار الحق أمس أن رئيس الوزراء الباكستاني السابق نواز شريف سيعود إلى اسلام أباد من منفاه في السعودية في غضون أيام قليلة في حين أيدت المحكمة الباكستانية العليا قرار فرض حالة الطوارئ في البلاد إثر القرار الذي أصدره الرئيس برويز مشرف في الثالث من الشهر الحالي وسط إدانات دولية واسعة تعززت بتعلق رابطة الكومنولث عضوية باكستان فيها· وذكرت تقارير صحيفة أن العاهل السعودي الملك عبدالله سيعطي شريف الضوء الأخضر للعودة الى باكستان بعد أن اجتمع مع الرئيس الباكستاني برويز مشرف في الرياض في وقت سابق من هذا الاسبوع للاتفاق على شروط عودته· وقال ظفار الحق أمس ''نواز شريف سيجتمع مع الملك عبد الله وسيعود خلال أربعة او خمسة أيام''· وقالت وسائل الاعلام الباكستانية ان زوجة شريف وشقيقه يعتزمان العودة الى باكستان بعد غد الاثنين لتقديم ترشيحهما للانتخابات قبل انتهاء المهلة المحددة لذلك· وذكرت الصحافة ان شريف سيعود بعد ذلك بموجب اتفاق سري ابرمه مع مشرف يسمح بعودته شرط الا يرشح نفسه للانتخابات· ومن الاسباب التي ذكرتها الصحيفة لهذا الاتفاق ان مشرف اراد بذلك منع المعارضة من الاتحاد بقيادة رئيسة الوزراء السابقة بنيظير بوتو منافسة شريف في التسعينات· في الأثناء، ذكرت المحكمة العليا ان قرار مشرف فرض حالة الطوارئ كان صائبا، وانه كان ''في مصلحة الدولة والشعب'' بسبب وضع القانون والنظام وتزايد التطرف في البلاد· وأمرت المحكمة التي عين أعضاءها الرئيس الباكستاني نفسه، حكومة مشرف بضمان اجراء انتخابات حرة ونزيهة· وجاء قرار المحكمة بعد يوم من رفضها الطعون النهائية في إعادة انتخاب مشرف رئيسا للبلاد الشهر الماضي ما يمهد الطريق له للاستقالة من منصبه قائدا للجيش وتنصيب نفسه رئيسا مدنيا· من جهته، أعلن النائب العام الباكستاني ملك محمد قيوم ان مشرف سيؤدي اليمين الدستورية نهاية الاسبوع الحالي بعد ان اصدر رئيس المحكمة العليا عبد الحميد دوغر حكمه برفض الطعن السادس والأخير ضد إعادة ترشيح مشرف لولاية رئاسية ثانية لمدة 5 سنوات يصبح بموجبها رئيسا مدنيا· وأشار قيوم الى ان مشرف قد وعد بالتخلي عن منصبه العسكري كرئيس اركان الجيش بمجرد ازالة العقبات القانونية المتمثلة بالطعون التي قدمتها المعارضة· وقالت أنباء ان حالة فرض الطوارئ ستبقى مستمرة الى ان يتم اجراء الانتخابات النيابية في التاسع من يناير المقبل فيما يستمر تعطيل الدستور وابعاد القضاة السابقين بالمحكمة العليا الاتحادية· وفي السياق، قالت لويز آربور رئيسة المفوضية العليا لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة إنه يتعين على باكستان إعادة جميع القضاة الذين أقالتهم بموجب حالة الطوارئ إلى مناصبهم وإلا فإنها ستعاني من ''شكل ملتو من الديمقراطية'' يخضع فيه القضاء خضوعا تاما للسلطة التنفيذية· وفي رد فعل على قرار فرض حالة الطوارئ، أعلنت رابطة الكومنولث التي تضم 53 بلدا في اجتماع تحضيري لمؤتمرها بأوغندا مساء أمس الأول، تعليق عضوية باكستان بالرابطة· وكانت مجموعة العمل الوزارية بالكومنولث قد اجتمعت طوال أمس الأول للتشاور حول الإجراء الذي يتعين اتخاذه ضد باكستان· وكانت الرابطة التي يبلغ عدد سكان دولها الأعضاء 8ر1 مليار نسمة قد منحت مشرف مهلة حتى 22 نوفمبر الجاري لرفع حالة الطوارئ وإعادة تطبيق الديمقراطية وإلا ستواجه باكستان قرارا بتعليق العضوية· ورفضت باكستان القرار ووصفته بأنه ''غير منطقي وليس له تبرير'' مؤكدة انها ستعيد النظر في علاقاتها المستقبلية مع الرابطة· وفي تطور آخر، أكد مسؤولون أن القوات الباكستانية قطعت إمدادات الغذاء عن متشددين موالين لـ''طالبان'' بوادي سوات شمال غرب البلاد في الوقت الذي استهدفت فيه مواقع للمتمردين لإخراجهم من معاقلهم· وقال المتحدث العسكري الميجر أمجد إقبال ''صدرت أوامر لكل نقاط التفتيش التي أقيمت على الطرق المؤدية إلى المناطق التي يسيطر عليها المتشددون بعدم السماح بمرور أي مواد غذائية''·