الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أنابوليس... الأمل في أكثر من التقاط الصور وإلقاء الخطب

أنابوليس... الأمل في أكثر من التقاط الصور وإلقاء الخطب
25 نوفمبر 2007 23:07
وافقــت السعوديــة وبلدان عربيــة أخرى رئيسيـــة يوم الجمعـــة الماضي على حضور مؤتمر السلام الذي ترعاه الولايات المتحدة، وهي الخطوة التي أضفت المصداقية على محاولة واشنطن التوصل إلى حل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي قبل مغادرة الرئيس بوش للبيت الأبيض· وقد انتهت التخمينات السياسية حول أي من الدول ستشارك في المؤتمر عندما أعلنت الجامعة العربية حضور ممثلين على مستوى حكومي القمة في الأسبوع المقبل بـ''أنابوليس''، مع إمكانية حضور سوريا أيضا· جاءت الإيماءة الحاسمة من المملكة العربية السعودية، الحليف الرئيسي للولايات المتحدة في المنطقة، بعد تجاوزها لتحفظاتها السابقة، معلنة أن وزير خارجيتها، سعود الفيصل، قد يمثل بلاده في المؤتمر· وقد عبر سعود الفيصل عن موقف بلاده في لقاء للجامعة العربية قائلا: ''لا أخفيكم سراً إن قلت إن الموقف السعودي كان متشككاً إلى غاية اليوم''، مضيفاً: ''طالما وافقت الجامعة العربية على الحضور، فإن المملكة ستسير مع أشقائها في نفس الخط''· وتأتي كلمات وزير الخارجية السعودي لتتوج شهوراً من الدبلوماسية المكوكية قادتها وزيرة الخارجية الأميركية ''كوندليزا رايس'' التي حثت القادة العرب على تخطي مخاوفهم، لأن القمة لن تكون مجرد فرصة للرئيس الأميركي لالتقاط الصور بعدما فشلت سياسته في عموم الشرق الأوسط؛ وفي هذا الإطار أقنعت ''رايس'' مصر والأردن بحضور المؤتمر اللذين أقنعا بدورهما السعودية ذات الصوت الحاسم في العالم العربي· واعتبرت ''ليزلي فيليبس''، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية بأن مشاركة الدول العربية ''تشير إلى إيمانهم بجدية اللقاء وما قد يتمخض عنه''، مؤكدة أنها ستكون فرصة يظهر فيها المجتمع الدولي مساندته للقادة الفلسطينيين والإسرائيليين، على أساس أن المؤتمر هو نقطة انطلاقة للمفاوضات التي ستقود في النهاية إلى إقامة الدولة الفلسطينية وتحقيق السلام· بيد أن المزاج السائد في مقر الجامعة العربية كان أقرب إلى الحذر منه إلى الحماسة والابتهاج؛ ففيما حاول الدبلوماسيون التركيز على الجبهة العربية الموحدة وتبلور مواقف مشتركة، إلا أن القليل فقط توقعوا ممارسة الولايات المتحدة لما يكفي من الضغوط على إسرائيل لنيل تنازلات تقود إلى قيام الدولة الفلسطينية، وهكذا اختلطت التصريحات الجريئة والمتفائلة مع التقديرات الرصينة التي قللت من حجم التوقعات، أو الإنجازات المنتظرة، بحيث تراجعت تطلعات التوصل لحل دائم للصراع إلى مجرد بلورة أجندة لمباحثات تجري في المستقبل· في هذا الصدد تساءل ''صائب عريقات''، كبير المفاوضين الفلسطينيين ''ما الهدف من المؤتمر؟ لتفادي التوقعات الكبرى الهدف، كما حدد في الدعوة الموجهة لنا، هو إطلاق مفاوضات الوضع النهائي على المسار الفلسطيني الإسرائيلي''؛ من جهتها لم تُلزم سوريا نفسها بحضور المؤتمر بعدما أعلنت سابقاً أنها ستشارك فقط إذا أدرج موضوع مرتفعات الجولان، التي احتلتها إسرائيل في حرب ،1967 في جدول المباحثات· لكن وبحلول يوم الجمعة الماضي بدا وكأن سوريا تميل إلى حضور المؤتمر بعدما نقلت وكالة الأنباء السورية عن وزير الخارجية ''وليد المعلم'' قوله إن الولايات المتحدة وافقت على إدراج مرتفعات الجولان في الأجندة· أوضــح المعلم قائــلا: ''إننــا لم نقـــرر بعد ما إذا كنا سنشارك في مؤتمر ''أنابوليس'' أم لا، نحن في انتظـــار الأجنـــــدة لنرى هل تم تضمين المسار الإسرائيلي السوري الذي يعني مرتفعــــات الجولان''· وجاء قرار الجامعـــة العربية بالمشاركـــة في المؤتمر ليعزز من موقف رئيس السلطة الفلسطينية ''محمود عباس'' في مفاوضاته مع رئيس الوزراء الإسرائيلي ''إيهود أولمرت'' حول مستقبل الدولة الفلسطينية، وفي التعامل أيضاً مع الانقســـام السياســي بين حركتي ''فتح'' و''حماس'' والاضطرابــات التي تعرفها غزة· لكن ''عباس'' و''أولمرت'' تنقصهما القوة الكافية لمناقشة المواضيع الحاسمة، ولم يتفقا سوى على بحث موضوعين: الأسئلة المرتبطة بأمن إسرائيل والمستوطنات، والمواضيع بعيدة المدى المتصلة باللاجئين الفلسطينيين والحدود والقدس· غير أن ''محمود عباس'' صرح أنه بعد مناقشاته مع المسؤولين الأميركيين يشعر بالثقة بأن المباحثات ستكون شاملة، مؤكداً ذلك بقوله: ''إننا أمام فرصة تاريخية، ونريد رفع صوتنا عالياً''· وتكمن الخطورة السياسية بالنسبة للبلدان العربية في اجتماع يفضي فقط إلى التقــاط صور وإلقـاء خطابـــات بدل تحديـــد جــدول زمني، أو اتخاذ الإجراءات المطلوبة لتأمين موافقة إسرائيلية على دولة فلسطينية مستقلة؛ فقادة الدول في السعودية والأردن ومصر، الذين ينظر إليهم الرأي العام على أنهم مرتهنون للولايات المتحدة، قلقون على صورتهم إذا ما عاد المبعوثون من المؤتمر دون مكاسب حقيقية للفلسطينيين· وتكتسي هذه المسألة حساسية كبرى بالنسبة للسعودية التي لا تربطها علاقات دبلوماسية مع إسرائيل· ويشعر السعوديون بالإحباط من فشل خطة الطريق بين الفلسطينيين والإسرائيليين التي بدأت عام ،2002 وهو ما دفع بوش مؤخراً إلى الاتصال بالملك ''عبدالله بن عبد العزيز''، مما ساهم في تطمينات حلفاء السعودية من الدول العربية وساهم في إقناع الملك أن المؤتمر يستحق المغامرة، لا سيما وأن تحقيق تقدم خلال المؤتمر في غياب السعودية قد يشكل حرجاً آخر بالنسبة للمملكة· وأكد ''عمرو موسى''، الأمين العام للجامعة العربية أن المؤتمر الذي ستحضره 49 دولة ليس ''تطبيعا'' للعلاقات بين العرب وإسرائيل· نهى الحناوي وجيفري فليشمان-القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©