الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

بافاروتي ·· آخر الحناجر الذهبية في القرن العشرين

25 نوفمبر 2007 12:30
الحديث عن فنان من طراز ''لوتشيانو بافاروتي'' الذي فقدته الأوساط الفنية مؤخراً، لابد أن يبدأ مع وصف لمسيرة طويلة من الإبداع الأوبرالي لأشهر ''تينور'' إيطالي، ذلك الفن الرفيع الذي يتوجه إليه جمهور النخبة، سواء في المجتمع الإيطالي أو المجتمعات الغربية، منذ نشأ قبل قرون في البلاطات الملكية والأوساط الأرستقراطية الأوروبية بعيداً عن الطبقات الاجتماعية البسيطة· وعندما يكون الحديث عن ''الأوبرا'' في القرن العشرين، لا بد أن نذكر قامات أخرى رائعة مثل ''بلاسيدو دومينيجو'' و''خوسيه كاريرا'' و المغني الضرير ''أندريه بوتشيلي'' باعتبارهم طاقات عظيمة ستجد نفسها يتيمة بعد رحيل رفيقها وصديقها العملاق ''بافاروتي'' الذي شغلت حنجرته أرجاء الدنيا على مدى أربعين عاماً، ليخوض في سنواته الأخيرة معركة قاسية ضد مرض ''سرطان البنكرياس'' الذي قضى عليه في النهاية وجعله يرحل مثقلاً بالديون، فالإرث الذي تركه لوتشيانو كان بعيداً عن توقعات ورثته الذين فوجئوا بديون بقيمة 18 مليون دولار، فخلال السنوات الماضية تقلص حجم نشاطاته الفنية وطالت مدة علاجه المكلف في أميركا، بينما قدرت الصحافة الإيطالية ثروته بما بين 30 و200 مليون يورو· نساء في حياته عقب وفاة بافاروتي صدر كتاب بعنوان ''الحب الماضي'' يحكي قصص نساء في حياته، ويحمل عنوان كل فصل اسم أغنية شهيرة غناها مثل ''انتظري يا سيدتي'' و''أعطني يدك'' و''دون جوان'' و''دمعة حزينة'' و''إكسير الحب''· ''مارييلا بويرشي'' مؤلفة الكتاب تقول: ''إنها تصدق ما قالته زوجته الأولى عن أنه كان يضعف حين يرى أي امرأة، ويبدأ في التودد إليها مثل القط، فلا فرق لديه بين الصبية أو العجوز أو بين السمينة أو النحيفة أو بين الجميلة والقبيحة''! أما خصومه فيشيعون عنه بعد موته أنه ''كان شرها للطعام ويستطيع ابتلاع كعكة كاملة من الحلوى لوحده''· سأرحل معك اجتذب بافاروتي جمهورا جديداً للأوبراً، بخاصة مع أغان ارتبطت بشهرته وشعبيته ''نيسون دورما'' أو ''ليهجر الجميع النوم'' التي ارتبطت بكأس العالم لكرة القدم من خلال افتتاح بطولة الألعاب الأولمبية الشتوية في ''تورين'' عام ،1990 فاستطاع أن يصل بالأوبرا إلى مليار ونصف مستمع حول العالم· قبل أن يغيبه الموت بعدة أشهر أكد أنه يحضر لأسطوانة جديدة بعنوان ''بافاروتي وأصدقاؤه'' لكنها لم تر النور، بينما نستمع صوت ''أندريه بوتشيلي'' يناجي رفيقه الذي رافقه في حفلاته وغنى في عرسه الأخير، مردداً أغنيته الشهيرة ''سأرحل معك''· 100 مليون اسطوانة! قدم بافاروتي عرض اعتزاله في دور رمزي جسد فيه شخصية الرسام ''ماريو كافارادوسي'' في أوبرا ''توسكا'' لبوتشيني، وكان قد بدأ مشواره الفني عام ،1961 وبلغ عدد عروضه الأوبرالية على مسرح دار أوبرا ''المتروبوليتان'' في نيويورك 373 عرضا منذ بدأت حياته الفنية قبل أكثر من ثلاثين عاما· ترك بافاروتي وراءه أجيالاً من عشاق صوته الأوبرالي والمعجبين بأغاني البوب، وامتدت مسيرته 40 عاماً، فكان الكلاسيكي الأوسع انتشاراً ومبيعاً، حيث بيعت له أكثر من 100 مليون أسطوانة، وكان يقدم مئة حفلة في السنة ولم يتردد في أداء أغنيات نابولي الشعبية والأغاني الخفيفة إلى جانب الأوبرا مع مغنين مثل ''ستينج'' و''ماريا كاري'' دفاعاً عن قضايا إنسانية، غير آبه بالانتقادات· بعد رحيل بافاروتي قال ''دومينجو''، الذي شاركه الغناء الأوبرالي لسنوات مع ''كاريرا'' كثلاثي ''تينور'': ''لطالما أعجبت بعظمـــة صــوته الذي وهبه الله إياه، ذلك النغم الهائل من أقصى القاع إلى أقصى قمة مدى ''تينور'' الصوت· أما ''كاريرا'': فقال: ''لنتذكر بافاروتي الفنان العظيم، ذلك الرجل صاحب الشخصية الساحرة''·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©