الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

تزايد عمليات اكتشاف وإنتاج الغاز غير التقليدية في أميركا الشمالية

تزايد عمليات اكتشاف وإنتاج الغاز غير التقليدية في أميركا الشمالية
19 مارس 2010 20:28
تزايدت عمليات اكتشاف وإنتاج الغاز غير التقليدية في السنوات الثلاث الأخيرة في أميركا الشمالية. وزادت احتياطات هذه الأنواع بصورة كبيرة، خاصة الغاز المستخرج من تكوينات الصخور الطينية. ورغم التحولات التي أحدثتها ثورة أنواع الغاز غير التقليدية في قطاع الصناعة في أميركا الشمالية، فأنها ليست حكراً عليها فحسب، حيث هناك احتياطات مقدرة في أماكن مختلفة من العالم. وترقد الاحتياطات الأميركية تحت ما يعرف بـ”صخور بارنيت الطينية”، وهي تكوين جيولوجي بالقرب من فورت ورث في ولاية تكساس. وتعتبر مؤسسة ميتشيل أنيرجي الأولى في تطبيق تقنيتين اتبعتهما هناك لاستخراج غاز الصخور، وهما تفتيت الصخور بالضغط الهوائي، والحفر الأفقي. تتم الطريقة الأولى باستخدام مجموعة من المركبات الكيميائية لتفتيت الصخور لقطع صغيرة تسمح بتسرب الغاز من بينها ليسري للبئر المعدة لذلك. أما الحفر الأفقي فيجعل أداة الحفر تخترق الأرض رأسياً قبل تحركها أفقياً لمئات أو آلاف الأمتار. لكن هل من الممكن لهذا الغاز أن يصبح عالمياً؟ .. لهذه الإجابة أثارها السالبة على المستهلك عالمياً، وعلى نوع الوقود الذي يتم اختياره للسيارات الكهربائية. وسيكون ذلك مهماً لقطاع صناعة الغاز التي تمتلك خطوط أنابيب تعمل على نقله لمسافات بعيدة حول العالم، وكذلك للغاز الطبيعي المسال. وإذا كانت الإجابة بـ”نعم” فسيزيد ذلك من المنافسة في سوق الغاز الطبيعي. لكن وفي الوقت ذاته، سيوفر ذلك حماية لمستهلكي الغاز، ومن ثم اتساع سوق الغاز الطبيعي. ولهذا السؤال أهمية خاصة لأوروبا، ثاني أكبر الأسواق العالمية للغاز والتي تستورد ما يقارب نصف استهلاكها منه. وكذلك لآسيا التي تستورد كميات ضخمة من الغاز الطبيعي المُسال التي من المتوقع أن يزيد حجمها مستقبلاً. وتبلغ كميات غاز الصخور الطينية في الأجزاء الأخرى من العالم باستثناء أميركا الشمالية من 5 آلاف إلى 16 ألف تريليون قدم مكعبة وذلك ما يساوي إنتاج أميركا الشمالية بنحو 14 مرة أو يزيد. وتبلغ كميات الغاز المستخرجة من المصادر الأخرى غير الصخرية، مثل الطبقات الفحمية، والحجار الرملية، ربع أو ثلث الكميات المستخرجة من مصادر الصخور الطينية. وتقدر الكميات التي يمكن استخراجها خارج أميركا الشمالية بنحو 6 آلاف إلى 20 ألف تريليون قدم مكعبة، مقارنة مع 10 آلاف تريليون للغاز الطبيعي. تقنيات الاستخراج وبما أن ثورة استخراج أنواع الغاز غير التقليدية ليست بالجديدة إلا أن تطوير تقنيات الاستخراج استغرقت بعضاً من الوقت بغية إتقانها وتقليل تكلفتها ولزيادة الإنتاج. وتمثل صخور بارنيت الطينية نحو 7% من إجمالي الإنتاج الأميركي من الغاز. ومن المتوقع أن يستمر إنتاج أميركا من أنواع الغاز غير