السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الدراما المحلية·· اول الغيث قطرة

الدراما المحلية·· اول الغيث قطرة
25 نوفمبر 2007 12:22
استطاعت الدراما ''الإماراتية'' في السنوات الأخيرة أن تجد لنفسها موطئ قدم متميز على خريطة الدراما الخليجية والعربية، وتمكنت من أن تحقق نجاحا ملموساً، وردود أفعال ايجابية لدى المشاهد· وسجلت حضوراً لافتاً لصالح مشاركة فنانينا في المسلسلات الخليجية أو خوضهم غمار الإنتاج الدرامي، وهي خطوة مهمة يستحقون عليها التحية والاحترام كونهم يضعون لبنة في تأسيس حركة إنتاج درامية قوية، عملاً بالمثل القائل ''رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة'' وما الأعمال التي رأيناها في رمضان سوى أول الغيث·· مع ذلك، تبقى عملية الانتاج الدرامي مادة خصبة تثير الجدل حول تقييمها، ومعوقات تطورها، وتطلعاتها، وآفاقها المستقبلية في خضم صناعة الدراما العربية، ورؤى القائمين عليها، لهذا توجهنا إلى ''أصحاب الشأن'' لتوصيفها كما يرونها بعيونهم، فماذا قالوا؟ الفنان أحمد الجسمي خاض تجربة الإنتاج الدرامي وهو يجر خلفه تاريخاً طويلاً وتجربة كبيرة في الحقل الفني، يقول عن تجربة الإنتاج: ''خضت تجربة الانتاج الدرامي بعد خبرة أكثر من خمسة عشر عاماً، وهي خبرة تراكمية ليست قليلة، فالعمل الانتاجي الدرامي ليس بالأمر الهيِّن، بداية من المادة المكتوبة على الورق إلى التسويق مروراً بالاخراج وشتى مراحل التصوير والإعداد وغير ذلك· حالة إيجابية ويضيف: ''المهم في العمل الدرامي ليس الإنتاج فقط، وإنما إلى أي حد يترك هذا العمل أو ذاك تأثيراً ايجابياً لدى المتلقي ''الجمهور''، وهل هناك قيمة واضافة فنية وابداعية لهذا العمل أو ذاك؟ فضلاً عن البعد التجاري الذي له حساباته الخاصة، وهو عامل مهم لا ينبغي إغفاله أو تجاهله، فما من شك أن النجاح يولد نجاحاً، وأن الفنان أكثر من غيره مغامرة أو إقبالاً نحو الانتاج الدرامي· الحلم الذي يراود الناس حلم مشروع، لكنه لن يتحقق في يوم وليلة، ولعل ما شاهدناه محلياً وخليجياً خير دليل على ذلك، ومن لا يمتلك الوعي لن يمتلك الخبرة، ولن يدخل في التجربة، إنما علينا أن نستثمر تلك الحالة الايجابية من تعاون الجهات المسؤولة والتليفزيونات المحلية، وأن ندعو إلى المزيد من الثقة في الإبداع المحلي، واستثمار النجاحات التي تحققت· تفاعل المشاهد من جانبها تؤكد الفنانة سميرة أحمد أن أي انتقاد أو رأي بنَّاء تجاه الحركة الفنية الإماراتية أو الدراما المحلية يصب في النهاية لمصلحة العمل نفسه، إلا أنها تجزم بأن انطباعات الشارع الإماراتي تجاه الدراما المحلية ايجابية· وترى أن المشاهد يتفاعل مع المنتج المحلي بشكل ملفت وملموس، وهو أمر مشجع وبنَّاء، واذا كان حجم الأعمال ليس بمستوى الطموح، فإنه ليس ذنب الفنانين أو المبدعين، وعلينا أن نبحث بموضوعية عن الأسباب، وعلينا أن ندرك أن الفنان أكثر من غيره استيعاباً لمشاكل الانتاج، والتسويق، وأكثر استشعاراً لقيمة العمل ومدى نجاحه، ولعل التجارب التي خاضها زملاء فنانون كانت ناجحة بل ومشجعة جداً· وتضيف سميرة أحمد: إن المجتمع يمر بتغيرات جوهرية على كافة الأصعدة، وهناك الكثير من المشاكل أو الظواهر جديرة بالرصد والمعالجة الدرامية، فالدراما لها دورها الخطير في حياة الناس والبناء والتنمية، ولا أحد يستطيع أن يقلل من شأنه، وإن كانت هناك تجاوزات أو مبالغات أو قصور في المعالجة الدرامية، على الكتاب والمبدعين استثمار حالة الحرية الفكرية، وتناول السلبيات الموجودة دون تجاوز الخطوط الحمراء في إطار قيم وثقافة المجتمع الإماراتي والخليجي· تفاؤل واقعي من ناحيته، يبدي الفنان الدكتور حبيب غلوم تفاؤله الكبير بمستقبل الدراما المحلية، ويقول: ''علينا قبل أن ننتقد أو نلوم أنفسنا، أن ننظر إلى الواقع بأمانة وموضوعية، وأن نتعامل مع الأشياء