إسرائيل تستعد لمناورة عسكرية ضخمة غداً

جددت إسرائيل امس نفيها وجود أي نوايا لديها لمهاجمة سوريا· في وقت تستعد فيه لإطلاق أضخم مناورة في تاريخها· وقال مصدر أمني مسؤول ''إن إسرائيل نقلت خلال 24 ساعة الأخيرة رسائل مطمئنة إلى قوات الأمم المتحدة المنتشرة في هضبة الجولان وعلى امتداد الحدود اللبنانية جاء فيها أنه ليس لجيش الدفاع أي نوايا هجومية''· وأضاف المصدر أن وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك أصدر توجيهاته بالحفاظ على حالة الاستنفار على امتداد الحدود الشمالية وزيادة مستوى اليقظة لدى قوات الجيش الإسرائيلي هناك· من جهة أخرى تستعد سلطة الطوارئ في إسرائيل لبدء أكبر تمرين لقيادة الجبهة الداخلية غدا الأحد في إطار سعيها لمحاكاة تعرض البلاد لهجوم صاروخي· وذكرت الإذاعة الإسرائيلية أنه سيتم في إطار هذا التمرين الذي يستمر خمسة أيام اختبار أداء جميع الأجهزة المسؤولة عن التعامل مع حالات الطوارئ· وكانت إسرائيل قد أعلنت أمس الأول أنه لا توجد لديها ولا لدى سوريا نية لشن حرب خلال الصيف المقبل ردا على تقرير صحفي أفاد باستدعاء دمشق ثلاثة من فرق الاحتياط· ورفضت الحكومة الاسرائيلية ومسؤولون عسكريون بالاجماع تكهنات أفادت بأن سوريا تعد لشن هجوم على إسرائيل وقالوا إن إسرائيل لا تعد لهجوم على سوريا· وقال عاموس جلعاد رئيس مكتب الامن التابع لوزارة الدفاع الاسرائيلية للاذاعة الاسرائيلية ''إن سوريا غير مهتمة بمهاجمة إسرائيل وكذلك إسرائيل''· وفي سياق ذلك سجلت حركة عسكرية اسرائيلية لافتة امس على طول الخط الازرق الذي يشكل فاصلاً بين الحدود اللبنانية - الاسرائيلية، وشوهدت الدوريات الاسرائيلية المؤللة تقوم بحركة دائمة في مواجهة القطاع الشرقي الممتد من مستعمرة المطلة وحتى مزارع شبعا· وتأتي هذه التحركات تمهيداً للمناورات الاسرائيلية الضخمة التي ستنفذها غداً· في المقابل حلقت الطوافات العسكرية التابعة للقوات الدولية المعززة في الجنوب ''يونيفل'' فوق الخط الازرق انطلاقاً من الناقورة وحتى الهضاب الغربية لجبل الشيخ، كما سيرت دوريات مؤللة على مختلف محاور القطاع الشرقي· وأفادت المعلومات الأمنية أن ''يونيفل'' والجيش اللبناني يتخذان جانب الحيطة والحذر والاستعداد لمواجهة أي طارئ ينتج عن العمليات التدريبية الاسرائيلية· وأكد مسؤول ''حزب الله'' في الجنوب الشيخ نبيل قاووق أن المقاومة التي تراقب جيداً كل المناورات الاسرائيلية لا تخشى هذه المناورات ولا التهديدات ولكنها في المقابل لا تستخف بجديتها، وهي لن تسمح للعدو بتحقيق أية مكاسب سياسية أو معنوية جراء هذه المناورات· واعتبر ان هذه المناورة التي قالت اسرائيل انها الاكبر في تاريخها، هي نقطة التحول الثانية اذ لم يسبق للجيش الاسرائيلي ان استنفر كل جيشه والوزارات والمؤسسات وكل مكونات المجتمع ليتدربوا ويستعدوا على مواجهة احتمالات الحرب القادمة، مشيراً الى ان الجيش الاسرائيلي يحاول من خلال هذه المناورة ان يرمم الثقة التي فقدها في حرب يوليو ،2006 مما يؤكد ان هذه المناورة ليست مصدر قوة لاسرائيل وانما تعكس حالة الاحباط والعجز والاعتراف بالهزيمة التي حصلت في ·2006 واعتبر انه عندما توافق الحكومة الاسرائيلية على اطلاق صفارات الانذار في كل مدن وقرى الكيان الاسرائيلي، فهذا اكبر اعتراف بخوف كل الاسرائيليين من ان تطال صواريخ المقاومة كل جزء من هذا الكيان، وهذا انتصار اضافي للمقاومة· الى ذلك تراجع النائب في البرلمان السوري محمد حبش عن تصريحات أدلى بها وأكد فيها ما قاله مسؤولون إسرائيليون بأن طهران أقامت محطات في سوريا للتنصت على الاتصالات العسكرية الاسرائيلية· وكان النائب السوري محمد حبش قال لصحيفة ''الشرق الاوسط'' إن محطات التنصت الايرانية في سوريا ليست سراً· وظهر النائب حبش الذي يترأس لجنة العلاقات السورية الايرانية في البرلمان السوري على شاشة قناة ''العربية'' ونفى التصريحات التي وردت في الصحيفة· لكن الصحيفة أكدت امس تصريحات حبش وقالت إنها سجلت المكالمة الهاتفية التي أجرتها مع حبش وأكد فيها وجود محطات تنصت إيرانية في سوريا· وفي المقابلة التي أجرتها معه الصحيفة قال حبش إن سوريا تفعل كل ما بوسعها للدفاع عن أراضيها وتستعين بخبراء عسكريين لمساعدتها على ذلك· وأضاف أن سوريا لا تزال في حالة حرب مع إسرائيل وأن لديها الحق في الدفاع عن حدودها بكل الطرق التي يسمح بها القانون الدولي· وأشار النائب السوري إلى أن الهدف الحقيقي للتعاون السوري مع إيران والصين وروسيا هو حماية حدودها·