يلجأ بعض الرجال المتزوجين إلى مشاهدة الأفلام الإباحية، فيما يتجنبون العلاقة الزوجية الكاملة، هذه القضية الشائكة، غير المصرح بها، قد تقود إلى هدم العديد من الأسر في مجتمعاتنا.. والحل بحسب الخبراء يبدأ من الزوجة عبر المواجهة والبحث عن أسباب ادمان الزواج الجنس الافتراضي.
تشير أم يوسف، إماراتية، إلى أنها تعرف الكثير من الصديقات المتزوجات اللاتي يعانين من مشكلة مشاهدة الأفلام الاباحية مع أزواجهم، لكنها تؤكد وهي متزوجة منذ 13 عاماً، أنها "والحمد لله لم تعان من هذه المشكلة طوال سنوات زواجها".
وحول الأسباب التي تدفع الأزواج من وجهة نظرها لمشاهدة الأفلام الاباحية، تقول ام يوسف، 36 عاماً، إن الأمر من وجهة نظرها يعود لغياب الوازع الديني، متسائلة: "مالذي يدفع رجل إلى ترك الحلال وهي العلاقة الحميمة مع زوجته من أجل الحرام المتمثل في الأفلام الخارجة"؟ فالمسألة من وجهة نظرها تعود إلى نوع من التعود الذي ربما يؤدي إلى الإدمان الذي يفسد الحياة الزوجية باكملها.
وترى مي فضل، أن اقبال الرجال على مشاهدة الأفلام الإباحية رغم أنهم متزوجون يعود إلى عدم شعورهم بالسعادة في علاقاتهم الزوجية، فيلجأ إلى العالم الافتراضي على شبكة الانترنت لكنها تصف هذا السلوك لأنه "كمن يدفن رأسه في الرمال ويهرب من المشكلة الأساسية مع زوجته لأن المتعة التي تعود عليه هي متعة مزيفة ووقتية"، وتضيف مي، وهي متزوجة منذ 8 سنوات وأم لثلاثة من الأطفال، أن بعض الحالات تحتاج إلى علاج نفسي حيث يهرب الزوج من لقاء زوجته لمشاهدة هذه الأفلام التي تصبح ركناً أساسياً في حياته.
وتقول سارة، زوجة مصرية، إنها اكتشفت أكثر من مرة مشاهدة زوجها للأفلام الإباحية على جهاز الكمبيوتر الخاص به وواجته أكثر من مرة تارة بالشدة وأخرى باللين، وفي كل مرة يؤكد أن الأمر فقط من أجل التسلية وأن جميع المتزوجون يفعلون نفس الشيء. وتضيف سارة، متزوجة منذ 9 سنوات، أن الرجال لايقدرون ابداً ماذا يسبب هذه السلوك المشين بالنسبة للزوجة إيذاء لمشاعرها.. فتتساءل هل المشكلة في شخصي؟ هل قصرت مع زوجي؟ هل لست مرغوبة منه بالقدر الكاف؟ وهو في الوقت نفسه يرى أن الأمر نوع من التسلية فقط.
وتشير هناء إبراهيم، إماراتية، إلى أن مواجهة الزوج هو أقصر الطرق للوصول إلى العلاج لمعرفة الأسباب التي تقف وراء هذا السلوك، فقد تكون المشكلة بالفعل في بعض الزوجات. وتضيف أن المصارحة هي الأفضل في هذه الحالات خاصة إذا كان الأمر يتجاوز حد المشاهدة العابرة إلى الادمان والشغف بهذه الأفلام، وهو الأمر الذي يهدد بحدوث مشاكل نفسية وزوجية من الممكن أن تهدد كيان الأسرة بالكامل. وتقول هناء، متزوجة منذ 7 سنوات وأم لطفلين، أن منع المواقع الاباحية لم يعد كافياً فمن يريد أن يحصل على هذه المتعة الحرام له طرقه الخاصة في الحصول عليها.
وعن الأسباب العلمية التي تجعل الكثير من الأزواج يلجأون لمشاهدة الأفلام الاباحية، يقول د.أيمن عبد الفتاح، أستاذ علم الاجتماع وأخصائي العلاقات الزوجية بجامعة عين شمس، إن هناك أسباب عديدة تتنوع ما بين الثقافي والاجتماعي والنفسي، فهناك الكثير من الرجال المتزوجون تم تربيتهم الجنسية في الصغر بطريقة خاطئة ومن ثم تتبلور نظرته إلى الجنس وإلى العلاقات الخاصة بشكل خاطىء يتمثل في نهمه لمشاهدة هذه الأفلام والبحث عن متعة افتراضية بعيداً عن الزوجة. ويشير أيضاً إلى غياب مصادر المعلومات عن الجنس بالنسبة لهذا الشخص الذي يفضل البحث عنها في هذه النوعية من الأفلام. ويقول إن هناك سبب آخر يتمثل في وجود خلل ما في العلاقة الحميمة بين الرجل وزوجته مثل عدم التفاهم أو الخجل أو عدم وجود الرغبة الكافية من الزوجة وهو ما يؤدي إلى توتر العلاقة الخاصة، فيبحث الزوج عن مصدر آخر للمتعة حتى ولو كانت مزيفة وغير حقيقة فيهرب بالخيال إلى علاقة أكثر متعة وإثارة.
ويري د. عبد الفتاح، أن ادمان مشاهدة الأفلام الاباحية يؤدي إلى الكثير من المشكلات التي قد تقود الحياة الزوجية إلى طريق مسدود، خاصة وأن الأمر قد يتطور إلى عدم الشعور بمتعة العلاقة الحقيقية بين الزوج وزوجته.
ويضيف أن مشاهدة الرجال لهذه النوعية من الأفلام تؤدي إلى افراز مادة معينة في الدماغ ويعتاد الجسم على افرازها بشكل تلقائي دون وجود شريك حقيقي ومن ثم يتعود الزوج على المتعة الفردية ويصبح غير قادر على التواصل مع شريكه على أرض الواقع أو على الأقل يبحث عن المتعة الفردية في العلاقة الزوجية وهو ما يؤدي إلى إفشالها في النهاية.
وينصح د. ايمن عبد الفتاح، بضرورة وجود مساحة حقيقة من الود والتفاهم بين الزوجين فيما يتعلق بحياتهما الخاصة حتى يسهل مواجهة أي مشكلات قد يعاني منها أحد الطرفين في صمت. ويضيف أنه إذا تطورت الأمور إلى الحد الذي يفسد الحياة الزوجية، فعلى الزوج اللجوء إلى طبيب متخصص للوقوف على الأسباب الحقيقة للمشكلة وعلاجها قبل أن تتفاقم. كما ينصح الزوجات بضرورة الانتباه لاستيعاب رغبات الزوج في العلاقة التي أحلها الله.
عدد اليوم
