مواطن بلا عمل ولا سكن ويرى أبناءه على فترات متباعدة

الحالة التي نعرضها اليوم لمواطن·· ابن هذا البلد المعطاء·· ''محمد''·· جاء إلينا بخطوات ثقيلة، فعزة نفسه تأبى أن يعرض حاجته على صفحة الجريدة، لكن ضيق ذات اليد واستغلال الآخرين له وعدم قدرته على أداء واجباته تجاه أبنائه الثلاثة وزوجته أجبره على أن يتقدم إلينا شاكيا حاله، فهو وأبناؤه يعيشون ظروفا قاسية لا يستطيع أي إنسان تحملها، فهم لا يملكون أبسط حقوقهم ألا وهو المسكن، فقد لجأ إلى أحد الأشخاص الذين يؤجرون غرف الشقة بالباطن، كي يؤوي أبناءه ويحميهم، مقابل 3500 درهم في الشهر·· أي 42000 درهم في السنة، يأخذها مرة من صديق وأخرى من أهل الخير، هذا إلى جانب أنه يسكن في مكان آخر لأنه غير مسموح للرجال بالسكن في هذه الغرفة· ونظرا لأنه لا يعمل، حيث أنهيت خدماته عندما تعرض والداه وإخوته لحادث أليم فقدهم من خلاله·· فقد الأسرة الحميمة التي كانت مصدرا للحب والعطف والترابط، بعدهم انهار محمد وتعرض لأزمة نفسية حادة اضطرته لترك عمله، وليس له مصدر رزق كي يستطيع توفير مسكن يستره هو وأبناؤه وزوجته، حتى أنه قدم طلباً لمسكن شعبي منذ عام 2002 وحتى الآن لم يحصل عليه، وهو يعيش الآن في مهب الريح حيث لا يرى أبناءه إلا من حين إلى آخر دون أن يعيش معهم كأي أب آخر يغمرهم بحنانه وعطفه، وحتى الزوجة التي تتحمل كل هذه الأعباء أصبحت اليوم يائسة من العيش بهذه الحالة· يتحدث محمد والدموع تشع بريقاً لامعاً من عينه·· يرسل من خلالها رسالة إلى كل من يقرأ عنه بأن يساعده ويأخذ بيده ليحصل على عمل وسكن·· كأي مواطن يعيش على هذه الأرض الطيبة·