التقليدية نحو 100 عام. ومن المزايا الأخرى التي تتمتع بها أميركا الشمالية، طبيعة الأرض، وقلة الكثافة السكانية في مناطق الغاز. ومن التحديات التي تواجه استخراج الغاز غير التقليدي في مناطق العالم الأخرى، الوصول إلى المصادر المحتملة، والتسويق المناسب. وتمثل المناطق المأهولة بالسكان في آسيا وأوروبا تحدياً خاصاً كما أن استخراج أنواع الغاز غير التقليدية، يتطلب مساحات واسعة حتى يعود بالفوائد المرجوة وذلك على عكس الغاز الطبيعي. ويمثل التسويق عقبة أخرى، حيث تفتقر المواقع البعيدة للبنى التحتية ولصعوبة تجميع الغاز ونقله. كما أن المستثمرين عادة لا يستثمرون في هذه الأنواع من الغاز قبل فهم طبيعتها وجدواها الاقتصادية. وتعتبر الأسعار المتدنية في الأسواق المستهدفة عقبة أخرى من عقبات التسويق. ومن العقبات الأخرى التي يتوقع أن تقف في طريق انتشار أنواع الغاز غير التقليدية عدم الخبرة الكافية بالإضافة إلى عدم توفر معدات الحفر والخدمات المتخصصة، وبما أن تفتيت الصخور يتم بضغط الماء ليسري الغاز من محابسه، فمن المتوقع أن يمثل التسابق نحو امتلاك مصادر المياه تحدياً آخر. وبانتشار غاز الصخور الطينية حول أرجاء العالم، تخطط شركات كبيرة للدخول في هذا المجال. ودفعت إكسون موبيل في ديسمبر الماضي عدة مليارات من الدولارات لشركة أكستو المتخصصة في أعمال الغاز، وذلك للدخول في استثمارات غاز الصخور. شراكات مع المنتجين وتتجه شركات مثل بي بي، وإستات أويل، وتوتال وغيرها، نحو أميركا الشمالية لتكوين شراكات مع المنتجين هناك. وتقدر وكالة الطاقة الدولية إجمالي الاحتياطات العالمية من مصادر الغاز غير التقليدية بنحو 921 تريليون متر مكعب وهو ما يساوي خمسة أمثال احتياطات الغاز الطبيعي. وتقول إن الاستهلاك العالمي انخفض بنسبة 3%، والأوروبي بنسبة 7%. وتهدف الشركات الصينية لإنتاج 30 مليار متر مكعب في السنة من غاز الصخور، وهو ما يساوي نصف الطلب الصيني في 2008، وتعتبر شل من الشركات التي بدأت بالفعل في هذا المجال في الصين. كما تجري أعمال الكشف في كل من النمسا وألمانيا والمجر وبولندا وبعض الدول الأوروبية الأخرى. وتعود تخمة العالم من الغاز، للاحتياطات الكبيرة المتوافرة من الغاز الطبيعي المسال ولانحسار الطلب جراء الأزمة الاقتصادية، بالإضافة لإغراق قطر بوصفها أكبر قوة للغاز المسال في العالم، الأسواق الأميركية بالغاز خلال العقد الماضي. ومن المنتظر أن تعم ثورة أنواع الغاز غير التقليدية أنحاء العالم، مثل ما حدث في التقنيات الخاصة بصناعة النفط والغاز. وهذا حقيقة ما يحدث الآن لكنه يتطلب بعضاً من الوقت وروح الابتكار الفنية والمؤسسية. صوإذا تميز العقد الماضي بتأمين الطاقة للمستهلك، فمن المتوقع أن يكون هناك سبب وجيه في السنوات المقبلة لكبار المنتجين أن يقلقوا في ظل التحولات الكبيرة التي طالت إمدادات الطاقة العالمية. عن “وول استريت جورنال”
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©