أبوظبي (الاتحاد)- أعلن مستشفى الرحبة أمس عن نجاح برنامج “من الباب إلى الطبيب”، المبادرة الرامية إلى تحسين الخدمات المتوافرة للمرضى، لخفض زمن الانتظار في قسم الطوارئ بدرجة كبيرة، من ثلاث ساعات إلى أقل من ساعة واحدة خلال وقت الذروة بعد أقل من خمسة أشهر من بدء تطبيقه. كما تمكن الأطباء خلال هذه الفترة من زيادة عدد المرضى الذين تتم معاينتهم يومياً في قسم الطوارئ وبنسبة وصلت إلى 15%. ففي عام 2013 كانت تتم معاينة أكثر من 90% من المرضى خلال ساعة واحدة من وصولهم إلى قسم الطوارئ، ونحو 75% من المرضى تتم معاينتهم خلال 30 دقيقة. ويهدف مستشفى الرحبة أيضاً إلى الارتقاء بخدماته أكثر، وذلك عبر تقليل مدة انتظار الساعة إلى 30-45 دقيقة في الأشهر القليلة المقبلة.
يذكر أن شركة أبوظبي للخدمات الصحية “صحة” هي مشغل مستشفى الرحبة الذي تديره شركة “جونز هوبكنز الطبية الدولية”.
ويأتي تطبيق برنامج “من الباب إلى الطبيب”، الذي يعتبر الأول من نوعه في دولة الإمارات العربية المتحدة، في إطار سعي المستشفى إلى الارتقاء بتجربة المرضى على كافة المستويات، بدءاً من الوصول ومروراً بالمعاينة ومن ثم المغادرة. ويمكن شرح برنامج “ من الباب إلى الطبيب” بأنه الوقت الذي يقضيه المريض قبل معاينته من قبل طبيب في قسم الطوارئ. ويمكن للنقل المستمر من وحدة إلى أخرى ضمن المستشفى وتسجيل المعلومات في مواقع متعددة قبل مقابلة الطبيب، أن يضيع الكثير من الوقت دون فائدة، ويصيب المرضى والأطباء وفريق العمل بالتعب والإحباط. وتركز المقاربة الجديدة “ من الباب إلى الطبيب” على تنسيق العمليات لتحقيق هدف محدد يضمن توفير قيمة مضافة للمرضى، بالتزامن مع الحد من التكاليف الزائدة والأخطاء. في هذا السياق قال تيموثي دينتري، الرئيس التنفيذي لمستشفى الرحبة “ إن مستشفى الرحبة ملتزم وعبر العديد من الأفكار المتقدمة والمبتكرة بترسيخ معايير جديدة في تقديم الرعاية الصحية المتميزة للمرضى في أبوظبي. إننا ندرك أهمية تبني التقنيات المبتكرة في تطوير نوعية الرعاية الطبية والخدمات المقدمة للمرضى. إن تطبيق برنامج “من الباب إلى الطبيب” يعتبر خطوة تصب في هذا الاتجاه”.
من جانبه قال الدكتور كزافييه أنتون، رئيس قسم الطوارئ في “مستشفى الرحبة”: “يمثل هذا الإنجاز المهم ثمرة تعاون وثيق وبنّاء بين مختلف أعضاء فريق العمل الإداري والطبي، وإنني أقدر عالياً تلك الجهود الكبيرة التي قامت بها إدارتنا العليا في المستشفى، وقسم تكنولوجيا المعلومات، وفرق المستشفى من أطباء وممرضين ومدراء وقسم الاستقبال والشركاء. وأود أن أتوجه بجزيل الشكر والتقدير إلى فريق «جونز هوبكنز» الذي قدم كل الدعم الممكن لضمان تنفيذ المشروع بكفاءة تامة، سواء من خلال الزيارات الميدانية التي قام بها أو من خلال التحديثات التي أجراها عبر المؤتمرات الهاتفية الأسبوعية”. وأوضح الدكتور أنتون أن “ برنامج « من الباب إلى الطبيب» قد ساعد على إيجاد حلول عملية وفعالة للتعامل مع الأعداد المتزايدة للمرضى، ونقص عدد الأسرّة والأطباء في قسم الطوارئ في الإمارات”.
وبهدف تلبية الطلب المتنامي من قبل المرضى على الخدمات الطبية المتخصصة، قام المستشفى مؤخراً بتأسيس قسم خاص لإسعاف الأطفال مع طاقم متخصص من الأطباء، وقد استطاع هذا القسم مضاعفة عدد حالات الإسعاف التي تمت معالجتها في المستشفى منذ افتتاح الغرفة في أكتوبر 2013.
وأضاف الدكتور أنتون: “بعد تطبيق برنامج «من الباب إلى الطبيب» فقد نجحنا في تحقيق نتائج مميزة خلال فترة زمنية قصيرة، ليس فقط من حيث خفض زمن الانتظار بل أيضاً ومن حيث تقليل نسبة عدد المرضى الذين يغادرون المستشفى قبل أن تتم معالجتهم أو قبل أن يعاينهم الطبيب نتيجة للإحباط الذي يصيبهم نتيجة انتظارهم الطويل من أجل الدخول إلى الطبيب، حيث تم تقليل هذه النسبة من نحو 7% إلى أقل من 2%”.
ومن خلال نظام التعقب المباشر الذي تم تطويره في المستشفى من قبل قسم تكنولوجيا المعلومات في مستشفى الرحبة يمكن للمرضى والأطباء التعرف على الزمن المتوقع للانتظار بين التسجيل ومقابلة الطبيب. ويتوافر هذا النظام في ردهة الانتظار ومواقع أخرى ضمن المستشفى. ويقول الدكتور أنتون موضحاً: “سنعمل قريباً على مكاملة النظام الجديد ضمن موقعنا الإلكتروني، مما يتيح للمرضى معرفة الزمن المتوقع لفترة الانتظار في المستشفى”. وأكد الدكتور أنتون على أن “البيانات التي يسجلها النظام الجديد تساعد الأطباء في تقييم النتائج وتزويدها إلى فريق العمل ليتمكنوا من الاستمرار في تحسين الأداء مستقبلاً. ووفقاً للدكتور أنتون، فإن لوحات ED المصممة خصيصاً لهذا الغرض تساهم في الارتقاء بمستوى الرعاية في وحدات الطوارئ على مستوى مدينة أبوظبي عموماً”.
عدد اليوم
