النقل العمومي

كل يوم تتزايد الأحاديث حول أنواع الوقود الجديد الصديق للبيئة من أجل دفع السيارات، فيما أثبتت تقنية خلية الوقود من خلال البحوث المكثفة التي تخضع لها منذ عشرة أعوام أنها لا تمثل حتى الآن الحل الموعود لمشكلة تزايد نسبة غاز ثاني أوكسيد الكربون في الجو· وقد تنطوي مجموعات الدفع الهجين على نصف الحل لهذه المشكلة بالرغم من أنها ما زالت قيد التطوير· ويمكن لتطوير وسائل النقل العام كالسكك الحديدية والحافلات، أن يوفر نسبة كبيرة من أسباب التلوث خاصة لو كانت مدفوعة بالمحركات الكهربائية مثلما هي الحال في العديد من الدول الأوروبية· وتثبت الإحصائيات أن أكثر من 70 بالمئة من وقود السيارات يستهلك لتحريك المقاعد الفارغة؛ وعندما ينتقل صاحب سيارة ذات خمسة مقاعد من بيته إلى مكان عمله فإنه يستهلك نفس كمية الوقود فيما لو كانت سيارته مليئة بالركاب· ويمكن لوسائل النقل العامة أن توفر معظم كميات الوقود المهدورة بهذه الطريقة طالما أنها ستقلل من متوسط عدد الكيلومترات االمقطوعة بالنسبة لكل العربات المتحركة على الطرق بنسبة كبيرة، كما أنها تسهم في حل مشكلة الازدحام المروري بشكل كبير· وفي لندن وباريس ونيويورك وطوكيو وهونج كونج ومعظم المدن العالمية الكبرى، لا يستخدم الناس سياراتهم الخاصة إلا في المناسبات المهمة وأيام العطل والأعياد· وقدّم إضراب عمال السكك الحديدية في فرنسا قبل أيام الدليل القوي على أهمية وسائل النقل العام في حل مشاكل التلوث والازدحام المروري حيث كادت شوارع المدن الكبرى وخاصة باريس تختنق من الازدحام المروري بسبب توقف شبكات مترو الأنفاق والقطارات العادية والسريعة· ومن المعروف عن معظم الفرنسيين أنهم لا يستخدمون سياراتهم أبداً للذهاب إلى أماكن العمل· ويمكن القول أن النقل العمومي الكهربائي هو الحل الأمثل لمشاكل تلوث جو المدن والاختناق االمروري، كما يمثل توفيراً كبيراً في استهلاك الوقود· المحرر adnanod@maktoob.com