بمنطقية· ويجب أن تكون لدينا قناعة بأن الغد سيكون أفضل من اليوم لأن الحركة الفنية الإماراتية تتطور وتنضج أسوة بأوجه النشاطات الأخرى، ومن شاهد الانتاج المحلي في شهر رمضان لهذا العام يجد ما بين ثمانية أو تسعة أعمال متميزة، وجميعها انتاج محلي لتلفزيونات أبوظبي أو دبي· ولعل الجميع لاحظ التفاف الشارع الإماراتي حول هذه الأعمال التي أعتبرها نقلة نوعية في مجال الانتاج الدرامي المحلي مقارنة بالسنوات السابقة· إن تعدد الأعمال الدرامية يتيح المزيد من الفرص للفنان الإماراتي للعمل، وليصل إلى المشاهد بكثافة، فصناعة الدراما لا زالت وليدة مقارنة بدول شقيقة أخرى، وما تم إنتاجه يدعو إلى الاحترام والاشادة· ويضيف الدكتور غلوم: ''لعل حالة التفاؤل هذه تفسر القناعة التامة بتأسيس معاهد أكاديمية فنية متخصصة في الإمارات لأول مرة، وعلينا أن ندعو المستثمرين ورجال الأعمال إلى المزيد من الثقة وتوجيه استثماراتهم نحو الانتاج الدرامي المحلي، وتشجيع الفنانين الذين بدأوا هذه التجربة في الانتاج، ودعمهم إعلامياً، فهم أكثر من غيرهم قادرين على سبر أغوار الانتاج الدرامي، وأكثر ثقة ودراية بخفاياه· فضلاً عن أهمية تكثيف الاحتكاك بالآخر خليجياً وعربياً لاكتساب المزيد من الخبرات والثقافات، وأتمنى أن يستفيد المستثمر المحلي من الطفرة التي تحققت على هذا الصعيد''· التسمية مرفوضة من جانب آخر، يرفض الفنان سلطان النيادي اطلاق تسمية دراما إماراتية محلية أو خليجية أو عربية، والأهم لديه كيف ينجح هذا العمل أو ذاك في طرق قضايا المجتمع بجرأة وموضوعية· وعن تجربته الانتاجية، يقول النيادي: لقد قررت خوض التجربة بعد سنوات طويلة كمدير انتاج في تلفزيون أبوظبي قدمت خلالها أكثر من خمسة أعمال كمنتج منفذ، لكن خوض تجربة الانتاج الخاص نابع في الأساس من الثقة المتناهية في المنتج الإماراتي، ولقد شجعتنا تجاربنا المحلية العديدة، فالانتاج عملية حسابية مكلفة ومعقدة، في ظل سوق تنافسية كبيرة، فضلاً عن المتاعب الخافية عن المشاهد، إلا أن أساس هذا كله ''الورق الجيد''، ومدى نجاحه في كسب ثقة المشاهد، وبالتالي تتضح رؤى تسويقه، ومن ثم فنجاح التسويق ينعكس على النجاح في جذب المعلن، والقدرة على خوض سباق المنافسة· تبشر بالخير الفنانة رزيقة الطارش ترى أن واقع الدراما المحلية جيد ويبشر بالخير، وما تحقق من نجاحات يدعو إلى المزيد من التفاؤل، والمزيد من التشجيع، وإن كانت هناك بعض الانتقادات فليس هناك عمل خالٍ من السلبيات، لكن علينا أن نفخر بما تحقق، ولعل جو المنافسة والتشجيع الموجود، وتزايد الطلب على مشاركة الفنان الإماراتي على الصعيدين الخليجي والعربي، والاقبال على مشاهدة الدراما المحلية في القنوات الفضائية العربية أمر مشجع لم يكن موجوداً من قبل· ولم تعد اللهجة المحلية قيداً على ذلك، مع عدم إغفال النقلة الكبيرة على صعيد التقنية والاخراج، والتسويق أيضاً، فضلاً عن طرح موضوعات لم تكن تطرح من ذي قبل· مرحلة جنينية من جانب آخر يرى المخرج سالم العمري أن الدراما المحلية لا زالت تحبو، إن لم تكن في ''المرحلة الجنينية''، ويرجع ذلك إلى قلة سنوات الخبرة قياساً بدول عربية أخرى، إلى جانب ندرة كتاب الدراما وبالتالي ندرة النصوص، ونقص عدد المخرجين والكوادر الفنية الأخرى كالممثلين، إلا أنه على ثقة بأن الحركة الفنية الإماراتية قادرة على استيعاب الخبرات اللازمة لتطوير نفسها، ويتأتى هذا بأهمية ثقة المستثمر أو رجل الأعمال الإماراتي أو صاحب رأس المال بالاتجاه نحو الانتاج الدرامي، وتشجيع الانتاج التليفزيوني، والتخلي عن الخوف والتحي بالشجاعة والثقة، واستثمار التشجيع الثقافي، وإتاحة الفرص أمام المبدعين، وتفعيل الحركة المسرحية، ودعوة الكتاب إلى الخوض مزيداً نحو الغوص في مشاكل المجتمع وهمومه وقضاياه دون خوف أو تردد·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©