الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

«الأرانب» يمارسون «رياضة» التهرب من دفع التذاكر في روسيا

«الأرانب» يمارسون «رياضة» التهرب من دفع التذاكر في روسيا
19 مارس 2010 22:33
لم يعد الروس يخشون التهرب من دفع أجرة ركوب المواصلات العامة، بعدما أصبح التهرب من دفع تذاكر المواصلات رياضة قومية في روسيا. بل تجاوز المواطنون الروس الحدود في ممارسة هذه الرياضة. وأصبحت مواقع الإنترنت تمتلئ بالنصائح حول طرق الانتقال مجانا من نقطة إلى أخرى باستخدام مترو الأنفاق أو قطار الضواحي. ويقفز حاليا عدد متزايد من الروس فوق الأسوار والحواجز أو الأبواب الدوارة المقامة في المحطات. وأحيانا يخاطرون بفقدان أرواحهم للدخول أو الخروج من القطارات حتى لا يدفعوا رسوم الرحلة. وبعد هذه المعاناة يراوغون مفتش التذاكر بالقطار أو يفرون منه. ويعد ارتفاع أسعار التذاكر هو السبب الرئيسي في انتشار ظاهرة “الأرانب”. وهو الوصف الذي يطلقه الروس على المتهربين من دفع قيمة تذاكر المواصلات العامة. ويمكن لأي شخص يركب قطارا محليا في موسكو أو سان بطرسبرج أن يشاهد ظاهرة تثير العجب. إذ يقف عشرات الركاب جميعهم فجأة وفي نفس التوقيت، ليس لأن القطار يقترب من إحدى المحطات، ولكن لأن مفتش التذاكر ظهر في العربة المجاورة لعربتهم بالقطار. وتنزل “الأرانب” المذعورة بشكل جماعي في المحطة التالية وتندفع هاربة على الرصيف لكي تصعد مرة أخرى إلى العربة التي انتهى فيها المفتش من فحص تذاكر الركاب. ورغم أن المفتشين ومعظمهم من النساء لا يخدعهم هذا التحايل. إلا أنهم يكتفون بإطلاق صفاراتهم وتوجيه اللوم للمخالفين، ولا يستطيعون توقيع عقوبات عليهم لأنهم ليست لديهم صلاحيات قانونية لذلك. وتشير أولجا (57عاما)، وهي مهندسة سابقة تقوم مثل الكثيرين من أبناء بلدها بركوب القطار يوميا للعمل في موسكو إلى أنه خلال العهد الشيوعي كان الأشخاص الذين يضبطون بدون تذكرة يشعرون بحرج بالغ. ولكن التهرب من دفع ثمن التذاكر أصبح الآن مقبولا من الناحية الاجتماعية إلى حد ما. وتحصل أولجا على دخل شهري يتراوح بين 15 ألف روبل وعشرين ألفا (حوالي 500 إلى 660 دولار) بينما تبلغ قيمة ما تدفعه في بند المواصلات 150 روبل يوميا، وهو ما ترى أنه مبلغ كبير لا تستحقه وسيلة النقل. ويقول ميخائيل أنشاكوف من الجمعية الروسية لحماية حقوق المستهلك، إن زيادة أسعار النقل في بداية 2010 في منطقة موسكو وحدها فاجأت 3 ملايين من ركاب قطارات الضواحي. وزادت التكلفة بالنسبة للكثيرين بنسبة تتراوح ما بين 3 و 5 أضعاف. وتمنى أن تعيد الحكومة دراسة هيكل أسعار المواصلات لتجنب الاحتجاجات الجماهيرية. ويشير أندري وهو طالب بأنه لا يرى أي سبب لأن يدفع هذا القدر الكبير من المال لركوب القطارات الروسية التي وصفها بأنها تسودها البرودة والقذارة والتهالك. وليس أندري وحده الذي يطلق على قطارات الضواحي الروسية اسم “شاحنات البقر”. ويعد التهرب من دفع قيمة تذاكر المواصلات العامة نوعا من أنواع الاحتجاج بالنسبة لكثيرين من الروس ومن جميع الأعمار. ولا يشعر إلا القليل منهم فقط بتأنيب الضمير. وهم ينتقدون أيضا الخدمة بالغة السوء لنظام السكك الحديدية التي تعمل بنفس طاقتها التي كانت عليها في العهد الشيوعي. كما أن عملية شراء التذاكر تستغرق وقتا طويلا للغاية بسبب طول الطوابير الواقفة أمام شبابيك بيع التذاكر. واعترف فاليدمير ياكونين رئيس هيئة السكك الحديدية الروسية مؤخرا بأنه لا يمكن وقف عملية التهرب من سداد ثمن التذاكر وطالب الحكومة بسرعة إصدار قوانين لمعاقبة هذه المخالفة، كما هو الحال في الدول الغربية. ويقدر المسؤولون بسكك حديد موسكو الخسائر الناجمة عن هذا التهرب خلال النصف الثاني من العام الماضي وحده بما يوازي أكثر من 27 مليون دولار. وتشير تقديرات ياكونين إلى أن ما نسبته 30% من ركاب القطارات الروسية من “الأرانب”.
المصدر: موسكو
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©