الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

ظلال الحب عبير

ظلال الحب عبير
25 نوفمبر 2007 23:11
اختلف العرب في لسانهم عن تحديد ماهية العبير فقال أحدهم إنه أخلاط من الطيب تُجمع بالزعفران و ناقضهم فريقٌ آخر بأنه الزعفران وحده· وأدركت مواقع الجدل عندما احتضنتي الصدف بمن لاتصفها الكلمات ولاتركع عند رجليها أنصاف الحلول بل تسجد عندهما جميع المبادرات فأيقنت أن المحبة والحب ومابينهما يقترنان ''بلا أدنى شك'' بمشاعرٍ تسيرها وتتحكم بها وتثيرها الروائح· فقلت لابد لي من البحث و تداخلت الى ذهني صور تجلت في وصف الدكتور وديع بشور لملحمة جلجامش عندما هربت الحيوانات من رائحة المرأة التي بعِثت لإغواء أنكيدو ذلك الذي لانظير لقوته في العالم وما بين البشر هاهي ساعية بالايقاع به فلقد ''دهنت ثدييها و ذراعيها بالعطر و أرخت ضفائرها فبانت مفاتنها···ولكن أنكيدو عندما شم الرائحة لم يقو على الهرب لقد أثارت فية الشعور بالقوة وبالحياة· اقترب منها ونزعات البشر تضطرب في قلبه ···'' ثم وجدت ماقاله الشيخ النفزاوي عن تحدي سجاح لمسيلمة مثير فلقد شار عليه أحد أصحابه أن يضرب خارج بلدة قبة من الديباج الملون وأن يفرشها بأنواع من الحرير وأن يغرقها بأنواع المياه الُممَسَكة مثل الورد و الزهر والنسرين و القرنفل و البنفسج وغيره و أن يبخرها بمختلف الطيب مثل عود الثمار و العنب و العود الرطب و المسك وان يرخي أطناب القبة حتى لايخرج منها شيء من ذلك البخور فإذا امتزج الماء بالدخان يرسل في طلبها ويجتمع بها في تلك القبة من دون سواهما···فاذا اجتمع بها وشمت تلك الرائحة يرتخي منها كل عضو و تبقى مدهوشة، فإذا رآها في تلك الحالة يراودها عن نفسها فإنها تطيعه، فإذا بنى عليها نجا من شرّها و من شرّ قومها وكان ذلك حتى أخذت سجاح في طريق عودتها تصف تحولها الى دين مسيلمة بقولها:''؟ إنه تلى ما أنزل الله عليه فوجدته على الحق فاتبعته''· وفي بزوغ كل يوم تصلنا رسائل نصية ممن نود متمنية لنا صباح الورد و النرجس و الياسمين و غيرها من زهور البساتين ولعل الهدف من هذه العبارات هو استدرار الود بإثارة المخيلة الحسية· ويحكي لنا التاريخ عن رسالة بعثها نابليون بونابرت إلى جوزفين يخبرها بأنه عائد من الحرب ويطلب منها ألا تستحم فعللت باحثة العلوم الجينية كارول اوبير ذلك بأن نابليون لم يكن مشتاقاً لجوزفين نفسها ولكنه كان عائدا إلى رائحتها التي وقع في غرامها· وكما تثير الشجن أغاني كوكب الشرق تتلذذ الروائح بسيطرتها على أذهاننا و ذاكرتنا في آن واحد· وعلى اختلاف العرب عن ماهية العبير يعيد الكون تشكيل نفسه عندما يقع اسم عبير على فاتنة لها من العبير و التعبير ماتصبو له الروح فهل تكون هي الحب؟
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©