الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الشمس ترفع الطيارين إلى عنان السماء

الشمس ترفع الطيارين إلى عنان السماء
25 نوفمبر 2007 22:50
تقول الأسطورة أن الشمس أذابت الأجنحة التي صنعها من الشمع ''إيكاروس'' أول محاولي الطيران، ولكن الوضع يبدو أنه في طريقه للتبدل الكلي حيث سترفع الشمس الراغبين في الطيران عن الأرض وتحلق بهم في عنان السماء عبر إمدادهم بطاقتها· فمؤخراً كشف اثنان من المغامرين السويسريين في أحد المطارات العسكرية بزيوريخ النقاب عن نموذج لطائرة تعمل بالطاقة الشمسية على أمل ان تصبح الأولى من نوعها التي تحلق في سماء الكرة الأرضية بحلول العام ،2011 وهذه الطائرة التي اطلق عليها اسم ''سولار امبلز'' بقيمة 42 مليون جنيه استرليني اصبحت تعتبر أحد المشاريع الأكثر طموحاً في تاريخ الطيران المدني قبل أن تحدث ثورة غير مسبوقة في مجال السفر الجوي· وبدلاً من أن تستخدم وقود الطائرات التقليدي فسوف تتمتع بوجود خلايا شمسية متناهية الصغر متكاملة في داخل الجناحين تعمل على تجميع أشعة الشمس وتحويلها الى طاقة تسمح بتشغيل المحركات الالكترونية الأربعة، وعبر تخزين الطاقة سوف يصبح بإمكان الطائرة التحليق أيضاً أثناء ساعات الليل· وحسبما ورد في صحيفة ''التايمز'' اللندنية مؤخراً فإنه عندما يتم بناء النسخة النهائية فإن عرض الطائرة سوف يصل الى 262 قدماً من اقصى طرف للجناح الى الطرف الأقصى الآخر ما يمنحها اتساعاً للجناح اشبه بذلك الذي تتميز به الطائرة السوبر جامبو الجديدة من نوع ايرباص A083 التي حلقت في اول رحلة رسمية لها في الشهر الماضي، إلا أن التشابه قدر له ان ينتهي الى هذا الحد فيما يبدو، ففي الوقت الذي بإمكان السوبر جامبو ان تحمل فيه اكثر من 800 راكب وتحلق بسرعة الى اكثر من 560 ميلاً في الساعة فإن طائرة ''السولار امبلز'' لا تتسع سوى لراكب واحد فقط في كابينتها الصغيرة الحجم وتصل سرعتها الى 40 ميلاً في الساعة بحيث تستغرق الرحلة حول العالم زمناً بحوالي أربعة أسابيع، بيد ان هذا المشروع بات في طريقه لأن يشكل العلامة الأكبر في مسيرة الطيران المدني طيلة فترة العقود الثلاثة الماضية، ففي السنوات المبكرة لمجال الطيران سرعان ما بدأت الصناعة في تسجيل الأرقام القياسية عندما اصبح شارلس ليندبرج في عام 1927 أول شخص يقوم برحلة من دون توقف عبر الاطلنطي، أما في عام 1947 فقد نجح تشوك ييجر من كسر حاجز الصوت، وعلى كل فقد شهدت وتيرة الانجازات في مجال الطيران تباطؤاً ملحوظاً طيلة فترة الثلاثين عاماً الماضية، ولكن وعبر اقتفاء خطوات العظام من الرواد الأوائل يبدو ان كلاً من اندري اورسشبيرج وبيتراند بيكارد قباطنة الطائرة الجديدة يرغبان في تجديد واستئناف المسيرة· ومن اجل ان تتمكن من التحليق ليلاً فسوف تعمل الطائرات على امتصاص أشعة الشمس أثناء النهار وتخزينها في داخل لوحات البطاريات على الرغم من وجود مخاطر حقيقية من ان تصبح البطاريات فارغة قبل طلوع الشمس التي ستبقى كافية لتوفير الطاقة لمدة سبع أو ثماني ساعات فقط لتشغيل الطائرة وشحن البطاريات، وفي حال وجود سحب كثيفة في الأجواء فلن تتمكن الطائرة من الحصول على طاقة كافية· ولمواجهة هذه المشكلة فإن الطائرة ''سولار امبلز'' سوف تحلق عادة على ارتفاع عالٍ يصل الى 42 الف قدم الى ما فوق السحب حتى في المناطق المدارية الاستوائية وبزيادة بارتفاع 10 آلاف قدم من الارتفاع الاعتيادي لتحليق الطائرات، ولكن الطائرة سوف تخضع لمراقبة لصيقة من العاملين في الارصاد الجوي الذين سيتقدمون بالمشورة للطيار بشأن التحليق في افضل الظروف المشمسة والأقل تعرضاً للمطبات الجوية· وهنالك تهديد آخر يتعلق بإمكانية حدوث عطل في المحرك وهو الأمر الذي يمكن أن يحدث لأن طائرة اخرى في رحلات المسافات الطويلة وبخاصة عند مواجهتها للمطبات الهوائية القوية، ولأن الطائرة مصنوعة من ألياف الكربون ومصممة بحيث تتمتع بأخف وزن ممكن ممن يصبح بمقدورها الصمود أمام الموجات الهوائية القوية في الارتفاعات الدنيا للطيران، ومن اجل ان تحصل الطائرة على القدر الاكبر من اشعة الشمس فسوف تحلق على طول خط الاستواء بمساعدة من فريق يتألف من 50 عضوا من مراقبي الحركة الجوية ومهندسي اجهزة المشبهات بالاضافة الى طاقم اسناد يوفر التوجيه والمساعدة من على الأرض، وقبل انطلاق الرحلات الكاملة للطائرة يعتزم الطاقم السويسري اختبار هذا النموذج بشكل نهائي في العام ·2009 ويهدف مشروع سولار امبلز الى ترسيخ المعاني البيئية بشكل علمي وهندسي بعد ان استطاع ان يجمع 65 في المئة من الميزانية المستهدفة من مؤسسات مثل مصرف دوتش بانك الأحرص من غيره على ربط اسمه بالمشاريع البيئية، كما يهدف المشروع ايضا ان يمثل بداية مرحلة إعادة تأهيل واصلاح مجال الطيران المدني بعد ان اصبح محط تركيز هيستريا الاحتباس الحراري السائدة في العالم الى جانب الأخذ بزمام مسألة ترشيد الطاقة، وكما يقول بورسشبيرج احد قبطاني الطائرة ''ان القليل فقط من الناس كانوا يعتقدون عندما حلق الانسان اول مرة بالطائرة في عام 1903 ان الطائرة سوف تتمكن بعد 50 عاما لاحقا من حمل 200 شخص وتعبر المحيطات بسرعة تصل الى 500 ميل في الساعة، لذا فإن لا أحد يدري ما الذي سنتمكن من فعله بعد 20 أو 50 عاماً من الآن؟
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©