الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

آرت باريس - أبوظبي ·· لقاء الشرق والغرب

25 نوفمبر 2007 12:33
ليس لأنه الأغلى والأكبر فقط، يستحق المعرض الفني العالمي الموسوم بـ ''آرت باريس - أبوظبي'' أن يوصف بأنه علامة فارقة في مسيرة العاصمة الثقافية، بل لأنه الأكثر ثراء على المستوى الحضاري والثقافي حيث يمزج بين أطياف متنوعة من الشرق والغرب، ويضم أعمال عمالقة الفن العالمي من وزن بابلو بيكاسو، سلفادور دالي، مارك شاجال، آندي وارهول، خوان ميرو، وألبرتو جياكومتي، وغيرهم، ممن يحلون ضيوفاً على العاصمة الحبيبة أبوظبي التي تستضيف إبداعاتهم الفنية في قصر الإمارات، وتتحول ابتداءً من 27 وحتى 29 من الشهر إلى واحة للفن العالمي، تلتقي فيها الإبداعات الإنسانية من شتى المشارب والمدارس والاتجاهات والتيارات الفنية الحديثة في الرسم والنحت والتصوير الفوتوغرافي في عناق نادر تحت سماء عاصمة تضع الثقافة على رأس انشغالاتها أو أجندتها الثقافية والتنموية· حدَث ومدينة حدثٌ ومدينة، ومزيج فني فريد لا يجتمع تحت سقف واحد إلا في حالات نادرة، أما الحدث فهو معرض عالمي بكل المقاييس يقام تحت رعاية الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وتنظمه هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، وشركة أبوظبي للتطوير والاستثمار السياحي بالتعاون مع معرض الفن الأوروبي الرائد ''آرت باريس''· وأما المدينة فهي الحبيبة أبوظبي التي تتعزز مكانتها كعاصمة للثقافة يوماً بعد يوم، وحدثاً إثر حدث· و ''آرت باريس -أبوظبي'' ليس معرضاً كبيراً فحسب، بل حدث مهم ونوعي لأنه أكبر وأثرى معرض فني من نوعه يقام في المنطقة، ويتوقع أن يصبح واحداً من أكبر الفعاليات الفنية والثقافية في العالم، حيث تتجاوز قيمة الأعمال المعروضة 400 مليون دولار أميركي (أكثر من 1,4 مليار درهم)، ويشارك فيه 43 معرضاً فنياً دولياً من بينها أربعة معارض إماراتية اختارتها لجنة من الخبراء للمشاركة وهي: ''جرين آرت جاليري''، ''ذا ثيرد لاين''، ''بي''21 و''عزيز كورثا فاين آرت''· ويعرض ''آرت باريس- أبوظبي'' قرابة 3 آلاف عمل فني لنخبة من أعمال كبار الفنانين العالميين أمثال كاريل آبل، جان آرب، جان ميشيل باسكيا، دانيال بيورن، كونستانتين برانكوزي، ألكسندر كالدر، روبرت وسونيا ديلوناي، سام فرانسيس، كيث هرينج، روبرت إنديانا، إيف كلاين، فرناند ليجيه، كازيمير مالويتش، أندريه ماسون، جنباً إلى جنب مع أعمال عشرات الفنانين من المنطقة والعالم العربي مثل: حسن حجاج، منير شعراني، إسماعيل فتاح الترك، شادي غاديريان، ضياء عزاوي، عبد القادر الريس وآخرين، مما يخلق بيئة مثالية للتلاقح الثقافي والفني وهو أحد الأهداف التي يسعى المعرض إلى تحقيقها· مناخ ثقافي ومن شأن هذا المعرض الفني المرموق، كما سبق أن وصفه سعادة محمد خلف المزروعي مدير عام هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، ''أن يخلق مناخاً ثقافياً عاماً سيكون حافزاً على الفن والإبداع ليس في أبوظبي وحدها بل في كافة أنحاء الدولة والمنطقة بأسرها· كما يتيح الفرصة للفنانين ومحبي الفنون التشكيلية للتفاعل والتواصل مع الخبراء العالميين في الحقل الفني، ومشاهدة هذه المجموعة الفريدة من الأعمال الفنية العالمية والاستفادة من ورش العمل الفنية والمحاضرات التثقيفية التي ستقام حول الموضوعات المتعلقة بالتذوق الفني، بهدف دعم المعرض وتحقيق الأهداف المرجوة منه''· ولا شك في أن معرض ''آرت باريس-أبوظبي'' يشكل مزيجاً متنوعاً في جمعه لثلاث فعاليات متزامنة تتمثل في معرض فني، ومعرض ثقافي، وندوة تثقيفية وتعليمية عن الفن الحديث والمعاصر· ولعل في المعرض الثقافي الذي تنظمه أمل طرابلسي، ما يشبع نهم المعرفة لدى عشاق الفن العربي بشكل خاص، فهو يقدم مجموعة من الأعمال الفنية لعدد من الفنانين المتميزين في العالم العربي، ويركز على شعار ''الرموز والخط''، ولطالما كان الخط العربي وثيق الصلة بالعالم الإسلامي، ويمثل التكافل والتعايش بين المعنى والشكل، إضافة إلى أنه يعد منصة للعرض الفني للتعبير الديني والثقافي''· تحية للخط العربي ويهدف المعرض الثقافي، وفق كارولين كلوف لاكوست، مؤسسة ومديرة معرض ''آرت باريس''، إلى ''تقدير الخطاطين الراسخين والثناء عليهم، وبيان كيف قام الآخرون الأكثر حداثة بتحرير أنفسهم من المعنى وصولاً إلى شكل من السبق الفني· كما يسعى المعرض إلى تقديم تفسير جديد لعلامات خاصة تناسب بصورة أكبر التعبير العالمي الذي أصبح فيما يبدو أنه المطلب أو الضالة المنشودة في وقتنا الحالي''· وحسب منظمي ''آرت باريس-أبوظبي'' يعد هذا الحدث أحد أهم المعالم الثقافية لمجتمع الفن في الإمارات، لأنه يعد فرصة فريدة لهم لعرض أعمالهم الفنية على الجمهور العالمي، ومن المتوقع أن يستقطب عدداً كبيراً من محبي وعشاق الفن في المنطقة· يذكر أن ''آرت باريس'' الذي انطلق في العام ،1999 يعد واحداً من المعارض الدولية المخصصة للفن الحديث والمعاصر، ويقام في شهر مارس من كل عام في قلب العاصمة الفرنسية باريس في ''جراند باليه'' أو القصر الكبير، أحد الأماكن المرموقة للثقافة الفرنسية·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©