الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

ثمانية أوهام تضلل المديرين في عالم الشركات الكبرى

ثمانية أوهام تضلل المديرين في عالم الشركات الكبرى
25 نوفمبر 2007 23:04
تشكل الأوهام الخادعة معظم معلوماتنا عن عالم الأعمال، وتظهر أهم هذه الأوهام في أخطاء في المنطق وعيوب في الأحكام، وتشوه فهمنا للأسباب الحقيقية وراء أداء الشركات· لكن ''فيل روزنتسفيغ'' في كتابه الرائع المليء بالأفكار الذكية والآراء اللماحة الخارجة على الأعراف الجارية والمعتقدات السائدة يعد توليفة نادرة تجمع فهم العالم الواقعي مع الدقة العلمية، وكتاب ''تأثير الهالة·· وثمانية أوهام أخرى تضلل المديرين في عالم الأعمال'' للكاتب الأميركي ''فيل روزنتسفيغ'' الذي يعمل حاليا أستاذا بالمعهد الدولي للتطوير الإداري بسويسرا، هو واحد من الكتب التي تمت ترجمتها ضمن باكورة إنتاج مشروع ''كلمة'' أحد مشاريع هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، ويعد هذا المشروع الرائد أضخم مشروع للترجمة إلى اللغة العربية عن مختلف اللغات الأجنبية، ويهدف مشروع ''كلمة'' إلى إحياء الترجمة العربية في العالم، ونقل أمهات الكتب من كافة اللغات إلى العربية· يتمحور كتاب ''تأثير الهالة·· وثمانية أوهام أخرى تضلل المديرين في عالم الأعمال'' حول الأعمال ''التجارية'' وإدارة النجاح والفشل، حيث يهدف الكتاب إلى مساعدة المديرين على التفكير في أنفسهم، بدلاً من الإصغاء إلى موكب حاشد من خبراء ومستشاري الإدارة والمديرين التنفيذيين المشهورين والذين يزعم كل منهم ابتكار طرق جديدة وإبداع أفكار سديدة· إن الكتاب يحاول أن يقدم نفسه كدليل يرشد المدير المفكر الى فصل الغث عن الثمين· والفكرة المركزية في هذا الكتاب تؤكد على أن تفكيرنا في الأعمال التجارية تشكل بواسطة عدد من الأوهام الخادعة التي تشوه فهمنا لأداء الشركات وتجعل من الصعب علينا معرفة لماذا نجحت هذه وفشلت تلك، وهنا يقدم الكاتب نماذج مستمدة من الشركات الرائدة مثل ''سيسكو سيستمز'' و''آي بي إم'' و''نوكيا'' و''إيه بي بي''· ويحدد ''روزنتسفيغ'' في كتابه ثمانية أوهام شائعة في عالم الأعمال، منها على سبيل المثال لا الحصر: وهم تأثير الهالة، هذا الوهم الذي يعد أكثر الأوهام شيوعاً، فحين ترتفع مبيعات وأرباح شركة ما، يستنتج الناس غالبا أنها تتمتع باستراتيجية سديدة، وثقافة رائعة رشيدة، وقائد ملهم يتميز برؤية ثاقبة وموظفين أكفاء موهوبين، وحين يتراجع الأداء يستنتجون أن الاستراتيجية كانت خاطئة والثقافة راكدة والقائد أصبح متغطرسا والموظفين ركنوا إلى القناعة والقبول والرضا على الذات· في الواقع ربما لا يتغير الكثير، إلا أن أداء الشركة يوجد هالة وهاجة تطوقنا وتشكل طريقة إدراكنا للاستراتيجية والثقافة والقيادة والموظفين· وفي الحقيقة فإن العديد من العوامل التي نزعم عادة أنها تدفع وتحرك أداء الشركات ليست سوى استنتاجات وصفات مركزة على الأداء السابق، ووهم الأداء المطلق والذي يبين أن أداء الشركات نسبي لا مطلق، فالشركة يمكن أن تدخل التحسينات على أدائها وتتخلف عن ركب منافسيها في آن معاً، هذا بالإضافة إلى وهم العلاقة التبادلية والسببية، حيث قد تجمع عاملين علاقة تبادلية، لكننا لا نعرف أيهما السبب وأيهما المسبب، فهل يؤدي رضا الموظف مثلا إلى مستوى مرتفع من الأداء؟ تشير الأدلة إلى أن العكس هو الصحيح على الأغلب؛ لنجاح الشركة تأثير نافذ في رضا الموظف· وهناك وهم التفسيرات الأحادية، حيث تظهر العديد من الدراسات أن عاملاً محدداً -ثقافة قوية تسود الشركة، أو التركيز على زبون، أو قيادة رشيدة- يؤدي إلى تحسين الأداء، لكن نظراً لأن كثيرا من هذه العوامل متداخل إلى حد كبير، فإن تأثير كل منها يكون عادة أقل فاعلية مما تشير إليه الدراسات· يشير ''روزنتسفيغ'' الى أن فكرة الكتاب تدور حول حقيقة أن تفكيرنا في عالم الأعمال يشكله عدد من الأوهام، ويأمل أن يقرأ المديرون كتب الأعمال بحس نقدي بعد التحرر من الأوهام وأن تلطف أعمق خيالاتهم بقليل من الواقعية، وهنا يذكر حديث عالم الفيزياء ''ريتشارد فينمان'' الذي قال ذات مرة: ''العديد من مجالات المعرفة تنزع نحو التفاخر والتباهي، لتجعل الأمور تبدو مركزة وعميقة الغور''، فكأنما كلما نقصت معرفتنا زادت محاولتنا لزخرفة وتنميق الأشياء بتعابير تبدو معقدة حيث رغبة التظاهر وكأننا نمتلك جميع الأجوبة، وعدم الاستعداد للاعتراف بحدود ما نعرفه· نحن نفعل ذلك في عدد لا يحصى من المجالات والميادين من علم الاجتماع إلى الفلسفة إلى التاريخ إلى الاقتصاد، وهذا يصدق بالتأكيد على قطاع الأعمال· ويقدم المؤلف باقة من العبر والدروس الاستثنائية غير المتوفرة في أي من كتب الأعمال والإدارة، منها: أنه نادراً ما يستمر النجاح مدة طويلة كما نشتهي، ففي أغلب الأحوال لا يكون النجاح طويل الأمد سوى وهم مبني على الاختيار بعد وقوع الحدث· ويتساءل ''روزنتسفيغ'' هل يضمن كل ما قدمه في الكتاب النجاح؟ ويجيب لا، بالطبع، لكنه يظن أنه سيحسن من فرص النجاح وهو هدف منطقي ينبغي السعي إليه· المدير الناجح محاور جيد لكي يستطيع أي مدير تطوير مؤسسته والعبور بها إلى ضفاف النجاح لابد أن يكون محاوراً ناجحاً، لأن الحوارات المثمرة وسيلة قوية يعتمد عليها المديرون لتحقيق النتائج المرجوة· وبالنظر إلى الحوار المثمر نجد أنه يمر بأربع مراحل: المرحلة الأولى تركز على التواصل الوجداني مع الآخر، وتهدف إلى خلق جو من الصراحة والثقة، والمدير الذكي هو الذي يبدأ الحوار بموضوع أو اقتراح يهم الطرف الآخر ثم يطور الحوار حتى يطرح وجهة نظره· والمرحلة الثانية هي مرحلة طرح موضوع المناقشة، وتركز على إبراز الحقائق الخفية، وتهدف إلى اختبار مدى صحة الأفكار المطروحة والظروف التي أدت إلى اتخاذ القرارات السابقة، والمدير الماهر هو الذي يتوقع ردود الأفعال المحتملة· في حين تتمثل المرحلة الثالثة في الخيارات والاقتراحات، حيث تركز على البحث عن الحلول الممكنة وتهدف إلى اتخاذ القرارات الحاسمة وتقييم كافة البدائل المتاحة· والمدير المحنك هو الذي يراقب المواقف قبل أن يتدخل في توجيه دفة الحوار، وتقوم على المشاركة في الحوار من أجل المشاركة في العمل· وأخيراً مرحلة تحديد المسؤوليات وتوزيع المهام وتركز على تحديد التزامات كل الأطراف وتهدف إلى تحقيق النتائج والمدير الذكي يركز على الجدول الزمني في هذه المرحلة وتقوم على الالتزام· ومن أدوات الحوار المثمرة تركيز التوجه ويقصد بالتركيز هنا إزالة المعوقات التي تشتت الانتباه، أما التوجه فهو استهداف النتائج المطلوبة· ويلجأ المديرون إلى هذا النوع من الحوارات للخروج بخطة عمل من قالبها النظري إلى الواقع العملي لتصبح قوة محركة للعمل· وتتميز الحوارات المركزة والموجهة بما يلي: تكشف النقاب عن التحديات التي تواجه المنظمة· وتحث المشاركين على تحويل الجهود المبذولة إلى نتائج ملموسة، وتلهب جذوة الحماس بين الموظفين، هذا إلى جانب تحديدها لدور كل فرد، كما تحدد الموارد المطلوبة، ومن الأدوات الأخرى الثقة المتبادلة؛ وهناك عاملان يشتركان في بناء الثقة هما: الالتزام والرغبة في التفاوض والمشاركة· ويعمد المديرون إلى هذا النوع من الحوار لتحقيق الثقة في النفس وفي الآخرين· وتتميز حوارات الثقة المتبادلة بأنها تضع النهج العام وتوضح التفاصيل، وتحقق أهداف وأخلاقيات التواصل، وتؤكد مبدأ الوضوح والتفاهم، وتبين معاني الاهتمام ومراعاة مشاعر الآخرين، وتدفع المشاركين الى تقديم أفضل ما لديهم· مهارة المشروعات الصغيرة أقصر الطرق إلى الاقتصاد