بريطانيا: مؤامرة تفجير الطائرات كانت تهدف إلى مجزرة

كشف الادعاء البريطاني أمس، في اليوم الثاني لمحاكمة ثمانية بريطانيين يُزعم أنهم خططوا لوضع قنابل محلية الصنع على متن ما لا يقل عن سبع طائرات مدنية متجهة إلى أميركا وكندا، عن إعداد المتهمين لأشرطة فيديو قدموا فيها أنفسهم على أنهم ''شهداء''، مشيراً إلى أنهم كانوا يخططون لارتكاب ''مجزرة'' في الطائرة المستهدفة· وقدم المدعي البريطاني بيتر رايت لهيئة المحلفين شريط فيديو ظهر فيه أحد المتهمين عمر إسلام الملقب ببراين يانغ ''29 عاماً''، وقال: إن الخطة أعدت ''انتقاماً'' من الولايات المتحدة و''شركائها البريطانيين واليهود''· وأضاف: ''ستنهمر العمليات الاستشهادية تلو العمليات الاستشهادية على رؤوس هؤلاء الكفار حتى يتركونا ويرحلوا عن أرضنا''· وحذر إسلام من أن الغرب ''لن يحقق النصر أبداً في هذه الحرب'' طالما بقي أفراد مثله على تصميمهم· وفي شريط آخر، قال متهم آخر يدعى عبدالله أحمد علي الملقب بأحمد علي خان ''27 عاماً'' إنه المسؤول عن ''العملية المباركة''· وأضاف: ''ان الشيخ أسامة بن لادن حذركم مراراً وحضكم مغادرة أرضنا وإلا سيتم القضاء عليكم والآن حان وقت القضاء عليكم''، متهماً الغربيين بأنهم ''يولون اهتماماً أكبر للحيوانات من الأمة الإسلامية''· وأوضح رايت أنه عثر على أشرطة الفيديو في منزل إسلام في لندن وفي مرآب متهم آخر يدعى أسد ساروار ''27 عاماً''· وقال إنها تؤكد عزمهم على تنفيذ هجمات باسم ''الجهاد'' و''محاربة غير المسلمين''· ووفقاً للادعاء البريطاني، فإن المتهمين الثمانية أعدوا هجوماً منسقاً على سبع طائرات على الأقل تقوم برحلات عبر الأطلسي في 2006 بواسطة متفجرات سائلة، وكان يمكن أن يتسبب في حصول ''مجزرة'' حقيقية· وذكر المدعي أنهم كانوا ينوون وضع المتفجرات السائلة في زجاجات بلاستيكية من نوع ''لوكوزاد'' و''اوازيس'' وهما ماركتا مشروبات غازية معروفتان· وتابع المدعي: ان المجموعة ''لم تكن بعيدة'' عن تنفيذ خطتها وناقشت مع 18 انتحارياً مفترضاً قبل أن تختار سبعة منهم، أو أكثر، تفجير رحلات عبر الأطلسي تقوم بها شركات: ''يونايتد إيرلاينز''، و''أميركان إيرلاينز''، و''اير كندا'' التي كانت ستقلع جميعها خلال مدة ساعتين ونصف الساعة· وقال المدعي البريطاني: ''لو أن كلاً من هذه الطائرات انفجرت لكانت الخسائر البشرية المحتملة هائلة''· والمتهمون الثمانية هم: عبدالله أحمد علي الملقب بـ''أحمد علي خان''، وأسعد سروار، وتنوير حسين، ومحمد غلزار، وإبراهيم سافان، وعرفات وحيد خان، ووحيد زمان، وعمر إسلام ولقبه براين يونغ· إلى ذلك، أعرب خبراء أميركيون عن قلقهم إثر تصريحات رؤساء المخابرات والشرطة الاتحادية الأميركية بشأن سعي تنظيم ''القاعدة'' لتجنيد مواطنين غربيين، معتبرين أن الولايات المتحدة لا تملك وسائل مواجهة عمليات تسلل من هذا النوع· وكان مدير مكتب التحقيقات الاتحادي الأميركي ''إف بي آي'' روبرت ميولر قال الثلاثاء الماضي أمام الكونجرس: إن ''القاعدة'' يجند ''غربيين؛ لأنه يعتقد أن أشخاصاً يحملون جوازات صحيحة، أي جواز أوروبي أو شمال أميركي، سيتمكنون من الإفلات بسهولة من المراقبة، ويمكن أن يدخلوا الولايات المتحدة بطريقة أسهل''· وقال ماتيو ليفيت الخبير في معهد واشنطن للدراسات المعني بسياسات الشرق الأدنى لوكالة فرانس برس: ''يمكن أن يكون أياً كان''، مضيفاً أن ما يقلق الولايات المتحدة هو أن المتطرفين ''يمكن أن يأتوا بجوازات سفر صالحة بفضل برامج الاستغناء عن التأشيرة'' السارية مع العديد من الدول الغربية· ورأى تيد غالن كاربنتر الخبير لدى ''معهد كاتو'' أنه من الصعب جداً تقويم عدد الأشخاص المعنيين سواء من المولودين في الدول الغربية أو الأشخاص ذوي السحنة الغربية خصوصاً المسلمين القادمين من البوسنة أو كوسوفو، وتساءل: ''يجري الحديث عن آلاف، لكن كم بالضبط؟''· وأضاف الخبير: ''بالتأكيد هناك عدد قليل من المتعاطفين لمثل هذه المنظمات في الغرب، لكن هذه المنظمات لا تحتاج إلى عدد كبير''· وتابع: ''إن (القاعدة) يسعى إلى استنباط طرق لتفادي الطرق كافة التي يمكن أن يستخدمها الأميركيون أو حكومات أخرى لرسم مظهر نموذجي، و يجب أن ندرك أن مجتمعاً كبيراً منفتحاً مثل مجتمع الولايات المتحدة أو الاتحاد الأوروبي سيكون هشاً في مواجهة هذا النوع من التسلل والمخاطر''· وذكر ماتيو أن البريطاني ريتشارد ريد الذي حاول في ديسمبر 2001 تفجير طائرة بوينج تابعة لخطوط ''أميركان إيرلاينز'' بحذاء مفخخ ''كان يحمل جواز سفر غربياً''، وأنه كانت هناك حالات أخرى مماثلة·