الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«الدولي للصحة النفسية»: 20% من الأطفال مصابون باضطرابات القلق

«الدولي للصحة النفسية»: 20% من الأطفال مصابون باضطرابات القلق
2 مارس 2018 01:56
منى الحمودي (أبوظبي) أكد خبراء مشاركون بالدورة السادسة من المؤتمر الدولي للصحة النفسية، الذي بدأ أعماله أمس بأبوظبي، أهمية الجانب الوراثي الجيني في الإصابة بالأمراض النفسية بمختلف أنواعها، حيث يكون العامل الجيني مسؤولاً عن 90% من حالات الإصابة باضطرابات «طيف التوحد»، لافتين إلى انتشار الاضطرابات النفسية حول العالم، حيث يعاني طفل من كل خمسة أطفال أو مراهقين من مشكلة اضطراب نفسي على مستوى العالم، فيما تتراوح هذه النسبة بين الأطفال والمراهقين في الإمارات ما بين 15 و20%، في مقدمتها اضطرابات القلق وفرط الحركة وتشتت التركيز. ويستمر المؤتمر، المنعقد بفندق جميرا أبراج الاتحاد بأبوظبي حتى يوم غد السبت، بمشاركة 600 خبير بالصحة النفسية، يقدمون أكثر من 100 محاضرة وورشة عمل باللغتين العربية والانجليزية، متضمناً برامج تدريب عملي مكثفة في الأبحاث والمهارات والعلاجات النفسية، من أهمها محاضرة تطور قياس الوظائف النفسية باستخدام لغة الإشارة، تأثير الحرب على الأطفال من منظور عالمي، الصحة النفسية والتواصل بين الآباء والرضع وتقدير الذات، ووجهة الضبط لدى عينة من المراهقين المصابين بالسكري من النوع الأول. وأوضح الدكتور عمار حميد البنا رئيس مركز التميز للصحة النفسية واستشاري الطب النفسي للأطفال والبالغين في مستشفى الجليلة التخصصي للأطفال، أن الاضطرابات النفسية لها عبء ثقيل على المجتمع حيث تحوز ما نسبته 25% من إجمالي الاضطرابات، وأن أغلب الاضطرابات النفسية تبدأ من عمر الطفولة أو المراهقة، في حين تصل نسبتها 60% عند الكبار. وأشار إلى أن أغلب الاضطرابات النفسية مزيج بين العوامل الوراثية والجينية وتفاعلها مع البيئة، فالطفل يولد ولديه قابلية للاضطرابات النفسية مثل القلق أو الاكتئاب، ويأتي بعد ذلك دور البيئة في حماية ووقاية الطفل أو إصابته. فالطفل إذا كانت لديه قابلية للقلق جينياً، وتم إيصاله لبيئة آمنة تساعده على مواجهة مخاوفه فهناك احتمالية كبيرة بأن لا يظهر عليه اضطراب القلق. وأشار د. عمار إلى أن أهمية العامل البيئي في الإصابة باضطرابات التوحد لا تتجاوز 10% من الأسباب، فيما يصل دور الجينات إلى 50% من أسباب الإصابة بالاكتئاب الذي تزيد في مسبباته العوامل البيئية. وصحح د. عمار الوصف الشائع للأطفال المصابين بفرط الحركة بـ«المشاغبين»، بأنه مرض نفسي يعزى لأسباب جينية بنسبة تصل إلى 75%، لافتاً إلى وجود علاج ناجح وفعال للحالة. وشدد على أن الاضطراب النفسي له تبعات إن لم تعالج فيمكن أن يتسبب في التدهور الدراسي والتوقف عن الذهاب للمدرسة، كما أنه يمنع الطفل عن تشكيل علاقات اجتماعية، لافتاً أن تشكل بعض الاضطرابات في مرحلة المراهقة قد يقود لأفكار انتحارية، سيما أن الإحصائيات العالمية تعزو السبب الثاني للوفاة في عمر اليافعين أقل من 25 سنة في الدول النامية إلى الانتحار، فيما في الدول المتقدمة يشكل السبب الأول للوفاة. من جانبه أشار الدكتور أحمد الألمعي استشاري ورئيس قسم الطب النفسي للأطفال بمدينة الشيخ خليفة الطبية ورئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر إلى أنه قريباً سيتم توفير أحد العلاجات الدوائية لمرض فرط الحركة وتشتت التفكير، واسيتوفر في شكل لصقة ممتدة المفعول، يتم وضع الدواء بداخلها. وذكر الألمعي أن الدراسات تشير إلى ندرة البحث العلمي في منطقتنا العربية برغم توافر الموارد ووجود الأجيال المتعلمة المحبة للعلم والبحوث، داعياً لضرورة الاستمرار في تحقيق الأهداف التي كانت بدايتها منذ ست سنوات في تدريب أجيال من الباحثين في المنطقة في مجال الطب النفسي، من خلال محاضرات علمية وورش تدريب مكثفة تمكن الجيل الشاب من التواصل مع جيل الرواد والأساتذة في هذا المجال وتغرس فيهم حب البحث العلمي للوصول إلى أفضل النتائج. وأضاف قائلاً: «بهذه المناسبة يسرني أن أعلن عن إنشاء شعبة الطب النفسي للأطفال والناشئة ضمن المجلس العربي للتخصصات الطبية ووضع برنامج لتدريب جيل من الأطباء النفسيين في هذا المجال، والذي وافق على إنشائه رئيس المجلس العربي للتخصصات الطبية في عام 2016، وتم اعتماد برنامجين لهذا التخصص في عام 2017 أولهما القصر العيني في القاهرة والثاني في مستشفى الطب النفسي في البحرين، ومن المتوقع تخريج أول دفعة من الأطباء المتدربين على هذه البرامج خلال عام، على أمل أن يستمر اعتماد برامج أخرى في المنطقة العربية بما في ذلك في دولة الإمارات».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©