الحقيقي يجدر بنا منذ البداية تعريف وتحديد ماهية المشروع الصغير حتى نحدد إطارا للموضوع، وفي حقيقة الأمر ليس هناك تعريف واحد للمشروع الصغير يمكن أن يسري على جميع مناطق العالم وفي جميع الظروف· فالمشروع الصغير هو الذي يمتلكه ويديره صاحبه بمفرده، وهو المشروع الذي يقل عدد العاملين فيه عن عامل، وهو المشروع الذي يقل رأسماله عن 30 ألف درهم، وهو الذي يقدم خدمة أو سلعة واحدة فقط لشريحة واحدة فقط من شرائح المجتمع· وتنبع أهمية المشروعات الصغيرة في الاقتصاد الوطني كوسيلة فعالة لزيادة الإنتاج وتخصيص التكاليف، كما أن التطور الاقتصادي لأي دولة يعتمد على مدى قدرة مؤسساتها على الإنتاج وفق المعايير الاقتصادية· ومما لاشك فيه أن الشركات الكبيرة والعملاقة لها دور كبير في التطور والنهوض الاقتصادي، لكن لا يمكن تجاهل دور المشروعات الصغيرة ومدى مساهمتها بصرف النظر عن درجة تقدمها وخاصة الدور الذي تلعبه في خلق فرص العمل ومساهمتها في الناتج القومي الإجمالي· والإقبال على المشروعات الصغيرة ناجم عن المزايا المصاحبة لها من الشعور بالاستقلالية والأمان الوظيفي والرغبة في التحدي وإثبات الذات والطموح إلى تكوين ثروة، بالإضافة إلى تقديم خدمة تسد احتياج المجتمع، ومن أبرز عوامل نجاح مثل هذه المشاريع تحديد الهدف والتخطيط السليم المتمثل في اختيار السلع المناسبة والوقت المناسب والجودة المناسبة بالسعر المناسب، ومعرفة حجم رأس المال للتمويل، واختيار مجال النشاط التجاري المناسب· وفيما يتعلق بمجال النشاط التجاري فإن أهم نصيحة توجه لرواد الأعمال هي ''اتبع عقلك وليس قلبك''، فعليه أن يحذر من التقليد الأعمى واتباع الموجة السائدة والنصيحة من غير المؤهلين لها، ولا ننسى أهمية اختبار الموقع الجيد لإنشاء المشروع والذي يعد من أبرز أسباب النجاح التي لا يجب إغفالها بأي حال من الأحوال· وهنا تجب الإشارة إلى مسألة بالغة الأهمية ألا وهي الاعتقاد الذي يسيطر على كثير من الأفراد الذين يرون أنه طالما توافر المال فيمكن نجاح المشروع، وهذا خطأ كبير ينجم عنه فشل العديد من المشاريع الصغيرة التي تواجه بيئة اقتصادية عامة وبيئة اقتصادية خاصة وما تحتوي تلك البيئتين من مظاهر استقرار تارة واضطراب تارة أخرى، حيث يواجه أصحاب المشاريع الصغيرة كما من المنافسين في السوق هذا إلى جانب حالة السوق المتذبذبة من عرض وطلب، فلابد من التسلح بالعلم والمعرفة والخبرة في الأنشطة التسويقية والمالية والتخطيطية والإنتاجية وقبل كل ذلك الأنشطة الإدارية والقيادية، حيث أن قلة الخبرة أو العلم في أي من تلك الأنشطة قد يسفر عنه دون مبالغة فشل المشروع، حيث يبين لنا الواقع كم من المشاريع فشلت بسبب ضعف الشخصية الإدارية والإهمال ووضع الثقة في غير محلها وعدم الالتزام، وغيرها من الأمور الأخرى التي قد لا يعير لها المستثمر الصغير بالاً· وهذا يؤكد أن الجانب الإداري يمثل 90% من نجاح المشروع بما فيه من تخطيط وتنظيم ورقابة وقيادة وتسويق وصيانة وغيرها من المسائل الأخرى· وهذا يقودنا للحديث عن أعراض فشل المشاريع الصغيرة مثل انخفاض مستوى المبيعات وانخفاض الدخل بشكل عام، وزيادة المصروفات عن العوائد والتأخر في دفع الالتزامات المالية للموظفين أو الموردين· والأسوأ هو الاقتراض لحل المشاكل المالية، حيث أن هذا الأمر يقحم صاحبه في مشاكل أخرى فرعية· إن عالم المشروعات الصغيرة مكان واسع يستوعب كل شخص طموح لديه القدرة والمؤهلات والخبرات ليكون صاحب مشروع صغير ناجح· والقاعدة المتفق عليها: أن المشروعات الكبيرة لا تنمو ولا تحقق أي نجاح ولا تزدهر إذا لم يوجد هناك مشروعات صغيرة توفر لها احتياجاتها من المواد والخدمات وتشتري منتجاتها·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©