في دبي.. سينما وتشكيل ومزادات فنية

تقام في دبي سنويا العشرات وربما المئات من الفعاليات ثقافية، فنية وأدبية، إذا ما أخذنا في الاعتبار الأنشطة ذات الطابع السنوي أو الموسمي أو المرتبطة بمناسبات معينة، أنشطة تتوزع بين المهرجانات الدورية والمعارض التي لا يكاد يوم يخلو من افتتاح واحد أو أكثر في اليوم نفسه. فما بين مهرجان للمسرح، ومهرجانين للسينما، ومزادات للأعمال الفنية، إضافة إلى التظاهرة الأضخم (آرت دبي) والمعارض الفردية والجماعية، وملتقى للآداب والفنون، تعيش الساحة الثقافية في دبي حراكا دائما لا يتوقف، من خلال مؤسسات رسمية وأهلية. هذا الحراك محل رصد هنا لعدد من أبرز فعالياته. الخليج السينمائي مهرجان الخليج السينمائي، المهرجان الرابع للسينما الخليجية الذي أقيم تحت رعاية «هيئة دبي للثقافة والفنون» (دبي للثقافة) خلال الفترة من 14- 20 أبريل، وهو المهرجان الذي يحتفي بالتميز في صناعة السينما بمنطقة الخليج، ويوفر منصة لدعم وتشجيع المواهب السينمائية الإقليمية على استعراض قدراتها ومهاراتها، وتشجيع صناعة السينما الإقليمية، وتقديم تجارب محتلفة من السينما والأفلام القصيرة والطويلة والوثائقية ضمن مسابقات متعددة المضامين. دورة المهرجان هذا العام حملت اسم المخرج الإيراني الشهير كياروستامي، وقد حملت الكثير من المفاجآت السينمائية، بدءا من حضور هذا المخرج العالمي الذي يعتبر واحداً من أشهر المخرجين في العالم، من خلال حضور الدورة الاختصاصية التي أقيمت تحت إشرافه، وما قام به من ورشات عمل، وصولا إلى اختيار خمسة وأربعين سينمائياً من منطقة الشرق الأوسط والعالم وفر لهم المهرجان فرصة نادرة للاستفادة من خبرة هذا المخرج المخضرم. مهرجان لمسرح الشباب أقيمت فعاليات الدورة الخامسة من مهرجان دبي لمسرح الشباب بين الأول والثاني عشر من أكتوبر، متضمنا مجموعة من العروض المتفاوتة المستوى التي قدمتها أبرز الفرق المسرحية في الإمارات، واحتضنتها خشبة مسرح ندوة الثقافة والعلوم في دبي. كما كرمت هذه الدورة من المهرجان الفنان والخبير المسرحي السوداني يحيى الحاج بجائزة شخصية العام، تقديراً لمساهماته الاستثنائية في تطوير الحركة المسرحية الإماراتية واهتمامه بتدريب المواهب الشابة. وإلى جانب ورش العمل المتخصصة استضاف برنامجاً تدريبياً موجهاً نحو المصورين الفوتوغرافيين، لمساعدتهم على التمكن من أدواتهم الفنية وتعلم أصول التقاط الصور الفوتوغرافية لمختلف عروض الفنون الأدائية. وعلى صعيد العروض، شهد المهرجان هذه السنة عرض 11 مسرحية هي: مسرحية «فاصل ونواصل» لمسرح بني ياس؛ و«البنديرة»، لمسرح دبي الأهلي؛ و«الغرفة» لمسرح الشباب للفنون؛ و«الخبصة» لمسرح الشارقة الحديث؛ و«يا ورد» لمسرح رأس الخيمة الوطني؛ و«في المسدس رصاصة» لمسرح الشارقة الوطني؛ و«رسم حديث» لمسرح أبوظبي؛ و«ليلة حساب» لمسرح دبي الشعبي، و«الضباب» لمسرح الفجيرة القومي، و«محو وديمة» لمسرح جمعية شمل، و«للأطفال فقط» لمسرح حتا. الملتقى الثالث لخط القرآن وللعام الثالث على التوالي، وفي دورة جديدة من «ملتقى رمضان لخط القرآن الكريم»، شارك ثلاثون من فناني الخط العربي القادمين من أرجاء العالم، (بينهم ثلاث خَطّاطات للمرة الأولى، تركيتان وأسبانية)، في إنجاز نسخة ثالثة من الكتاب الكريم، خلال الأيام الأخيرة من شهر رمضان المنصرم، هذا «الملتقى» الذي نظمته وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، بمشاركة ثلاثين خطاطا من ثلاث عشرة دولة عربية وإسلامية وأجنبية، أنجزوا خلالها نسخة كاملة من القرآن الكريم، بواقع جزء لكل خطاط. وقد رافقت الملتقى إقامة معرض لمجموعة من الأعمال التي أنتجها الخطاطون الذين شاركوا في الملتقى في دورتيه السابقتين. في مزاد كريستيز المشاركات العربية في «كريستيز دبي 2011 للأعمال الفنية العربية والإيرانية والتركية الحديثة» الذي أقيم أواخر أكتوبر الماضي، جسدت حضورا مميزا عبر أسماء وتجارب متميزة وقادرة على المنافسة، سواء على الصعيد الفني أو على مستوى الحصاد المالي، ورغم أن ثمة أسماء تتكرر في المزادات، محمود سعيد (مصر)، فاتح المدرس ولؤس كيالي وعبد الله مراد (سوريا)، بول غيراغوسيان (لبنان- فلسطين)، ضياء عزاوي وأحمد السوداني (العراق)، وغيرهم، إلا أن منظمي «كريستيز» يحرصون أن يكشفوا في كل مزاد عن أعمال جديدة لهؤلاء الفنانين من بين مجموعات مقتني هذه الأعمال، والترويج لها في السوق المحلي والعالمي، من خلال اسستقطاب مشاركة واسعة من كبار المقتنين المخضرمين والمقتنين الجُدد.