الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مشروع تخرج في جامعة زايد يمهد لمهرجان سينمائي طلابي

مشروع تخرج في جامعة زايد يمهد لمهرجان سينمائي طلابي
19 مارس 2010 20:36
بدأ المشروع حلماً واكتمل بالجهد وباتباع خطوات مدروسة، فتحول إلى مهرجان سينمائي للطلاب من مختلف الدول العربية يكونون فيه هم النجوم المشاهير الذين يخطون بثقة على سجاد أحمر، بأفلامهم القصيرة التي تشكل مشاريع تخرجهم. تتحدث ريم فاخر عن حلمها الذي قال لها بيتر سكارليت، المدير التنفيذي لمهرجان الشرق الأوسط السينمائي في أبوظبي، إنه ممكن، بعد أن أشار إليها «أنت مجنونة ولكن بوسعك القيام بالمشروع». تقول حين طلب مني تحديد مشروع التخرج في إطار اختصاصي في جامعة زايد في العلاقات العامة والإعلان، وكنت قد عملت سابقاً مع مهرجان الشرق الأوسط السينمائي في دورته الثالثة العام الماضي، طرحت الفكرة - الحلم على زميلتي إليازية الفلاسي لنعمل سوياً على تحقيقه، فتحمست وبدأ العمل، وخلال ثلاثة أشهر تمكّنا وبمساعدة فريق «زوف» (اختصارا لاسم المهرجان بالإنجليزية) من تحقيق الحلم الذي ستمدّ سجادته الحمراء للافتتاح في الثالث والعشرين من مارس، وتعرض أفلام الطلاب المختارة في الرابع والعشرين منه، والاختتام في الخامس والعشرين منه مع إعلان أسماء الفائزين الأوائل». تقول ريم: «خلال دراستي كنت أركز على مجال اختصاصي وهو العلاقات العامة والإعلان، وبالصدفة اخترت صفا إضافيا عن إنتاج الفيديو ووجدت نفسي متعطشة لهذا المجال ومهتمة به، فاخترت فصلاً ثانياً إلى أن عملت في مهرجان الشرق الأوسط السينمائي الدولي العام الماضي، فشعرت أن هذا عالمي وهذا ملعبي، فجمعت بطاقات عناوين وأرقاما كثيرة من خلال هذا المهرجان، كما راقبت عملية الإعداد والتنظيم والإجراءات المتبعة، وحلمت بأن أقوم بنفسي بإطلاق مهرجان مماثل على مستوى الطلاب. فالطلاب لا تتوفر لهم فرص كثيرة لعرض أفكارهم، كما أن أفلامهم تعتبر أفلاما حرة ومهمة جدا، لأنهم يضعون فيها أفكارهم ورسائلهم وإبداعهم قبل أن يخوضوا في مجال العمل، حيث إن المنتج لديه سلطة القرار في شؤون كثيرة في صناعة الأفلام. قلت لنفسي «لم لا تكون هناك سجادة حمراء للطلاب فيكونون هم النجوم المشاهير الذين يخطون عليها ويتبارون لنيل الجائزة التي تعترف بقيمة عملهم السينمائي». حلم مخيف البداية كانت مع البحث عن الجامعات في مختلف العالم العربي التي تخرج سينمائيين يصنعون أفلاما قصيرة لتخريجهم من الجامعة، بدأنا مع الشرق الأوسط ودول الخليج لنجد أننا نتوسع إلى شمال أفريقيا... اتصلنا بالجامعات المعنية وعرضنا المهرجان لديها باسم جامعة زايد، وأطلعناهم على شعارنا وهو «من الطلاب للطلاب» وسرعان ما لمسنا تجاوباً مع فكرة المهرجان، وتسلمنا مقترحات وترشيحات لأفلام طلابية استلحقت بالأفلام نفسها، وعرضناها على لجنة تحكيم تألفت من أساتذة الكلية فتم اختيار 12 فيلماً قصيراً من أصل نحو 70 فيلماً، وصلتنا من لبنان والأردن وفلسطين والعراق وقطر والبحرين، بالإضافة إلى الإمارات بطبيعة الحال». وتقول «كانت سلطنة عمان ستشارك في المهرجان ولكن التوقيت في ارسال الأفلام لم يكن مناسباً، على أمل أن يصار إلى إشراك عدد أكبر من البلدان في المستقبل». وتشير إلى أن المشروع حين لم يكن سوى حلم يبدو مخيفاً جداً، ولكن هذا الحلم كبر وبالجهد والإرادة وعمل الفريق كله تحقق. تألف الفريق بالإضافة إلى صاحبة الفكرة ومؤسسة المهرجان ريم فاخر، من زميلتها الشريكة ورئيسة التسويق للمهرجان إليازية الفلاسي، ومن 5 طالبات من السنوات الأول وافقن على التطوع والعمل معهما وبالتالي اكتساب خبرة في المجال قبل الوصول إلى السنة الرابعة التي هي السنة الأخيرة في اختصاصهنّ. وتحول مشروع التخرج إلى مهرجان قد تعمد جامعة زايد إلى تحويله سنوياً، وتقول ريم إنها ستمنح نفسها شهر راحة فقط قبل أن تشرع بالتحضير للدورة الثانية في العام المقبل. ولأن المشروع غير ربحي ومخصص للطلاب ولتشجيع أعمالهم السينمائية، فهي تخطط لايجاد مهنة للعيش والاكتفاء من المهرجان كونه نشاط تقوم به، عزيزاً على قلبها، متأملة أن تتمكن من دراسة الإخراج السينمائي فيما بعد. ضوابط القيم هل مارست وشريكتها نوعاً من الرقابة على الأفلام المرشحة؟ تقول ريم إنه، ومن ضمن المقترح والدعوة للجامعات، حددت الأفلام القصيرة بأن لا تتجاوز الثلاثين دقيقة، مشيرة إلى أن هناك أفلاما مدتها دقيقتان فقط، وقد تمكنت من ايصال رسالة، وأن تكون ذات فكرة ورسالة، وأن تراعي العادات والتقاليد العربية.. ولفتت إلى أن الشرط الأخير ترك مفتوحاً من دون تحديدات لسبب تعاملهم مع أعمال فنية، وقالت «لم يصلنا فيلم يعتبر أنه لا يحترم هذه العادات والتقاليد». وأشارت إلى أنها حضرت وزميلتها ولجنة التحكيم الأولى الأفلام السبعين، وقد تم اختيار 12 فيلماً ستعرض في اليوم الثاني للمهرجان في اوديتوريوم «واي» Y في جامعة زايد، والذي يتسع لـ 418 مقعداً، بالإضافة إلى 9 أفلام أخرى كانت قد وصلت إلى مرحلة نصف النهائية ولم تصل مع المرحلة النهائية قبل اختيار الفائزين، غير أنها تستحق العرض على الجمهور. وفي المرحلة النهائية، اختيرت لجنة تحكيم مختلفة عن الأولى، وتضم بيتر سكارليت المدير التنفيذي لمهرجان الشرق الأوسط السينمائي الدولي وجريج أونرو من لجنة أبوظبي للسينما وعليا يونس مخرجة وكاتبة وأستاذة في جامعة زايد. وتختار اللجنة هذه الأفلام الفائزة الثلاثة، وبينها الفائز بالمرتبة الأولى وفائزان بالمرتبة الثانية، أحدهما للفيلم الروائي والثاني للوثائقي، إذ أن الأفلام قسمت لفئتين، روائية ووثائقية. وتشير ريم إلى أنهم لم يتمكنوا من استضافة الطلاب المخرجين الفائزين لضيق الوقت، مع العلم أن مهرجان الشرق الأوسط السينمائي الدولي أعلنت إدارته الاستعداد لتأمين حضور الفائزين، كما أن عددا من الشركات قدمت الدعم والرعاية للمهرجان إما معنوياً أو إعلامياً أو مادياً بشكل مباشر. وسيحصل الفائزون الثلاثة الأوائل على تغطية إعلامية وعرض لأفلامهم في قناة بينونة في إطار دعم متبادل، كما في إذاعة الخليجية، حيث سيقدمون لجمهور أوسع بواسطة الإعلام التلفزيوني والإذاعي، كما قدمت هيئة تنظيم الاتصالات دعما للمهرجان وكذلك «إنموشين ميديا رينت إي كار»، والداعم الأكبر مهرجان الشرق الأوسط السينمائي الدولي التابع لهيئة أبوظبي للثقافة والتراث. حلم الاستمرار تشير ريم إلى أن كلفة المهرجان وصلت إلى مئة ألف درهم إماراتي، وقد تمت طباعة بروشورات عنه وبطاقات دعوة، وقد عملت وزميلتها على التفاصيل كلها، وقد ساعدتها خبرة العمل في مهرجان سينمائي على مواجهة العقبات والإجراءات المعتمدة في مهرجانات مماثلة. تأمل ريم أن تنال درجة كاملة على تنظيمها هذا المهرجان كمشروع تخرج لها ولزميلتها إليازة الفلاسي، وتقول «حلمي الاستمرارية، لأنني كطالبة كنت أتوق لمهرجان يدعمني ويقدر جهودي ويشعر المخرجين الطلاب بأنهم هم النجوم والمشاهير ومن أجلهم تمد السجادة الحمراء... ولفتت إلى أن الجوائز وإن كانت رمزية من الناحية المادية فهي ستساعد الطلاب وتشجعهم على الانطلاق، إذ ينال الفيلم الذي يحل في المرتبة الأولى مبلغ عشرة آلاف درهم، فيما ينال كل من الفيلمين اللذين يحلان في المرتبة الثانية خمسة آلاف درهم، بالإضافة إلى دعم إعلامي وشهادتي تقدير من الجامعة ومن مهرجان الشرق الأوسط السينمائي الدولي. وقد تمت دعوة وجوه إعلامية وسينمائية من مخرجين وممثلين وفنانين إلى المهرجان، تتأمل ريم حضورهم وتقديمهم الدعم للطلاب، وتقول «كان الموضوع برمته مجرد حلم ولم أتوقع أنني سأتوصل إلى تحقيقه، وكنت منذ البداية وحتى قبل اختياره مشروعاً لتخرجي قد كتبت عرضاً له مع تصور للافتتاح والعرض والاختتام والجوائز... وها هو الحلم يتحقق وأتمنى قبل أي شيء آخر أن يستمر كي يدعم الطلاب في مسيرتهم السينمائية».
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©