الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

محادثات صعبة

14 فبراير 2011 21:24
بن أرنولدي الهند أعلنت الهند وباكستان، الدولتان النوويتان، أنهما ستستأنفان محادثات السلام التي توقفت منذ أن قام مسلحون باكستانيون بشن هجوم مومباي. التوقيت لا يبشر بإمكانية تحقيق اختراق، إلا أن التوصل لاتفاقيات ممكن، خصوصا إذا أخذنا في الاعتبار التقدم الذي كان قد تم إحرازه قبل وقوع هجمات مومباي. حول هذه النقطة يقول "سليمان حيدر"، وزير الخارجية الهندي السابق: "التوقيت سيئ... فحكومتا البلدين في حالة ضعف في الوقت الراهن، واهتمامات رئيسيهما ستكون مركزة، لا شك، على أشياء أخرى في الوقت الراهن غير المحادثات". والحق أنهما على حد سواء ليستا في وضع يسمح بالتوصل لاتفاقيات كبيرة. فرئيس الوزراء الباكستاني، حل مجلس وزرائه بأكمله كنتيجة لضغط المعارضة، وما يزال يواجه تحديات خطيرة أبرزها الإفلاس والتمرد الإسلامي. وفي الهند، تحاصر فضائح الفساد الحكومة منذ شهور، مما ينتقص من مقدار السلطة الأخلاقية التي ستحتاج إليها الحكومة كي تتمكن من مواجهة باكستان بشكل فعال حول العديد من القضايا الخلافية. كما أن المحادثات السرية التي أجريت بين البلدين في الماضي القريب اقتربت جداً ـ وفقاً للروايات ـ من التوصل لصفقة على منطقة كشمير المتنازع عليها. ولكن الضعف المفاجئ لقبضة رئيس باكستان في ذلك الوقت الجنرال برويز مشرف على زمام الحكم في بلاده، عطلت ذلك الجهد قبل أن تأتي هجمات مومباي كي توقفه تماماً. في تلك الهجمات التي وقعت عام 2008 ـ كما أشرنا ـ استهدف 10 مهاجمين من باكستان مواقع رمزية في مومباي، العاصمة المالية للهند، ما أدى إلى مصرع 166 شخصاً. وأشارت الهند بعد التحقيقات التي أجرتها، بإصبع الاتهام إلى وكالة الاستخبارات الباكستانية التي تتعاون مع مجموعة "لشكر طيبة" الإرهابية. حتى إعلان اليوم كانت الهند تشترط قبل الدخول في أي مفاوضات مع باكستان، أن تقوم الأخيرة باتخاذ إجراءات صارمة ضد هذه الجماعة وقطع الروابط التي تربطها مع جهاز الاستخبارات الباكستاني.. وكانت باكستان ترد في كل مرة أنها قد اتخذت مثل تلك الإجراءات، بل وقدمت المشتبه بمشاركتهم في تلك الهجمات للمحاكمة. ويرى نجم الدين شيخ، وزير الخارجية الباكستاني السابق، أن الإعلان الخاص باستـئناف المحادثات سببه - جزئياً- أن الهند قد توصلت لقناعة مؤداها أن مقاربتها القائمة على التركيز على رؤية إنجاز باكستاني كبير بشأن التحقيقات والإجراءات ضد المشتبه بارتكابهم لهجمات مومباي قبل الدخول في أي محادثات، قد أدت إلى نتائج عكسية. حول هذه النقطة يقول "حيدر" :" بما أن الإعلان الخاص باستئناف المحادثات ذكر أن تلك المحادثات سوف تتناول - كافة الموضوعات - فإن المفترض أن تحقق باكستان بعض التقدم بشأن تحقيقات وإجراءات محاكمة مرتكبي هجوم مومباي، على أن تقوم الهند بتقديم تنازلات في موضوعات أخرى. يقول"شيخ" حول هذه النقطة إن بعض القضايا التي كانت الدولتان قد أوشكتا على التوصل لاتفاق عليها مثل "خور سير" ونهر"سايتشن" الجليدي سوف يتم تحقيق تقدم فيهما خلال المباحثات القادمة. ولكنه يستدرك قائلاً إن المحادثات لن تكون سهلة بحال، وأن نظرة واحدة إلى تاريخ المحادثات التي كانت تجرى بين الدولتين في الفترات المختلفة، تبين بجلاء أن تلك المحادثات كانت متقلبة ومعرضة للتوقف أو الإلغاء في أي لحظة. مع ذلك فإن تحقيق تقدم بشأن هاتين القضيتين، سيعيد المحادثات الهادئة حول القضايا المتنازع عليها بشأن كشمير إلى موقع الصدارة - كما يقول"شيخ"، ولكنه يرى أنه حتى مع التوصل لاتفاقيات بين الدولتين حول القضايا الأصغر التي تؤدي لبناء الثقة، ستحتاج المسائل الكبرى في القضية الكشميرية إلى جهود أكبر من الدبلوماسية الثنائية بين البلدين. فإلى جوار تلك الدبلوماسية الثنائية ستستدعي الضرورة إشراك زعماء كشميريين في العملية التفاوضية، وإقناع شعبي البلدين بجدوى ومعقولية كل صفقة يتم التوصل إليها من خلال المحادثات. ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©