رنا الأبيض تغامر مع الإثارة والجرأة في «ما ملكت أيمانكم»?

تخوض الممثلة السورية الشابة رنا الأبيض مغامرة مع الإثارة والجرأة واستخدام الجسد وسيلة للغواية والإغراء في مسلسل «ما ملكت أيمانكم»، ويقودها في هذه المغامرة المخرج المتميز نجدت أنزور، وهي قبلت بهذه المغامرة لأن أنزور يقف وراءها، ويبدو أنه يراهن عليها في هذا الدور ليطلقها في صورة جديدة مختلفة عن أدوارها السابقة أو ربما ليحجز لها مقاعد شخصيات مماثلة أو شبيهة في أعمال قادمة. ولا ينكر أحد قدرة أنزور على إعادة صياغة الممثلة وإطلاقها عبر مسلسلاته الكثيرة التي تميزت بحساسية خاصة تجاه الجمال والتعبير الجمالي للكاميرا، وعكس نبض الحياة في ألوان متجددة وخلابة. وتفسر رنا الأبيض قبولها لهذا الدور بالضرورة الدرامية، وأنه موظف لخدمة الفكرة وليس مجانياً. وبالتالي فإن إقدامها على لعب دور الإثارة والإغراء هو تعبير بالتمثيل عن واقعة حياتية بشكل راق ومعبّر. المجرم الحقيقي يشير بعض النقاد إلى أن المسلسلات التركية المدبلجة حفّزت الدراما التلفزيونية السورية على تقديم جرعات أكبر من الجرأة والواقعية، خاصة فيما يتعلق بالشخصيات النسائية ونماذج الإثارة والإغراء، والمخرج نجدت أنزور صاحب سبق في الاستجابة للتطورات والمؤثرات، وله بصمة واضحة في الإضافات إلى اللوحة التشكيلية للدراما السورية. ومع ذلك فإن كثيرين يسجلون لرنا جرأتها في قبول التحدي، رغم أن ذروة ما تقدمه في هذا المسلسل لا يتجاوز مشهدين، أحدهما وهي تستحم في حوض الاستحمام، والثاني وهي تتلقى عملية (مساج) لبشرتها. لكن الأكثر بلاغة من هذين المشهدين هو طبيعة الشخصية التي تلعبها في هذا المسلسل، فهي تقوم بدور (غرام) المرأة الشابة التي أجبرها أهلها على الزواج من رجل لا تحبه، ويفوق عمره ضعفي عمرها، وتؤدي بها هذه التجربة إلى (الانحراف)، إذ لا مانع لديها من فعل أي محظور للوصول إلى غاياتها المادية، وهي تظهر بمظهر سيدة أعمال تدير محلاً لبيع الألبسة النسائية، لكنها تخفي وراء هذا المظهر غايات شريرة، فهي تتاجر بالرقيق الأبيض، وتدفع بالنساء اللواتي يقعن فريسة لها إلى الانحراف. وتعترف رنا الأبيض أنه سبق لها أن قامت بأدوار جريئة وتتضمن الإثارة والغواية، لكن تلك الأدوار لم تصل إلى جرأة دورها في (غرام)، حيث تجسد ثوران الغريزة الجنسية لدى البطلة، التي تندفع وراء المتعة الحرام، وتسوق بعض النساء إليها. ومن خلف هذا الدور الجريء تبدو رنا الأبيض الممثلة كمن يصيح: إن هذه المرأة التي ترونها هي مجرد ضحية، وعليكم أن تبحثوا عن المجرم الحقيقي، وهو الرجل بطبيعة الحال. واحدة من ثلاثة تشارك رنا في البطولة النسائية لمسلسل «ما ملكت أيمانكم» الممثلتان ديما قندلفت التي عرفت بأدوارها الجريئة، وحققت حضوراً لافتاً في الأعوام الأخيرة، وسلافة معمار التي تألقت بشكل ساحر في عدد من الشخصيات المثيرة التي لعبتها. وتدور حكاية المسلسل حول علاقة الفتيات الثلاث وحياتهن ومصيرهن، حيث يلتقين في معهد لتعليم اللغة الإنجليزية، وتستمر ملاحقة حياتهن بالكاميرا إلى الزمن القادم، حتى عام 2018. ومع وجود شخصيات نسائية إضافية وثانوية، سيستمر حضور معهد اللغة باعتباره مركزاً لتلاقي الحكايات، والكشف عن قصص الفتيات الثلاث، ومن يقع في طريقهن. ورسمت كاتبة العمل هالة دياب الشخصيات الثلاث، بحيث تمثل كل واحدة منهن واحداً من أضلاع مثلث الروح والجسد والعقل. فالأولى عمرها 22 عاماً، وهي بنت حي دمشقي محافظ، وسليلة عائلة متزمتة تُمارس عليها ضغوطا شديدة من أسرتها، ويفرض عليها ارتداء الحجاب والجلباب والقفازات، وتتعرض للضرب والعقاب مرات عديدة، لكنها تنجح في السفر إلى باريس للدراسة، وهناك تتغير تغيراً كلياً، فكيف سيكون مصيرها؟ أما الثانية 25 عاماً، فهي أيضاً من حي شعبي محافظ، تنتسب إلى المعهد لتتعلم اللغة الإنجليزية كي تجد عملاً. والثالثة ترمز إلى الطبقة الوسطى، وتحاول أن تشق طريقها في الحياة رغم صعوبة ذلك، لأن المجتمع من حولها إما متزمت أو متطرف. وإما منفتح على العولمة ويعيشها بشكل مبالغ فيه. فكيف ستجد طريقها وسط هذه التجاذبات الشديدة؟ وبالتأكيد فإن نجدت أنزور مخرج العمل نجح في اختيار ممثلاته الثلاث للعب هذه الشخصيات الثلاث، ما سيخلق جواً من المنافسة الإيجابية، حيث تبدع كل منهن في مجال الشخصية التي تلعبها. دوران متناقضان رغم تركيز الأضواء وبجدارة على مسلسل «ما ملكت أيمانكم» ودور رنا الجريء فيه، إلا أن الأخيرة تواجه مأزقاً لأنها تقوم في هذا الموسم بدور نقيض تماماً لشخصية (غرام)، فهي تلعب شخصية الصحابية الجليلة (أم عمارة) في مسلسل «رايات الحق»، وسيكون صعباً على المشاهد أن يوفق بين صورة رنا في شخصية غرام التي تمارس التعبير عن شهوات الجسد بالإثارة والإغواء، وبين صورة الصحابية الجليلة التي حاربت في جيش الرسول (صلى الله عليه وسلم) وصبرت على استشهاد ولدها. ورغم أن الدورين المتناقضين يكشفان عن مقدرة رنا التمثيلية وتنوع أدوارها، إلا أنها ستكون صاحبة حظ جميل، إذا تأخر عرض أحد المسلسلين عن الموسم الرمضاني القادم.